نساء وأطفال سقطوا خلال العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد معاقل تنظيم القاعدة في اليمن.
فيرجيني جغولو|صحيفة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية:
أدى القرار الخاطئ لأول عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل عهد الرئيس دونالد ترامب – الذي أصدر مرسوما قضى بشن قوات الكوماندوز غارة جوية استهدفت معقل لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن- أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين بينهم أطفال بالإضافة إلى سقوط أحد أفراد الجيش الأمريكي.
كان الهدف الأساسي الذي سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيقه من شن هذه العملية يكمن في جمع معلومات استخباراتية بما في ذلك مصادرة كافة أجهزة الكمبيوترات والالكترونيات التي كانت بحوزة مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي ترى فيه الولايات المتحدة الأمريكية الفرع الأكثر خطورة من بين الشبكات المتطرفة.
إذ أشارت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها الصادر في 2 فبراير الجاري إلى أن تنظيم القاعدة اخذ يتوسع في اليمن، كما أشارت أيضا إلى أن هذه العملية أدت إلى سقوط العديد من المدنيين من ضمنهم ما لا يقل عن عشرة نساء وأطفال سقطوا خلال الهجوم، فضلا عن عددا من رجال القبائل المحليين.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن العملية أسفرت عن سقوط 14 قتيلا من بينهم نساء مقاتلات في صفوف القاعدة كُن يطلقن النار على القوات الأمريكية بالإضافة إلى سقوط جندي أمريكي واحد.
بينما أشار مسؤولون في التنظيم إلى أن العملية خلفت وراءها ما يقارب من 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال، في حين أشار مسؤول يمني إلى سقوط ما يقارب من 41 شخص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، من بينهم قادة في التنظيم و8 نساء ونفس العدد من الأطفال.
ومن جانبها أشارت المنظمة المستقلة- مجموعة الأزمات الدولية- المعنية بتحليل النزاعات والصراعات التي تجوب العالم إلى أن هذه الخطوة لا تبشر بالخير فيما يخص الجهود الحثيثة والرامية لمكافحة هذا التنظيم الذي يتمتع بذكاء وفعالية كبيرة، وذلك لان التنظيم سيستغل ورقة سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين حيث وهو يعتبر نفسه المدافع عن الإسلام والمسلمين ضد الغرب.
تصعيد وتكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف الإسلامي:
جاء إصدار قرار شن هذه الغارة بعد مرور أسبوع واحد على تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانت هذه العملية العسكرية هي الأولى من نوعها حيث أمر الرئيس الأمريكي الجديد بتنفيذها كونه اخذ على نفسه عهداً بتصعيد الكفاح ضد التطرف الإسلامي.
وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية –البنتاجون- إلى أنها عملت على قدم وساق منذ فترة طويلة على التخطيط والتجهيز لهذه العملية التي حظيت بمباركة من البيت الأبيض أثناء فترة الرئيس السابق باراك اوباما.
ومن جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس إلى أن إدارة الرئيس ترامب باركت شن هذه الغارة ولكن التحضير لها بدأ منذ وقت طويل مضيفا إلى أن أسبابا عملياتية هي التي اقتضت تنفيذها في هذا التوقيت بالذات وليس قبل أسبوعين عندما كان باراك أوباما لا يزال في السلطة، وبالنسبة للجيش الأمريكي فقد نوه الرئيس ترامب بشكل واضح انه لا يحبذ رؤية الإخفاقات في طاقمه.
كما أشار المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض شون مايكل سبايسر إلى أن العملية لا يمكن وصفها بأنها قد تكللت بالنجاح 100% وذلك بسبب وفاة احد أفراد الجيش الأمريكي الذي أوكلت له هذه المهمة، إلا أنهم تمكنوا من جمع كم هائل من المعلومات حول التنظيم.
ضحايا مدنيين وعسكريين:
أشارت القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى أن هذه العملية حصدت أرواح 14 شخص من مقاتلي تنظيم القاعدة، أما التفسيرات والتصريحات التي تقدمت بها القيادة المركزية فيما يخص عدد الضحايا المدنيين فقد أشارات إلى أن القوات الخاصة وجدت نفسها في وضع صعب جراء ردة الفعل السريعة التي أبداها مقاتلي القاعدة أثناء تنفيذ العملية، فقد وجد الجنود الأمريكيون أنفسهم في خضم غارة خاطفة حيث تمت محاصرتهم من جميع الجهات من على أسطح المنازل والمباني المجاورة.
وبحسب قيادة الجيش الأمريكي فان الوضع العام لهذه العملية كان صعبا ومعقداً للغاية، إذ احتوت هذه العملية على أنواع عديدة من الأسلحة المستخدمة: شملت أسلحة خفيفة وقنابل يدوية ناهيك عن الدعم الجوي بالطائرات الأمريكية “الهليكوبتر”.
أما ما يخص سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين من نساء وأطفال فقد كانوا بمثابة قرابين قدمت مقابل إنقاذ الجنود الذين كانوا لا يزالون على الأرض.
فهؤلاء الجنود كانوا في مواجهة شرسة أمام عدو عنيد يضم في صفوفه عدد من النساء وبالتالي فقد تم محاصرة القوات الخاصة الأمريكية من جميع الجهات.
أما الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية فقد استنكر النهج الذي ينتهجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يكمن في التقليد الراسخ والمروع في قدرته على إخفاء النساء والأطفال في مناطق عملياته ومخيماته، حيث يظهر هذا النهج الذي يسير عليه التنظيم استمرار مدى تجاهله لأرواح الأبرياء.
نتج عن هذه العملية بحسب الجانب الأمريكي مقتل جندي واحد، كما جرح ثلاثة جنود أمريكيين أثناء الهجوم بالإضافة إلى جرح ثلاثة آخرين في حادث تحطم الطائرة المروحية من طراز ڤي-22 أوسبري بالقرب من ساحة المعركة، حيث اضطرت المروحية لهبوط اضطراري أثناء العملية وبالتالي كان لا بد من تدميرها لمنع وقوعها في أيدي تنظيم القاعدة.
فقدت القوات الأمريكية الخاصة في هذه العملية المجند وليام “ريان” اوينز والذي يبلغ من العمر 36 عاماً، احد خبراء العمليات العسكرية الأمريكية ضد شبكات المتطرفة. ومن جانبه زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ابنته ايفانكا قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير الواقعة شرق الولايات المتحدة الأمريكية بطائرة هليكوبتر من البيت الأبيض من أجل استقبال جثمان الجندي الذي لقي مصرعه في هذه العملية، حيث تمت مراسم التأبين بسرية تامة وذلك بناء على طلب أسرته.
لماذا يزدهر تنظيم القاعدة في اليمن؟
يشرح احد التقارير الصادرة عن مجموعة الأزمات الدولية والمعنية بتحليل الصراعات في جميع أنحاء العالم والمعنون: ” تنظيم القاعدة في اليمن: قاعدة متنامية” كيف استفاد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومنافسه تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش من الفوضى والحرب التي استعسرت في اليمن منذ العام 2014.
وعلى الرغم من الانتكاسات التي عان منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلا انه تمكن من استغلال العديد من الأحداث التي تدور في فلك الأزمة اليمنية: فقد استطاع التنظيم الازدهار على أعتاب انهيار الدولة، تنامي الطائفية الدينية، التحالفات المتغايرة، الثغرات الأمنية وتنامي الحرب الاقتصادية.
كما أشار هذا التقرير انه على عكس هذا الاتجاه يجب أن نضع حدا للصراع الأصلي وذلك من خلال تحسين أسلوب الإدارة والحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام أساليب ووسائل عسكرية بحكمة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
و بهذا الخصوص أشار مركز الأبحاث – مجموعة الأزمات الدولية – الذي اتخذ من مدينة بروكسل مقراً له أن هذا سيعمل على تقويض هذه الجهود إذا اتخذت بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول المعنية بمكافحة تنظيم القاعدة والفرع الوليد من تنظيم الدولة الإسلامية إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب في ارتفاع الضحايا في صفوف المدنيين.
كما أدى الصراع الرئيسي في اليمن والذي يمكن في المواجهات التي جمعت القوات الموالية للحكومة الشرعية والمدعومة من قبل قوات التحالف العربي السني المنضوي تحت راية المملكة العربية السعودية منذ مارس من العام 2015 ضد الحوثيين الشيعة وحلفائهم والمدعومين من قبل جمهورية إيران الإسلامية، حيث استطاع الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ووفقا لما أوردته مجموعة الأزمات الدولية فان جميع الأطراف المتحاربة في اليمن بشقيها المحلي والأجنبي قد ساهم في صعود التيارات الجهادية الراديكالية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، بالرغم من تأكيداتهم أنهم أعداء لهذه التنظيمات.
كما أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي على اليمن جعلت من الحوثيين وحلفائهم هدف نصب أعينها، في حين رأت التيارات الجهادية من هذا الوضع القائم في اليمن بمثابة هبة لترسيخ تواجدها، إذ استطاع التنظيم من تأسيس وترسيخ تحالف ضمني مع القبائل السنية في بعض المناطق بالإضافة إلى الحصول على الأسلحة من نفس الجهات التي تعمل على إرساء السلام في اليمن.
ليس خفياً على احد أن وجود تنظيم القاعدة في اليمن مر عليه أكثر من عقدين من الزمان إلا انه عانى من الانتكاسات العسكرية في ابريل من العام المنصرم حين فقد السيطرة على مدينة المكلا الساحلية جنوب شرق البلد، بيد أن هذه النجاحات التي يمكن أن نصفها بالهشة من الوارد جدا أن تُمحى وتذهب أدراج الرياح في ظل غياب الحكم المحلي الرشيد.
عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن هجمات ضد معاقل تنظيم القاعدة مستخدمه الطائرات بدون طيار ولكن هذا النجاح التكتيكي الذي من خلالها سعت واشنطن إلى القضاء على الفاعلين الأيديولوجيين من تنظيم القاعدة لم تحد من إيقاف النمو السريع لتنظيم.
كما أن هذه الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الطائرات بدون طيار لم تكن مجدية بل أنها أججت الرأي العام في اليمن ضد الحكومة اليمنية والأمريكيين حيث رأوا فيها استهانة بأرواح المدنيين الأبرياء.
ترجمة: أسماء بجاش: المراسل نت
فيرجيني جغولو|صحيفة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية:
أدى القرار الخاطئ لأول عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل عهد الرئيس دونالد ترامب – الذي أصدر مرسوما قضى بشن قوات الكوماندوز غارة جوية استهدفت معقل لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن- أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين بينهم أطفال بالإضافة إلى سقوط أحد أفراد الجيش الأمريكي.
كان الهدف الأساسي الذي سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيقه من شن هذه العملية يكمن في جمع معلومات استخباراتية بما في ذلك مصادرة كافة أجهزة الكمبيوترات والالكترونيات التي كانت بحوزة مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي ترى فيه الولايات المتحدة الأمريكية الفرع الأكثر خطورة من بين الشبكات المتطرفة.
إذ أشارت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها الصادر في 2 فبراير الجاري إلى أن تنظيم القاعدة اخذ يتوسع في اليمن، كما أشارت أيضا إلى أن هذه العملية أدت إلى سقوط العديد من المدنيين من ضمنهم ما لا يقل عن عشرة نساء وأطفال سقطوا خلال الهجوم، فضلا عن عددا من رجال القبائل المحليين.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن العملية أسفرت عن سقوط 14 قتيلا من بينهم نساء مقاتلات في صفوف القاعدة كُن يطلقن النار على القوات الأمريكية بالإضافة إلى سقوط جندي أمريكي واحد.
بينما أشار مسؤولون في التنظيم إلى أن العملية خلفت وراءها ما يقارب من 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال، في حين أشار مسؤول يمني إلى سقوط ما يقارب من 41 شخص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، من بينهم قادة في التنظيم و8 نساء ونفس العدد من الأطفال.
ومن جانبها أشارت المنظمة المستقلة- مجموعة الأزمات الدولية- المعنية بتحليل النزاعات والصراعات التي تجوب العالم إلى أن هذه الخطوة لا تبشر بالخير فيما يخص الجهود الحثيثة والرامية لمكافحة هذا التنظيم الذي يتمتع بذكاء وفعالية كبيرة، وذلك لان التنظيم سيستغل ورقة سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين حيث وهو يعتبر نفسه المدافع عن الإسلام والمسلمين ضد الغرب.
تصعيد وتكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف الإسلامي:
جاء إصدار قرار شن هذه الغارة بعد مرور أسبوع واحد على تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانت هذه العملية العسكرية هي الأولى من نوعها حيث أمر الرئيس الأمريكي الجديد بتنفيذها كونه اخذ على نفسه عهداً بتصعيد الكفاح ضد التطرف الإسلامي.
وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية –البنتاجون- إلى أنها عملت على قدم وساق منذ فترة طويلة على التخطيط والتجهيز لهذه العملية التي حظيت بمباركة من البيت الأبيض أثناء فترة الرئيس السابق باراك اوباما.
ومن جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس إلى أن إدارة الرئيس ترامب باركت شن هذه الغارة ولكن التحضير لها بدأ منذ وقت طويل مضيفا إلى أن أسبابا عملياتية هي التي اقتضت تنفيذها في هذا التوقيت بالذات وليس قبل أسبوعين عندما كان باراك أوباما لا يزال في السلطة، وبالنسبة للجيش الأمريكي فقد نوه الرئيس ترامب بشكل واضح انه لا يحبذ رؤية الإخفاقات في طاقمه.
كما أشار المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض شون مايكل سبايسر إلى أن العملية لا يمكن وصفها بأنها قد تكللت بالنجاح 100% وذلك بسبب وفاة احد أفراد الجيش الأمريكي الذي أوكلت له هذه المهمة، إلا أنهم تمكنوا من جمع كم هائل من المعلومات حول التنظيم.
ضحايا مدنيين وعسكريين:
أشارت القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى أن هذه العملية حصدت أرواح 14 شخص من مقاتلي تنظيم القاعدة، أما التفسيرات والتصريحات التي تقدمت بها القيادة المركزية فيما يخص عدد الضحايا المدنيين فقد أشارات إلى أن القوات الخاصة وجدت نفسها في وضع صعب جراء ردة الفعل السريعة التي أبداها مقاتلي القاعدة أثناء تنفيذ العملية، فقد وجد الجنود الأمريكيون أنفسهم في خضم غارة خاطفة حيث تمت محاصرتهم من جميع الجهات من على أسطح المنازل والمباني المجاورة.
وبحسب قيادة الجيش الأمريكي فان الوضع العام لهذه العملية كان صعبا ومعقداً للغاية، إذ احتوت هذه العملية على أنواع عديدة من الأسلحة المستخدمة: شملت أسلحة خفيفة وقنابل يدوية ناهيك عن الدعم الجوي بالطائرات الأمريكية “الهليكوبتر”.
أما ما يخص سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين من نساء وأطفال فقد كانوا بمثابة قرابين قدمت مقابل إنقاذ الجنود الذين كانوا لا يزالون على الأرض.
فهؤلاء الجنود كانوا في مواجهة شرسة أمام عدو عنيد يضم في صفوفه عدد من النساء وبالتالي فقد تم محاصرة القوات الخاصة الأمريكية من جميع الجهات.
أما الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية فقد استنكر النهج الذي ينتهجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يكمن في التقليد الراسخ والمروع في قدرته على إخفاء النساء والأطفال في مناطق عملياته ومخيماته، حيث يظهر هذا النهج الذي يسير عليه التنظيم استمرار مدى تجاهله لأرواح الأبرياء.
نتج عن هذه العملية بحسب الجانب الأمريكي مقتل جندي واحد، كما جرح ثلاثة جنود أمريكيين أثناء الهجوم بالإضافة إلى جرح ثلاثة آخرين في حادث تحطم الطائرة المروحية من طراز ڤي-22 أوسبري بالقرب من ساحة المعركة، حيث اضطرت المروحية لهبوط اضطراري أثناء العملية وبالتالي كان لا بد من تدميرها لمنع وقوعها في أيدي تنظيم القاعدة.
فقدت القوات الأمريكية الخاصة في هذه العملية المجند وليام “ريان” اوينز والذي يبلغ من العمر 36 عاماً، احد خبراء العمليات العسكرية الأمريكية ضد شبكات المتطرفة. ومن جانبه زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ابنته ايفانكا قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير الواقعة شرق الولايات المتحدة الأمريكية بطائرة هليكوبتر من البيت الأبيض من أجل استقبال جثمان الجندي الذي لقي مصرعه في هذه العملية، حيث تمت مراسم التأبين بسرية تامة وذلك بناء على طلب أسرته.
لماذا يزدهر تنظيم القاعدة في اليمن؟
يشرح احد التقارير الصادرة عن مجموعة الأزمات الدولية والمعنية بتحليل الصراعات في جميع أنحاء العالم والمعنون: ” تنظيم القاعدة في اليمن: قاعدة متنامية” كيف استفاد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومنافسه تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش من الفوضى والحرب التي استعسرت في اليمن منذ العام 2014.
وعلى الرغم من الانتكاسات التي عان منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلا انه تمكن من استغلال العديد من الأحداث التي تدور في فلك الأزمة اليمنية: فقد استطاع التنظيم الازدهار على أعتاب انهيار الدولة، تنامي الطائفية الدينية، التحالفات المتغايرة، الثغرات الأمنية وتنامي الحرب الاقتصادية.
كما أشار هذا التقرير انه على عكس هذا الاتجاه يجب أن نضع حدا للصراع الأصلي وذلك من خلال تحسين أسلوب الإدارة والحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام أساليب ووسائل عسكرية بحكمة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
و بهذا الخصوص أشار مركز الأبحاث – مجموعة الأزمات الدولية – الذي اتخذ من مدينة بروكسل مقراً له أن هذا سيعمل على تقويض هذه الجهود إذا اتخذت بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول المعنية بمكافحة تنظيم القاعدة والفرع الوليد من تنظيم الدولة الإسلامية إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب في ارتفاع الضحايا في صفوف المدنيين.
كما أدى الصراع الرئيسي في اليمن والذي يمكن في المواجهات التي جمعت القوات الموالية للحكومة الشرعية والمدعومة من قبل قوات التحالف العربي السني المنضوي تحت راية المملكة العربية السعودية منذ مارس من العام 2015 ضد الحوثيين الشيعة وحلفائهم والمدعومين من قبل جمهورية إيران الإسلامية، حيث استطاع الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ووفقا لما أوردته مجموعة الأزمات الدولية فان جميع الأطراف المتحاربة في اليمن بشقيها المحلي والأجنبي قد ساهم في صعود التيارات الجهادية الراديكالية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، بالرغم من تأكيداتهم أنهم أعداء لهذه التنظيمات.
كما أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي على اليمن جعلت من الحوثيين وحلفائهم هدف نصب أعينها، في حين رأت التيارات الجهادية من هذا الوضع القائم في اليمن بمثابة هبة لترسيخ تواجدها، إذ استطاع التنظيم من تأسيس وترسيخ تحالف ضمني مع القبائل السنية في بعض المناطق بالإضافة إلى الحصول على الأسلحة من نفس الجهات التي تعمل على إرساء السلام في اليمن.
ليس خفياً على احد أن وجود تنظيم القاعدة في اليمن مر عليه أكثر من عقدين من الزمان إلا انه عانى من الانتكاسات العسكرية في ابريل من العام المنصرم حين فقد السيطرة على مدينة المكلا الساحلية جنوب شرق البلد، بيد أن هذه النجاحات التي يمكن أن نصفها بالهشة من الوارد جدا أن تُمحى وتذهب أدراج الرياح في ظل غياب الحكم المحلي الرشيد.
عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن هجمات ضد معاقل تنظيم القاعدة مستخدمه الطائرات بدون طيار ولكن هذا النجاح التكتيكي الذي من خلالها سعت واشنطن إلى القضاء على الفاعلين الأيديولوجيين من تنظيم القاعدة لم تحد من إيقاف النمو السريع لتنظيم.
كما أن هذه الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الطائرات بدون طيار لم تكن مجدية بل أنها أججت الرأي العام في اليمن ضد الحكومة اليمنية والأمريكيين حيث رأوا فيها استهانة بأرواح المدنيين الأبرياء.
ترجمة: أسماء بجاش: المراسل نت
المصدر لا ميديا