أكدت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، الخميس، أنه لولا حكام الخليج، الذين وصفتهم بأنهم “الصبية المترفين العابثين فوق تلال الصحراء والمشغولين بالتقاط صور السيلفي”، لما اقترب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من القدس.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست إن الدعم الغريب والطارئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي دفعه لاتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يأت من نتنياهو والمتدينين اليهود بل جاء من طرف عرب الخليج الذين توجد بصماتهم في كل انقلاب يجري بالمنطقة، مشيرة الى أن ترامب لم يكن ليقدم على مثل هذا الإعلان لولا ضمانه لدعم حكام المنطقة والذين شكلوا محورا للطغاة في عصر الرئيس الأمريكي وبقيت طموحاتهم الجيوسياسية بحجم محافظ نقودهم ويعتقدون بأنهم يمتلكون النفوذ وقادرون على فرض إرادتهم ليس على حطام فلسطين بل على المنطقة بأسرها، مضيفة أن هذه التوجهات لدى بعض الخليجيين دفعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و”حاكمها الفعلي” للاعتقاد أن بإمكانه استدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإجباره على الامتثال إليه وتخييره بين القبول بشروط اللاقدس ولا لحق العودة أو إخلاء الساحة لشخص آخر قادر على فعل ذلك.
وأضافت الصحيفة إن ابن سلمان حاول تحلية الصفقة من خلال الإعراب عن استعداده لتقديم دفعة مالية مباشرة لعباس، ولكن هذا الأخير رفض ما عرضه عليه، مشيرة إلى أن تهديدات ابن سلمان جاءت متناسقة مع كتابات صدرت عن كتاب وصحفيين سعوديين مصرح لهم بالكتابة دعوا فيها إلى التطبيع مع إسرائيل والنأي بأنفسهم عن القضية الفلسطينية.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن المحور الذي يقف وراء ترامب هو أولياء العهد والحكام الفعليون للسعودية والإمارات ومصر والبحرين وهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وعبد الفتاح السيسي وجميعهم يعتمدون على ترامب، أما إيران والعراق وسورية وحزب الله فكان قرار ترامب كهدية على طبق من ذهب ومنحهم ترامب فرصة لـ”ترميم” علاقتهم مع الجماعات والشعوب السنية.
وتوقعت الصحيفة اندلاع انتفاضة جديدة في القدس المحتلة بعد قرار ترامب الذي ألقى للتو قنبلة في وسط الفلسطينيين.
المصدر لا ميديا