تحديات العام الخامس صمود متغيرات المعركة على المسرح العملياتي في 4 سنوات 2-3
- تم النشر بواسطة علي نعمان المقطري / لا ميديا
علي نعمان المقطري / لا ميديا -
خلال 4 سنوات من المعارك البرية المدعومة جواً وبحراً من قبل العدو، ترسخت معادلات واضحة تظهر بوضوح على الجبهات الرئيسية الكبرى على الساحل والحدود الشمالية والشرقية، ورغم الزيادة في مستويات التسليح الحديث ودقة التصويب العالي التي يوفرها العدوان لقواته ومرتزقته في كل الجبهات، إلا أنه ظل عاجزاً عن تحقيق التقدم على الأرض، وفي الحلقة الأولى استعرضنا وضع العدوان العسكري ومتغيرات المعركة الحربية على المسرح العملياتي في عدد من الجبهات، وفي هذه الحلقة سنقوم باستعراض الوضع الميداني في بقية الجبهات.
جبهات الضالع والبيضاء
شهدت الضالع في السابق مواجهات على نقاطها الملتهبة في مريس وقعطبة والصدرين والعود ونقيل الخشبة، ورغم الكثير من الملابسات التي أحاطت بالصراع في المنطقة وفرضت عليه نوعاً من الجمود في بعض الأحيان، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تحولات ميدانية إيجابية وسعت من سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على مناطق جديدة على أطراف دمت وقعطبة، وأهمها السلاسل الجبلية في الفاخر، كما أنزلت قوات الجيش واللجان بالعدو نكسة كبيرة، إذ تمكنت من قتل المرتزق اللواء العولقي، قائد ما يُسمى اللواء 30 مدرع، الذي تم تعيينه مؤخراً، وعدد من أفراده وقياداته الميدانية.
كما شهدت قيادة العدوان في الضالع احتراباً بينياً حول موقع قيادة ما يُسمى اللواء 30، والتي انقسمت على جبهتي الإصلاح وهادي والحزم الإماراتي، ومؤخراً شنت قوات الجيش واللجان هجوماً واسعاً من ثلاثة مسارات ومحاور على امتداد الجبهة مع العدو بعرض يمتد مئات الأميال وبعمق 100 كيلومتر من مشارف البيضاء إلى مشارف محافظة إب، لتتمكن من السيطرة على أكثر من 120 موقعاً عسكرياً استراتيجياً جديداً تطل على مناطق من الضالع والبيضاء وإب، وأهمها السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي الكبير.
وشكل هذ الهجوم الناجح لقوات الجيش واللجان ومعها قبائل وأهالي الضالع الأحرار، خطوة جبارة ونقلة استراتيجية حاسمة جداً على جبهة العدوان في الضالع ولحج والعند والحشاء، وكشف موقف العدو ونقاط ضعفه، حيث فتح الطريق جنوباً بخطوات وثابة دلت على دقة التخطيط والتقييم والتقدير والتدبير، وتوجهت قوات الجيش واللجان صوب أهم محاور العدو الاستراتيجية ومؤخراته التي تنفتح مباشرة على أهم قواعده وقياداته في الضالع ويافع وردفان ومريس وجبل العود والخشبة وعدن.
أما في البيضاء فإن قوات الجيش واللجان تتقدم بانتظام على جبهات قانية، الملاجم، والوهبي، وتحقق انتصارات فيها وفي مكيراس المطلة على محافظتي أبين وعدن من جهة الشرق.
تعز.. العدو يحترب بينياً
إن القوى العميلة للعدوان في تعز تعيش حالة من التشظي، حيث غرقت في تصفية حساباتها البينية عبر اقتتال بيني شرس استمر طوال الأسابيع الماضية، قتال بين فصائل التحالف ومرتزقته بمحاورها الإماراتية والسعودية والقطرية.
فقد دارت معارك كبيرة بين فصائل التحالف في الجهة الغربية للمدينة وما جاورها وامتدت هذه المعارك نحو الأطراف الجنوبية مخلفة وراءها مئات القتلى والجرحى واستنزافاً عسكرياً هائلاً يضعف جبهات العدوان أكثر من أي وقت مضى، بينما تتقدم قوات الجيش واللجان إلى مواقع جديدة وتحكم سيطرتها على المناطق الشرقية من المدينة، حيث سيطرت على عدد من المواقع والمرتفعات في مناطق الشقب والرضعة وعلى مواقع في غرب الضباب تطل على طريق تعز ـ عدن، قرب البيرين والنشمة والكدحة، مكبدة قوى العدوان أكثر من 500 قتيل وجريح.
الساحل الغربي.. مسلخ كبير للعدوان
خلال العامين الأولين للعدوان كان الساحل الغربي يعتبر جبهة ثانوية بالنسبة للجبهة الرئيسية الشمالية الشرقية التي كانت تتركز فيها وحولها أكبر القوات البرية والمدرعة للعدوان بهدف تطويق العاصمة والزحف نحوها عبر المحاور المحيطة بها من الشرق والشمال وإسقاطها عبر تضافر قوى العدوان من الخارج ومن الداخل، وعبر المؤامرة الداخلية لعفاش وطوابيره الخامسة التي كانت تنتشر في العاصمة وأحيائها الجنوبية الغربية في نطاق الجغرافيا الجيوسياسية القديمة للنظام السابق الذي كان بعضه في علاقة تحالف وشراكة زائفة مع القوى الوطنية المناهضة للعدوان بهدف الانقضاض على العاصمة من داخلها وفتح الأبواب أمام تقدم العدوان، غير أن انهيار الهجوم العدواني والمؤامرة التخريبية العفاشية في وقت متزامن، جعل تقدم العدو نحو العاصمة مستحيلاً.
إن إخفاق الهجوم العدواني على أبواب العاصمة كان إعلان هزيمة للهجوم الرئيسي للعدوان وانكساره المدوي، لذلك حول العدوان اتجاهه الرئيسي نحو الساحل الغربي مرحلياً، وهو ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة.
(*) المركز الاستراتيجي الوطني
المصدر علي نعمان المقطري / لا ميديا