طلال سفيان/ لا ميديا

في التعريف العسكري العام تعد وحدة الهندسة العسكرية القوة القتالية 
التي تقوم بمهام هندسية مثل بناء الجسور وإزالة العقبات الطبيعية، وتأمين وسائط العبور والإشراف على المعابر، كما تشمل مهامها نزع الألغام وزرع حقول الألغام للتصدي للعدو في حال الحرب. وفى الآونة الأخيرة بدأت هذه الوحدة في مختلف الجيوش بالاهتمام بتصنيع وتطوير الأسلحة المختلفة، من خلال المصانع الحربية وهيئاتها وتهتم بالتشكيلات العسكرية أثناء الحروب وبناء معسكرات وأبراج المراقبة... إنها وحدة لا غنى عنها في جميع جيوش العالم.. لكن ماذا عن هذه الوحدة الهامة في اليمن ومواجهتها لأرعن عدوان؟
الإجابة بالتأكيد ستكون: وحدة الهندسة العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية تعتبر واحدة من أهم وحدات الجيش الحاضرة بقوة في ساحة مواجهة العدوان، والتي كبدت عملياتها العسكرية قوى العدوان والمرتزقة آلاف القتلى والآليات في مختلف جبهات القتال، وكانت يد وترجمان التصنيع الحربي اليمني، وهي العقل والعضلات معاً في واقع الميدان.

أفخاخ قاتلة.. نموذج المعركة
من المهم أن يظل مهندس الميدان يقظاً ويتبع دائماً مقولة: الغلطة الأولى هي الأخيرة. هذه المقولة طبقتها وحدة الهندسة العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية بحذافيرها منذ الوهلة الأولى في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، عبر مجموعة تدابير هندسية نفذت لمساعدة القوات المقاتلة على القيام بمهامها القتالية في المعركة وعرقلة أعمال العدو. كان الاستطلاع الهندسي وتجهيز الأرض للدفاع ومن ثم الهجوم على تحصينات العدو, مستهل الحضور في الميدان، بتدمير أبراج المراقبة السعودية على الخط الحدودي والتمهيد والتعزيز والتجهيز لقوات الجيش واللجان الشعبية لاقتحام عمق العدو, لتمثل هذه الوحدة القتالية نقلة نوعية في المعركة وحالة مرعبة لرأس العدوان وأذياله.
ووفق التكتيكات المذهلة والمختلفة التي تنفذها هذه الوحدة القتالية على خطوط المواجهات، لم يمر يوم واحد دون أن تسجل إنجازاً جديداً، من تدميرها 3 آليات لمرتزقة العدوان بعبوات ناسفة في جبهتي الخليفين وصبرين بمديرية خب والشعف بالجوف ومصرع من على متنها، حتى قامت الخميس الفائت بنصب كمين محكم عبر الألغام المتفجرة عن بعد لجحافل الارتزاق أثناء محاولة تسللهم في وادي فضحة بجبهة ناطع بمحافظة البيضاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي عملية استنزاف للقوات السعودية على حدودها صعدت وحدات الجيش واللجان الشعبية عملياتها الهجومية النوعية في محاور الحدود بشكل كبير، تساقطت معها القرى والمواقع السعودية الواحد تلو الآخر.
كان آخر تلك المواقع ما عرضه الإعلام الحربي الثلاثاء الفائت من جيزان، حيث نفذ أبطال الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية نوعية واسعة داخل الأراضي السعودية، تمت خلالها السيطرة على عدد من المواقع والقرى.
بدأت العملية بإطلاق صاروخ (زلزال 1) استهدف غرفة عمليات الجيش السعودي في الخوبة، وكذلك دك تحصينات وتجمعات الجيش السعودي في جبل "إم بي سي" وموقعي العمود والطلعة بعدد من قذائف المدفعية.
وتقدمت وحدات قتالية خاصة من الجيش واللجان الشعبية نحو مواقع العدو، ووصل الأبطال إلى جبل قنبورة واشتبكوا مع حامية الجبل التي لم تصمد طويلاً إذ سرعان ما ترك جنود الحامية مواقعهم وأسلحتهم غنيمة للمقاتلين اليمنيين.
ومع لحظة وصول المقاتلين اليمنيين واقتحامهم برج رقعة والسيطرة عليه بعد فرار حاميته، أظهرت المشاهد قيام وحدة الهندسة بتفجير البرج وتسويته بالأرض، في عملية أشبه بتفجير برج الرمضة العسكري السعودي في جيزان في 22 نوفمبر 2015.
في 21 أكتوبر الفائت نفذت وحدة الهندسة العسكرية عملية تسلل نوعية أطلقت عليها "عملية الوفاء لشهداء الهندسة" تم فيها زراعة ألغام ومتفجرات ضخمة وسط مجاميع العدو وآلياتهم، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من أفراد العدو وتدمير عدد من آلياته ومدرعاته وفقد توازنه وفراره من مواقعه جنوب (كيلو 16).
كما دمرت وحدة الهندسة العسكرية 11 آلية عسكرية ومدرعة بمن عليها من جنود العدو ومرتزقته، وكسرت هجومين مسنودين بغطاء جوي في الساحل الغربي.
ولعلّ أشهر جبهات القتال وأكثرها استنزافاً للعتاد السعودي وللمجندين المرتزقة هي جبهة الساحل الغربي من ميدي وحتى المخا، التي تميّزت عن البقية بمشاركة واسعة للبارجات والفرقاطات البحرية. لكن اليمنيين وقواتهم في الميدان حافظوا فيها على كامل إنجازاتهم العسكرية ونجحوا في اختراق خطوط التماس وتوسيع دائرة النيران لتصل إلى عمق أراضي مملكة العدوان، وذلك رغم مشاركة تحالف كوني والآلاف من المرتزقة اليمنيين والأجانب بكامل عتادهم في تلك المعارك.

2018.. إنجازات
في سياق الخسائر الكبيرة التي يتلقاها العدوان ومرتزقته على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، تمكنت وحدة الهندسة العسكرية في الجيش واللجان الشعبية منذ مطلع هذا العام وحتى نوفمبر من تدمير 1076 آلية عسكرية متنوعة واستهداف 373 تجمعاً عسكرياً لقوات العدو.
 مايو: نفذت وحدة الهندسة العسكرية 150 عملية شملت جميع المحاور العسكرية في جبهات الداخل والحدود وألحقت خسائر فادحة بقوى العدوان ومرتزقتهم.
فقد تم تدمير 119 آلية للعدوان في جبهات الحدود والجبهات الداخلية الأخرى، منها 58 آلية للعدوان في جبهة الساحل الغربي، و23 آلية عسكرية في الجوف ونهم، و25 آلية عسكرية في جبهات الحدود، و16 آلية عسكرية في المناطق الوسطى، كما تم تدمير 13 ناقلة جند، واستهداف 12 تجمعاً للجنود السعوديين والمرتزقة في الجبهة الحدودية، و6 تجمعات في جبهات الداخل.
 يونيو: دمرت الوحدة الهندسية أكثر من 144 مدرعة وآلية للغزاة والمرتزقة في مختلف جبهات القتال.
وشهدت جبهة الساحل الغربي تدمير أكثر من 83 مدرعة وآلية تابعات لقوى الغزو والمرتزقة.
وتمكنت وحدة الهندسة من تفجير أكثر من 29 تجمعاً للغزاة والمرتزقة بـالعبوات الناسفة, ما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات منهم.
 يوليو: دمر أبطال الهندسة في الجيش واللجان الشعبية 126 مدرعة وآلية في مختلف الجبهات بينها 71 في جبهة الساحل الغربي.
وشمل هذا العدد, تدمير 91 طقماً عسكرياً و10 آليات و21 مدرعة و4 دبابات للغزاة والمرتزقة في مختلف الجبهات.
كما تم استهداف أكثر من 29 تجمعاً لعناصر العدوان بمختلف الجبهات ومصرع وإصابة العشرات منهم.
 أغسطس: استهدفت وحدة الهندسة 78 طقما جلها محملة بالأفراد و10 مدرعات و58 تجمعا لقوى العدوان والمرتزقة. كما تم استهداف جرافة وكاسحة ألغام وناقلة جند. وكبدت العمليات التي نفذتها الوحدة مرتزقة العدوان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ونفذت هذه العمليات في كافة المناطق العسكرية، حيث تم استهداف 21 طقما عسكريا معظمها محملة بأفراد و25 تجمعا لجنود العدو وكاسحة وجرافة عسكرية ومدرعة في المنطقة الشمالية.
وفي المنطقة الشرقية تم استهداف 19 طقما وخمسة تجمعات ودبابة، فيما تم استهداف 19 طقما و31 تجمعا وست مدرعات في المنطقة الغربية، كما تم تدمير خمسة أطقم واستهداف سبعة تجمعات في مواقع متفرقة من جبهات المنطقة الوسطى.
 سبتمبر: نفذت وحدة الهندسة التابعة للجيش واللجان الشعبية 178 عملية متنوعة استهدفت الغزاة والمعتدين في مختلف جبهات القتال.
فقد تمكنت وحدة الهندسة العسكرية اليمنية من تدمير وإعطاب 103 أطقم للغزاة ومرتزقتهم وتدمير وإعطاب 18 مدرعة، واستهدفت بـ45 عملية أفراد وتجمعات الغزاة والمرتزقة في مختلف الجبهات.
  أكتوبر: نفذت وحدة الهندسة 153 عملية في مختلف الجبهات منها 62 عملية في جبهة الساحل استهدفت آليات و54 عملية استهدفت أفراد الغزاة والمرتزقة.
وتمكنت وحدة الهندسة العسكرية من تدمير وإعطاب 67 آلية و10 مدرعات و6 جرافات عسكرية ودبابة واحدة.
يذكر أن هذه الإحصائية محصورة على إنجازات وحدة الهندسة العسكرية في تدمير مدرعات وآليات وتجمعات للغزاة والمرتزقة بعبوات ناسفة، ولا تشمل عمليات التنكيل بآليات الغزاة والمرتزقة بالصواريخ الموجهة والعمليات العسكرية الأخرى.