عيسى الليث ليس المحارب الأنصاري الوحيد في المهرة...«بحـور المرجلـة» تـبتلـع «ورع سلمـان»
- تم النشر بواسطة يوسف صلاح الدين / لا ميديا

يوسف صلاح الدين / لا ميديا
بات من المألوف اليومي في المهرة أن تسمع صوت المنشد عيسى الليث يجلجل من سيارات "الشاص -البيك أب" المنتشرة بوفرة هناك، والسيارة الأثيرة لمجتمع المحافظة اليمنية الحدودية المحاذية لسلطنة عُمان جنوب شرق اليمن.
أكثر من ذلك يكتب ناشط محلي في منشور له على "فيسبوك": "عيسى الليث يصدح من مكبرات الصوت في الاعتصامات شبه اليومية المناهضة للاحتلال السعودي.. نحن يمنيون وسنبقى يمنيين والليث منا ويمثلنا..".
العلاقة بين "صنعاء أنصار الله" و"الحراك المهري" المطالب بالاستقلال، لا تزال مقصورة على رابط الحبال الصوتية بين منشد من "آل سالم في صعدة" شمال الشمال، وشاعر من المهرة جنوب الجنوب، يجدفان في "بحور المرجلة" ويتشاطران العداء لـ"ورع سلمان"..
العملان اللذان حملا الاسمين الآنفين بين الأقواس، هما حتى اللحظة الجزء اليسير من رأس جبل جليد العلاقة "الأنصارية المهرية" الذي برز إلى سطح المشهد، ويؤكد مراقبون أن لهذه العلاقة باطناً بعيد الغور لم يتكشف بعد، ولا يزال مطموراً خلف الكثير من التحفظات على الضفتين.
ينحو مشهد الصراع مع المحتل السعودي في المهرة صوب مواجهة عسكرية بعد ما يزيد على العام من الاعتصامات السلمية المطالبة برحيل قوات الاحتلال..
لعلعت أول طلقة من البندقية المهرية مطلع الأسبوع الفائت، فأردت عدداً من مرتزقة السعودية في منفذ "شحن" الحدودي مع عُمان، عندما كانت مجاميعهم تهم بنقل "عشرات الكرافانات" إلى الداخل المهري، في إطار خطة لإنشاء عدد من المعسكرات التابعة للعدو السعودي بغية تطويق الحراك المناهض للاحتلال وتصفيته. في السياق، تداولت عديد وسائل إعلام وطنية ومقربة من الحراك، قبل أيام، أخباراً عن خطة لاستهداف قائمة من رموز الحراك الاجتماعية والجهوية بالاغتيالات، وفقاً لمصادر محلية مطلعة.
كل هذه الرمال المتحركة في المهرة بالضد لتحالف العدوان والاحتلال، لم تستفز تعليقاً واحداً مباشراً عليها من قبل أي من قيادات صنعاء الأنصارية بعد. مراقبون يرون في الامتناع عن التعليق دليلاً على رسوخ صلات الطرفين في الظل، لا على هشاشتها كما يوحي ظاهر العلاقة البارد والصمت الأنصاري إزاء سخونة المشهد المهري المتصاعد.
"تهريب الطائرات المسيرة واللوازم الحربية الصاروخية ومضادات الدروع للحوثيين..!"، هي بعض أبرز التهم التي وجهها تحالف العدوان الأمريكي لـ"عُمان" في الآونة الأخيرة، بين اتهامات أخرى سابقة لاندلاع موجة الحراك الاجتماعي المناهض له في المحافظة الحدودية الجنوبية. وبغية الإساءة لمجتمع المهرة وكسر شوكة الحراك، تشن وسائل الإعلام التابعة والموالية للتحالف وناشطوه حملة واسعة النطاق تصور هذا المجتمع كـ"عصابات من المهربين" – فقط- لأنه يقف حجر عثرة صلباً في مواجهة مخططات وأطماع الاحتلال.
حتى اللحظة يبقى "عيسى الليث وأبو همام بلحاف المهري" عنوانين كافيين لـ"لحمة أبناء الأرض الشرفاء شمالاً وجنوباً"، كما وصوتاً مؤرقاً لقوى العمالة والارتزاق وأربابهم في عواصم تحالف العدوان الذي غرق في شبر ماء من "بحور المرجلة"، فكيف سيواجه أغوارها السحيقة المتكشفة تباعاً؟!
المصدر يوسف صلاح الدين / لا ميديا