الحرب على اليمن والحملة الإعلامية السعودية في الغرب
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة
ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا : محمد زبيبة
الأسوأ من التجاهل الغربي للحرب على اليمن هو استخدام النقاط المضللة التي تتحدث بها السعودية في وصفها. فمثلا نرى إيرينا تسوكرمان (ناشطة حقوقية) تقوم بهذا تماماً في كتاباتها المضللة بعنوان (حرب إيران في اليمن) في الآتي:
(إنهم الحوثيون من فرض حصاراً إنسانياً ضد اليمن وليس السعوديون. فقد استخدموا شحنات الإغاثات الإنسانية لسكانهم كغطاء لتهريب الأسلحة وهذا الأمر قاد في النهاية إلى العديد من حالات الوفاة نتيجة الجوع. لقد تم إجبار السعوديين على فرض حصارهم البحري كإجراء دفاعي ضد ضربات الصواريخ البالستية والهجمات المتزايدة على قوات التحالف على الأرض, ومع ذلك فقد نجح الحوثيون في إظهار المملكة كمدانة).
هذه الفقرة من كلامها مليئة بالتصريحات الزائفة والمضللة. فالحوثيون مسؤولون عن عرقلة توزيع المساعدات في مناطق سيطرتهم؛ ولكن ليس لديهم القدرة ولا النية لحصار بلدهم. إن هذا الاتهام يفند نفسه، فهو كذبة واضحة. فالحصار الجوي والبحري على البلد تم فرضه من قبل التحالف في بداية التدخل الذي تقوده السعودية. وهذا الحصار هو السبب الرئيسي للأزمة الإنسانية في البلد، والمسؤولية تقع كلياً على عاتق التحالف وداعميه الغربيين.
ولم يكن التحالف مجبراً على القيام بهذا، فقد اختار القيام به في بداية حربه قبل أي هجمة صاروخية على السعودية, ولم يتم فرضه لهذا, فهذه إذاً كذبة أخرى. وصحيح أن تشديد الحصار في الخريف السابق جاء نتيجة لهجمات الحوثيين الصاروخية التي كانت انتقاماً للقصف المستمر للمدن اليمنية, ولكن الحصار في ذلك الوقت قد كان موجوداً لما يزيد عن السنتين والنصف، ولكان من الصعب على التحالف تشديد حصار غير موجود.
لقد زعم التحالف أن الحصار الذي فرضه في سنة 2015 جاء لمنع تهريب الأسلحة، ولكنه من الناحية العملية قد أخّر ومنع العديد من السفن الحاملة للغذاء والدواء حتى بعد التأكد من عدم حملها لأي أسلحة. إن حظر البضائع التجارية والمساعدات الإنسانية لم يمنع تهريب الأسلحة إلى اليمن، بل خلق أسوأ أزمة إنسانية. فما يزيد عن ثمانية ملايين يمني مهددون بالمجاعة بسبب العقاب الجماعي السعودي القاسي وغير المبرر.
من التزييف وصف الصراع بـ(حرب إيران) في حين أن التدخل الإيراني كان وبقي تافهاً طوال الثلاث السنوات السابقة. وتؤكد تسوكرمان أن طهران تقوم ببناء قاعدة بحرية في اليمن, وهذا أيضاً كذب. فعندما اقترح ضابط إيراني قاعدة كهذه في 2016 رفضها الحوثيون علناً وبأشد العبارات, فقد انتقد أحد قياديي حركة الحوثيين في اليمن وأحد أعضاء الوفد اليمني للمحادثات في الكويت (مهدي المشاط) قائد الأركان الإيراني اللواء محمد باقري على تعليقاته التي تم نشرها عن رغبة إيران في إنشاء قواعد بحرية في اليمن وسوريا. وقال المشاط في منشور نشره في صفحته الرسمية على (فيسبوك): (على هذا المخلوق أن يقرأ تاريخ اليمن قبل أن يتحدث؛ لأنني متأكد بأنه لو علم أن اليمن عبر التاريخ مقبرة للغزاة لما قال كلمة).
إن السعوديين والإماراتيين ودول التحالف الأخرى هم الذين يتدخلون بشكل مباشر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقواتهم ووكلاؤهم هم الذين يحتلون أجزاء من اليمن حتى يومنا هذا. إن طائراتهم هي التي تقصف المدن اليمنية يومياً بمساعدة الولايات المتحدة، وأساطيلهم البحرية هي التي تخنق البلاد بحصارها. هذه ليست (معلومات إيرانية مضللة)، بل وصف لما يحدث لليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات. هذه حقائق موثقة بشكل جيد ومثبتة بتقارير لا حصر لها من وكالات أنباء ومنظمات إنسانية وجماعات حقوق الإنسان. واختلاق الأمم المتحدة الأعذار للتحالف السعودي بصراخهم بأنها (إيران!) كمحاولة لحرف الانتباه لن يغير أي شيء من ذلك.
دانيال لاريسون
(ذا أميريكان كونسيرفاتيف)
• 1 مايو 2018
المصدر ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة