أمة على سرير الموت، القمة العربية ما عندها غير الشجب والاستنكار والتنديد" بهذه العبارات وصف مغردون ومدونون عرب مخرجات القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس الأول في تونس.
فقد اعتبر مغردون أن مخرجات القمة لم تقدم جديداً، بل كررت برأيهم مواقفها وبياناتها الدورية، وعرت انقسامات القادة العرب بشأن نفوذ إيران وحرب اليمن والصراع بين دول الخليج.
فعلق المغرد محفوظ بوكيلة: "يتساءلون لماذا فشل اجتماع القمة؟ لاختلاف مصالح وأهداف ورؤى وأولويات الأعضاء... جامعة الدول العربية صارت من مخلفات الماضي".

النوم يداعب الرؤساء
ورصدت الكاميرات رؤساء وهم غارقون في النوم خلال الاجتماع الافتتاحي.
وبدا العميل عبد ربه منصور هادي مرهقاً ومغمضاً عينيه، كذلك كان حال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج.
أما وزير خارجية جزر القمر محمد الأمين، فقد ظهر وهو في سبات عميق.
وعلق صلاح الفضلي، على تلك الصور: "صور الرؤساء العرب وهم نيام في القمة المنعقدة في تونس، يمثل الواقع الحقيقي للشعوب العربية".
واختتمت القمة العربية الـ30 في تونس، أمس الأول، في وقت تسود فيه الخلافات بشدة حول القضايا الأمنية للدول العربية، والاختلاف في وجهات نظر المشاركين.
وأظهر تنوع وجهات النظر، والخلافات الشديدة حول قضايا الأمن العربي منذ بداية القمة وخلال كلمات ألقاها رؤساء الدول العربية، أنه لا يمكن توقع أية نتائج ملموسة من هذا الاجتماع الذي يعتبر جعجعة بلا طحين.
والقضية الأساسية التي تهدد أمن العرب هي قضية الكيان الصهيوني، والدعم الكامل لهذا الكيان من جانب الولايات المتحدة، وقد تبينت هذه القضية بشكل كامل من خلال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان من جانب ترامب، في الأيام الأخيرة، لكن تركيز الملك السعودي على ما اعتبره تهديدات إيرانية، وإصرار الأمين العام لجامعة الدول العربية على مخاطر إيران وتركيا بالنسبة للدول العربية، قوبل برد فعل أمير قطر ومغادرته القمة و.. يظهر أن المستفيد الرئيسي من هذه القمة هو إسرائيل والولايات المتحدة، اللتان تستفيدان إلى أقصى حد من تعميق واكتمال وعيهما بمدى الخلافات بين العرب.
ومن الواضح أن إحدى نتائج هذه القمة هي مواصلة كل من ترامب ونتنياهو مشاريعهما التوسعية المعادية للإسلام بقوة في المنطقة العربية من الآن فصاعداً.
والنقطة المثيرة للاهتمام في القمة هي أنه في قضية الجولان، لم تتم الإشارة الى قرار ترامب المخالف للقانون في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ولا إشارة مباشرة الى دور ترامب في هذه القضية، وهذا الأمر يوفر بحد ذاته أسباب تبني الرئيس الأمريكي من الآن فصاعدًا سياسات تهدف إلى دعم إسرائيل أكثر من ذي قبل. وبالطبع، تنفيذ "معاملة ترامب" (صفقة القرن) بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية، بمزيد من راحة البال.
وعقدت القمة العربية بينما لم تعد جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي يجديان نفعاً، ولم يبق من منظمة أوبك السابقة إلا نعش، ويستمر انعدام الأمن والعنف والاضطرابات في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا، و... وتعاني بعض العواصم العربية، مثل الخرطوم والجزائر، من أزمات عميقة. وأخيراً تكتنف مغامرة إسرائيل التوسعية غموضاً خطيراً.
ولكن رغم هذه الحقائق المريرة، لا يمكن أن نتوقع من مثل هذه القمم الصاخبة في ظل الخلافات العميقة إلا إصدار بيانات لتسجيلها في التاريخ فقط.