عطر الانتظار

هناك إله يخلق كائنات يُحمّل عينيها الجزء الأكبر من الحياه..
عينان لا ترى بهما فقط، بل تنطق.. تمضغ الطعام.. وتستشعر درجات الطقس.
وعليه تستطيع تجميد حواسك الأخرى لحيوات قادمة.. لوقت الحاجة.. لمواجهة وحش الكاريبي.. وأنت.. ما أنت!
لست واثقة من هويتك!
أأنت ذلك الإله.. أم أحد مخلوقاته؟
اعذر وقاحتي هنا، أنا لم أختلط بآلهة من قبل، فلا أجيد ترصيع التحايا.. ولم نُدرِّس (فن التعامل مع الآلهة)..
في بلادي معنا إله تقول أمي إنه في السماء، صعدت جميع ناطحات سحاب العالم ولم أجده!
يا للآلهة متمكنون جداً من لعبة الاختباء، نحن البشر نمل سريعاً، نكشف أنفسنا بعد دقائق للمحافظة على الأصدقاء.. الاستجابة لنداء الأمهات.. الذهاب للدرس.. لرغبة في النوم.. أما أنتم يا لحظكم لا أحد في انتظاركم..
الانتظار صفة بشرية.. هل هذا صحيح؟!
حتى إنكم تكتبون لنا (عطِّر لحظات الانتظار بالاستغفار).. منكم طبعاً نستغفر!
أنتم لا تستغفرون، فلا تنتظرون.. ربما أنكم أبعد من الزمن.. ربما تنتظرون إنما بكيفيات أخرى.. تستغلون الوقت في صنع أشياء أكثر مرحاً كالعينين التي عليك..
قلت لي إني جميلة؟!
ماذا يثبت لي الآن أني كذلك.. أي قوة ستقنعني؟!
إن كنت بشرياً فالبشر الذين عرفتهم يكذبون.. وإن كنت إلهاً.. فالآلهة مجاملون.. متحاملون.. يمدحون بديع صنعهم وما نحتت أيديهم.. وإن كنت نصف إله بنصف بشر.. أي نصف منك البشري؟ العلوي.. أم السفلي..؟ لأعرف بأي عضو تفكر.