يرى الكاتب الأمريكي بروس ريدل -مدير مشروع الاستخبارات في مؤسسة بروكنجز الأمريكية- أن هزيمة الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن تمثل انعطافة كبيرة في الحرب الأهلية اليمنية، فقد خسر الآن عاصمتين هما: صنعاء وعدن، وبات واضحاً الآن أنه لن يستطيع أن يكون حاكماً لليمن من جديد.

أكد الكاتب بروس ريدل -في مقال بموقع المونيتور الأمريكي- أنه سيكون ضرباً من الخيال الجدل أن حل الأزمة الإنسانية الخطيرة في اليمن وكسر الحصار السعودي، يمكن أن يحقق إعادة تنصيب الحكومة التي يقودها عبد ربه منصور هادي.

وأكد ريدل أن السياسة السعودية في اليمن مفلسة، وفشلت في استغلال انفصال الرئيس اليمني المخلوع، الراحل علي عبدالله صالح، عن الحوثيين العام الماضي، فقد قتل الأخير على يد المتمردين وحلفائه السابقين في صنعاء، ولم يعد للسعودية نفوذ على ميلشيات الجنوب الانفصالية التي تتحكم بها أبوظبي.

أزمة الجنوب
وقال الكاتب إن مدى الاختلافات الموجودة بين الرياض وأبوظبي هي عامل اضطراب آخر في قضية اليمن، كما أن الخطوات التي اتخذتها إدارة ترمب لوقف الحصار السعودي ليست كافية للتماشي مع تقييمات السياسة الخاصة بالحرب؛ التي يتطلب وجودها الآن أكثر من أي وقت مضى. ولاحظ الكاتب أن علم ما يسمى بـ «جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية» صار يرفرف في كل أنحاء عدن، فيما يشعر سكان المدينة بالسعادة لعودة علمهم القديم.

وأشار إلى أن الجنوبيين كانوا مستائين لوقت طويل من الخضوع لهيمنة الشماليين (إذ يعيش 80% من اليمنيين في الشمال تحت حكم الحوثيين). وأشار الكاتب -في الوقت ذاته- إلى أنه من غير الواضح مدى سيطرة الانفصاليين على بقية مناطق جنوب اليمن فيما عدا عدن، فمعظم الجنوب يخضع لسيطرة ميلشيات قبائلية تمولها إما الإمارات وإما السعودية أو هما معاً، وفي الوقت ذته فإن تنظيم القاعدة يسيطر على مناطق في الجنوب أيضاً.

صياغة جديد
وأوضح الكاتب أن دولة اليمن الجنوبية فقدت نفوذها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واختفت عن الأنظار عام 1990، لكنها تعود الآن مجدداً مع راعٍ جديد لها وهو دولة الإمارات، التي تدعم حركات انفصالية ضد حكومة الرئيس هادي المدعومة من الأمم المتحدة، ومعها صار هادي يواجه تمردين: الأول في الشمال والثاني في الجنوب.

ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى صياغة استراتيجية جديد للحرب الأهلية اليمنية والكارثة الإنسانية هناك التي تهدد الملايين بالمجاعة والمرض.

وذكر الكاتب أن التوترات بين الموالين لهادي والانفصاليين الجنوبيين، تكونت على مدار ثلاث سنوات، منذ أن طرد هادي من صنعاء وشمال اليمن على يد الحوثيين، واتخذ عدن عاصمة له بمساعدة السعودية وغيرها.

وتابع الكاتب: «رغم أن هادي ينتمي للجنوب، إلا أنه لا يحظى بشعبية هناك، كما أن الرئيس اليمن أمضى السنوات الثلاث الأخيرة من حكمه في الرياض؛ بعد أن تعرض لمخاطر في عدن، التي طالب المجلس الانتقالي الانفصالي فيها بنقل السلطة إليه”.

وأكد الكاتب -وفقاً لشهادات من على الأرض- أن الانفصاليين المحاربين لحكومة هادي تلقوا دعماً جوياً من الإمارات، التي باتت تشعر بإحباط إزاء حكومة هادي، وجماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب الإصلاح، وهو ما يفسر تعظيم أبوظبي ودعمها لحلفائها الانفصاليين في عدن على مدى شهور.

ولفت الكاتب إلى أن دعم السعودية لانفصاليي اليمن الآن، وإن كان غير معلن، ليس بأمر جديد، فقد دعمت الرياض الانفصاليين عام 1994، في محاولة لمعاقبة علي صالح لدعمه صدام حسين وغزوه الكويت قبل ذلك.

ترجمة وتحرير: صحيفة العرب