حاوره/ عبدالرقيب علي / لا ميديا

قصائد الشاعر حمزة المغربي شحنة من التحدي والصمود، ويصوغ حروفها فنراها تمشي متزنة الخطى وتصل إلى أهدافها كما الطيران المسيَّر الذي يصل إلى أهدافه بدقة.
كما أن قصائده بالغة التوهج ونرى فيها احتشاداً فنياً شديد الإدهاش، وكذلك نحس بما وراءها من قلب ينبض بحب الوطن ومن روح تعصر صموداً ضد هذا العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته.
كان لقصائد الشاعر المجاهد حمزة المغربي دور كبير في تحريك الهمم ودحر الغزاة، وكان لها بالغ الأثر في نفوس كل من يستمع لها.
إنه أحد الشعراء الذين ينسجون حروفهم في حب الوطن والدفاع عنه.
حمزة المغربي ليس شاعراً عادياً، ولكنه قامة شعرية في الواقع الشعري، ومجاهد في أغلب الجبهات، وتتميز قصائده كذلك بقوة الألفاظ وسهولة المعاني وجزالة التعبير.

طاقة إضافية للمجاهدين
 كشاعر ومجاهد في الجبهات، لو تعطينا نبذة مختصرة عن دور القصيدة في مواجهة هذا العدوان؟ 
المعروف أنّ الجانب المعنوي في الحروب يمثل 70% من القوة لأي جيش. وبالنسبة للشعر، وخصوصاً في هذه المرحلة الجهادية، فقد مثّل دافعاً وحافزاً للمجاهدين في كل الجبهات بدرجة رئيسية. وكما نعلم جميعاً فإن الزامل هو قصيدة تم تلحينها. وأنتم ترون الدور العظيم للزامل في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، طاقة هائلة وجبارة تضاف إلى المجاهدين فتشكّل جبالاً من الرجال.

الشاعر لا يصفق للمجرم السفاح
 كم نسبة الشعراء من محافظة إب الذين انخرطوا في صف العدوان؟ 
ليس عندي معلومة محددة عن ذلك، ولكنّ من منظوري الشخصي أن المرتزق ليس شاعراً وإن كتب الشعر، فالشعر إحساس صادق قبل أن يكون قوافي موزونة، وهذا الإحساس لم ولن يمكله من يقف في صفّ الباطل ومن يصفّق للمجرم السفاح! 

  عمل شعري تعتز به كثيرا؟ 
قصيدة (رد المظالم) التي أنشدتها فرقة أنصار الله ومعهم المجاهد عيسى الليث.

 مَن مِن الشعراء ترى أن قصائده تشبه قصائدك؟ 
مع مواكبتنا للأحداث وتسارعها وانتمائنا لمسيرة القرآن العظيمة وهذا الوطن العظيم، فكلنا نتشابه في كتاباتنا، وإن اختلفت الصور الشعرية والإبداعية.

 بمن تأثرت؟ 
تأثرت بالشاعر الشهيد عبدالمحسن النمري، وبالشاعر المخضرم معاذ الجنيد عندما كان يكتب الشعبي، وحالياً وهو يكتب الفصيح.

مدرسة أدبية متكاملة
 البعض يقول إن الزامل سيصبح ثقافة عالمية، هل توافقهم الرأي؟ 
لِمَ لا؟! فاليمن ستصبح بعد الانتصار أمّاً وملاذاً ومزاراً لكل الأحرار في هذه الأرض. والزامل له دوره في صناعة هذا الصمود الأسطوري والوعي الشعبي، وإن شاء الله سيكون كذلك مع تطوّره المتسارع إلى الأمام، وسيمثل مدرسة أدبية متكاملة سينتمي لها الكثير وتتوارثها الأجيال وتكون مفخرةً توازي روعة الانتصار.

مقارعة الباطل بسيوف الشعر
 كيف كانت بدايتك مع القصيدة؟ 
بدايتي مع القصيدة كانت بمشاكسات متبادلة، ثمّ وجدت لديّ الرغبة في نقل مشاعري وما يجول في خاطري إلى الورق بشكل أبيات، حتى ترعرعت داخلي روحٌ شاعرية تقارع الباطل بسيوف الشعر، وكلّما خاضت حرباً صُقِلَت وزادت توهّجاً وحِدّة.

 ما هي قصائدك التي تم إنشادها؟ 
منها زامل (ما خضع شعب الكرامة) للمنشد النبهان، وزامل (رد المظالم) و(أهل الوفاء) لفرقة أنصار الله... وغيرها.

عندما يظلم الشاعر نفسه
 الشاعر اليمني يظهر فجأة ثم يختفي فجأة، برأيك لماذا؟ 
لا يمكن أن ألقي اللوم على المجتمع أو الجمهور، بالعكس الشاعر نفسه هو ملهم ويجب أن يكون قدوة في الأفعال قبل الأقوال، فالاستمرارية والارتقاء دون إحباط إذا لم تكن من صفات الشاعر فقد ظلم نفسه قبل أن يظلمه الآخرون.

المسار واحد.. والهدف واحد
 من هو المنشد الذي تمنيت أن ينشد قصائدك؟ 
تمنيت أن ينشد لي المنشد الشهيد لطف القحوم سلام الله عليه، وأيضاً المنشد المجاهد عيسى الليث والذي نقدّر كثيراً ما يقوم به ويسعدنا كثيراً عندما يأتينا بالجديد، فالمسار واحد وكلّنا هدفنا واحد في سبيل الله ودعماً للمجاهدين في كل الجبهات.

 ما الذي يزعجك؟ 
إلباس الحق بالباطل، ومحاولة تلميع من يبيع أرضه وعرضه وشرفه وكرامته رخيصةً للأمريكيين والإسرائيليين ومن يدور في فلكهم.

 ما الذي يبكيك؟ 
صور ومشاهد المجازر والجثث المتفحمة والمدفونة تحت الأنقاض لمن قصفهم تحالف العدوان، أشلاء الأبرياء، دموع وبكاء ونحيب الثكالى والأطفال الذين جرحوا وفقدوا أغلى ما يملكون. 

 هناك قصائد ركيكة يتم تلحينها وإنشادها، فيما نرى قصائد قوية يتم تجاهلها، ما سبب ذلك؟ 
لأن هناك من يبني أعماله مستنداً على العلاقات والصداقات وليس على الإبداع أيّاً كان صاحبه! 

المجد والفوز العظيم
 ما هو المجد الذي يحظى به الشاعر؟ 
في هذه المرحلة وفي مواجهة العدوان أعتقد أن المجد الذي يحظى به الشاعر هو أن يكون مجاهداً مسخّراً طاقاته وموهبته في سبيل الله ونصرة دينه والمستضعفين ومقارعة الباطل والمستكبرين، متولياً لله والرسول وأعلام الهداية، عاشقاً للشهادة حتى ينالها بإذن الله، وذلك هو المجد والفوز العظيم.

مواجهة الباطل وأذنابه
 لو لم تكن شاعراً، ماذا كنت لتكون؟ 
لكنت ذلك الكاتب أو الخطيب والمثقّف الذي يبذل طاقاته وقدراته في مواجهة الباطل وأذنابه، فلم أكتب الشعر إلا لأجل الجهاد، وكذلك أيّ طاقات وقدرات كنت سأمتلكها كنت سأسخرها في نفس الطريق.
درر وجواهر ثمينة
 ماذا أضاف لك الشعر؟ 
أضاف لي الكثير، كالثقة الكبيرة والاعتزاز بالنفس، وأضاف لي روحاً إبداعية شعرية اختلطت بروحي وعقلي وقلبي، وصنعت ولا تزال تصنع الكثير من الدرر والجواهر الثمينة وترتقي أكثر وأكثر بفضل الله سبحانه وتعالى.

 في بعض الزوامل يلمَّع المنشد أكثـر من الشاعر، ألا ترى أن في ذلك بعض الإجحاف بحق الشاعر؟ 
الإجحاف موجود، ولكن غالباً الشاعر اليمني يكتفي بأن يسمع ويلحظ إعجاب الجمهور بالزامل، فيطيب خاطره حتى لو لم يعرفوا أنّه كاتب تلك الكلمات العظيمة! 

 كلمة أخيرة...؟ 
نصيحة وتحية.
نصيحة لي ولإخوتي الشعراء والمنشدين بأنّ الأحداث متسارعة ويجب أن نحاول جميعاً إخلاص أعمالنا لله سبحانه وتعالى لنستطيع الارتقاء عملياً ومواكبة هذا التسارع، ولهم جميعاً مني كل الودّ والاحترام. 
تحية لقائد المسيرة حفظه الله ولكل المجاهدين في كل الميادين وشرفاء اليمن الصامدين والواثقين بالله وبنصره القريب المؤزر، إنّه على كلّ شيء قدير.