أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ مكتب البعثة الفلسطينية في واشنطن سيواصل العمل، لكنه سيتم فرض قيود على تفعيله، وسيعمل المكتب لمدة 90 يوماً أخرى، وبعدها يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يقرر تمديد العمل فيه، بادعاء أنه "حيوي للمفاوضات" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ويضع هذا البيان حداً للأزمة التي بدأت في الأسبوع الماضي، عندما أعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أنه قد يتم إغلاق المكتب بسبب دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى محاكمة مسؤولين إسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة "هآرتس" إن القانون الأميركي الذي يحدد نشاط الوفد الفلسطيني ينص على إمكانية إغلاق المكتب إذا توجه الفلسطينيون إلى محكمة العدل الدولية، لكن القانون نفسه يسمح للرئيس الأميركي بتمديد نشاطه كل 90 يوماً على أساس أنه "ضروري" لإجراء "مفاوضات هادفة" بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن الإدارة تأمل في أن تجري هذه المفاوضات خلال 90 يوماً بين الجانبين، الأمر الذي سيمكّن الرئيس ترامب من تجديد عمل المكتب.

المسؤول أوضح أن "نحن متفائلون بأن تكون العملية الدبلوماسية قد وصلت إلى مرحلة هامة ومتقدمة بما فيه الكفاية في نهاية فترة ال 90 يوماً".

ولفت المصدر إلى أنه خلافاً لما قيل في بعض التقارير، الأسبوع الماضي، فإن الإعلان عن إغلاق البعثة "لا يقصد به الضغط على الفلسطينيين الذين تجري معهم محادثات مفيدة حول طريق التوصل إلى اتفاق سلام شامل".

مع ذلك، فقد وصفت مصادر في القيادة الفلسطينية البيان الأميركي بأنه "محاولة للنزول عن الشجرة".

 وقال مقربون من عباس إن إدارة ترامب تتحدث عن دفع العملية السياسية، لكنها لم تقدّم حتى الآن أي وثيقة أو مبادرة.

وأوضح أحمد مجدلاني مستشار الرئيس الفلسطيني أنه لا يجب على الأميركيين الضغط على القيادة الفلسطينية لأنها سبق وأعلنت موافقتها على المفاوضات.

وفي محادثة مع "هآرتس" قال مجدلاني إن "الفلسطينيين لن يوافقوا على تلقي إملاءات ونتائج تم الاتفاق عليها مسبقاً بين إسرائيل والإدارة الأميركية"، مضيفاً أنه لا يمكن مطالبة الفلسطينيين بعدم دفع خطوات في المحكمة الدولية أو على الحلبة الدولية، وفي المقابل عدم دفع أي خطوة ذات أفق سياسي حقيقي.

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ما لم تدخل السلطة الفلسطينية في "مفاوضات تسوية جدية مع إسرائيل"