تحليل - شايف العين/ لا ميديا-

داهمت قوات مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي المنتمية لحزب الإصلاح في مأرب، صباح أمس الجمعة، قرى الأشراف ونفذت حملة اعتقالات واسعة طالت النساء والأطفال وعمليات قصف للمنازل وسط مناشدات من ناشطين لقبائل مأرب بالتدخل ووقف المذبحة. 
حيث أفادت معلومات من مصادر محلية عن قيام مرتزقة تحالف العدوان في مأرب بقصف قرى الأشراف بالمدفعية وقذائف الهاونات ما أدى إلى تدمير 6 منازل فوق رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال وفرض حصار على تلك القرى حتى لحظة كتابة الخبر.
يأتي هذا بعد وساطة قبلية تدخلت أمس الأول وأوقفت الاشتباكات التي اندلعت بين قبائل الأشراف وقوات المرتزقة المنتمين لحزب الإصلاح الثلاثاء الماضي في محافظة مأرب، ما يجعل الهجوم الذي قام به أتباع تحالف العدوان عيباً أسود في نظر الأعراف والقوانين القبلية.
وكشفت مصادر محلية أن المرتزقة المنتمين لحزب الإصلاح نهبوا أرضاً تابعة للأشراف وداخل حدودهم عبر القيادي الإخواني المرتزق محمد الحزمي، وبدعم من أمين عام الحزب ومدير أمن المحافظة المعين من قبل تحالف العدوان، المرتزق مبخوت الشريف. 
وأشارت المصادر إلى أنه بعد رفض الأشراف بيع المرتزق مبخوت الشريف، وهو أحد أبنائهم، الأرض للمرتزق الحزمي، كونها موقوفة من قبل المحكمة بسبب نزاع عليها، استخدم المرتزقة القوة وقاموا باستحداث سور للأرض، الأمر الذي دفع بالقبيلة لمواجهتهم. 
ويتعمد مرتزقة العدوان المنتمون للإصلاح استهداف قبائل الأشراف منذ انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المحافظة قبل أعوام، ووصل هذا التعسف والتعمد في إذلال أبناء القبيلة أقصى درجاته مطلع الأسبوع الماضي. 
وقالت مصادر محلية إن عناصر مسلحة تابعة للمرتزقة أوقفوا، الأحد الماضي، عدداً من أبناء قبيلة الأشراف في سوق مفرق السد بمدينة مأرب وطلبوا منهم تسليم أسلحتهم دون مبرر، الأمر الذي تكرر في اليوم التالي عندما طلبوا من آخرين الصعود معهم على الأطقم وتسليم أسلحتهم، وعندما رفضوا ذلك باشروهم بإطلاق النار، ليردوا دفاعاً عن أنفسهم.
وأكدت المصادر أن حزب الإصلاح المسيطر على مأرب والموالي لتحالف العدوان عمل بعد ذلك على إيجاد ذريعة أخرى لشن هجوم مسلح على الأشراف في عملية وصفت بالتطهير العرقي لهم.
وأضافت المصادر أن مرتزقة الإصلاح حشدوا قواتهم وأسلحتهم التي حصلوا عليها من تحالف العدوان وشنوا في صباح اليوم التالي (الأربعاء) هجوما كبيرا بقيادة نائب مدير الأمن، المرتزق مجاهد مبخوت الشريف، على قرى ومنازل الأشراف بدعوى القبض على مطلوبين أمنياً استخدموا فيه جميع أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع ومدرعات ورشاشات، الأمر الذي دفع ببعض القبائل المجاورة إلى الاصطفاف بجانب الأشراف والقتال معهم بموجب الأعراف والتقاليد.
وخلال الاشتباكات سقط عدد من القتلى في صفوف المرتزقة بينهم نائب مدير الأمن قائد الحملة، وهو نجل مدير الأمن المرتزق مبخوت الشريف، بالإضافة إلى عدد من أبناء القبيلة. 
وتزامناً مع استمرار المواجهات واصطفاف بعض قبائل مأرب إلى جانب الأشراف قصفت طائرة أمريكية بدون طيار منزل محافظ المحافظة، المرتزق سلطان العرادة، صباح الخميس، بمبرر تواجد شقيقه خالد العرادة المطلوب لها كأحد القيادات الإرهابية، وعدد من عناصره في المنزل.
بعد الاستهداف مباشرة نشرت وسائل إعلام المرتزقة أخباراً تفيد بأن الجيش واللجان الشعبية قصفوا منزل العرادة بصاروخ باليستي، في حين صمتت واشنطن وسمحت بتمرير تلك الأخبار كونها جزءاً من المخطط.
استمرت الشائعات والأخبار الملفقة بالتداول، صاحبها تحريض من قيادات المرتزقة، ووصف بعضهم ما يحدث في مأرب بأنه فاتورة تدفعها المحافظة لقبولها بمن سماهم "الزيود".
مراقبون ومحللون أكدوا أن قصف أمريكا منزل المحافظ المعين من قبل تحالف العدوان تزامنا مع مواجهات بين قبائل الأشراف ومرتزقة العدوان من حزب الإصلاح وإلقاء التهمة على صنعاء هو محاولة لإيجاد شرخ قبلي، وجلب التفاف قبلي حول العرادة.
وأشار المحللون إلى أن هذه الخطوة تهدف أيضا إلى دفع قبائل مأرب للتخلي عن نصرة أبناء الأشراف، خصوصاً بعد اصطفافها إلى جانبهم وفق الأعراف القبلية، وبالتالي يصبح الطريق لعملية تطهير عرقي لهم سالكا أمام مرتزقة تحالف العدوان، أو في أقل الأحوال إشعال فتيل صراع قبلي يقطع على صنعاء الطريق لإحراز تقدمات جديدة لقواتها نحو تحرير مأرب، خاصة بعد أن سيطرت أمس الأول على عدد من التباب شرقي هيلان بعملية هجومية واسعة. 
كما أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية على لسان ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع استهدافها منظومة الباتريوت وتجمعاً لمرتزقة تحالف العدوان في مأرب بعملية مشتركة لسلاح الجو المسيّر الذي استهدف المنظومة والقوة الصاروخية التي استهدفت التجمع بصاروخ "بدر1-p".
كل المعطيات على الأرض والأحداث التي سبقت الاشتباكات أو تزامنت معها على مدى 3 أيام تثبت أن ما حدث في مأرب يأتي ضمن مخطط لقوى العدوان بهدف تصفية الأشراف عرقياً، ما قد يفضي إلى إشعال صراع قبلي دائم ومتجدد يقطع الطريق أمام صنعاء لتحرير تلك المناطق، ويغطي على عجز السعودية والإمارات عن البقاء داخل الأراضي اليمنية المحتلة بفعل تصاعد وتيرة معادلة الرد والردع للجيش واللجان الشعبية، ويضمن لأمريكا مشروع تواجدها الجديد من بوابة مكافحة الإرهاب.
وفي ليل أمس، الجمعة، ناشدت أصوات من أبناء مأرب كافة القبائل التحرك وإعلان النكف في وجه مرتزقة حزب الإصلاح وإيقاف الجرائم التي يرتكبونها في حق أبناء الأشراف، لاسيما وأنهم قفزوا على صلح قبلي أوقف المواجهات معهم مساء الخميس الماضي، ليصنعوا بذلك انتفاضة في وجه الاحتلال السعودي الإماراتي وأذنابه التكفيريين.