تلاميذنا: سنكتب بالأظافر إن عدمنا الأقلام " سنــة ثالثــة صمــود "
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا
ذكرت إحصائيات رسمية صادرة عن الأمم المتحدة أن أكثر من 1600 مدرسة غير قابلة للاستخدام بسبب ما تعرضت له من تدمير، ووجود عدد من النازحين بها، في حين يبلغ عدد الأطفال ممن هم في سن التعليم ولا يذهبون إلى المدارس في اليمن، مليوني طفل، بينما تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى أن ما لا يقل عن 40% من الأطفال في اليمن لا يذهبون إلى المدارس حالياً بسبب العدوان الأمريكي السعودي.. هذا التدمير الممنهج للمدارس يزيد اليمنيين إصراراً وللعام الثالث على التوالي لبدء عام دراسي جديد سيستقبله مئات الآلاف من أبنائنا الطلاب في عموم محافظات الوطن، غير آبهين لأي شيء يقف في طريق أحلامهم الصغيرة التي حملوها بين دفاترهم، وأقلامهم، وحقائبهم المدرسية.. ورغم التدمير الذي طال المدارس، والحصار الاقتصادي، ونقل البنك، سعت وزارة التربية والتعليم إلى توفير البدائل بتعاون وصمود الشعب بجميع فئاته، كما أوضح ذلك الدكتور عبدالله الحامدي، نائب وزير التربية والتعليم، الذي تحدث عن الحلول والبدائل في ظل ما لحق بالبنية التحتية من دمار لتستمر العملية التعليمية بصمود عجزت مقاتلات العدوان أن تقف في طريق أجيال المستقبل..
أرقام صادمة
وبلغة الأرقام التي رصدها المركز القانوني للحقوق والتنمية، عن أضرار الدمار التي ألحقها قصف العدوان الأمريكي السعودي بالبنية التحتية التعليمية، وعدد المدارس التي تضررت، حيث هناك أكثر من 1000 مدرسة باتت خارج الخدمة، فثمة 254 مدرسة مدمَّرة كلياً، و608 مدارس مدمَّرة جزئياً، و421 مدرسة تُستخدم كملاجئ للأشخاص النازحين داخلياً نتيجةً للنزاع، ما أدى إلى تدمير كلي وجزئي بكلفة إجمالية تقدر بمليارات الدولارات، حيث كشفت تقارير حديثة صادرة عن وزارة التربية والتعليم، عن تعرض 296 منشأة تعليمية إلى تدمير كلي، و778 منشأة لتدمير جزئي، بكلفة تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، كما تم إغلاق 1621 مدرسة، الأمر الذي أدى إلى حرمان أكثر من مليون طفل يمني من حقوقهم في التعليم.
نطالب (السياسي) و(الإنقاذ) بدعمنا
ومع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد في ظل تناقص البنية المدرسية بشكل شبه يومي جراء استهداف العدوان للمدارس، وغيرها من الضغوط التي تواجهها وزارة التربية والتعليم، وكيفية إيجاد الحلول والمعالجات لسير العملية التعليمية، طرحت صحيفة (لا) ذلك على الدكتور عبدالله الحامدي، نائب وزير التربية والتعليم، الذي أوضح قائلاً: كما تعرفون أن العدوان دمر الكثير من البنية التحتية سواءً مدارس، أو مكاتب تربية على مستوى المحافظات والمديريات، إضافة إلى النزوح الكبير من المحافظات إلى العاصمة، وإلى مراكز محافظات أخرى كمحافظة إب التي احتضنت الكثير من نازحي تعز. ومنذ بدء العدوان، كل عام دراسي يكون أصعب من الذي سبقه، ورغم كل هذه الصعوبات من حصار اقتصادي، ونقل البنك المركزي، وما نتج عنه من انقطاع للمرتبات، إلا أن شعبنا صمد بكل فئاته، وتحمل هذه الظروف الصعبة وتجاوزها، فكانت النتيجة نجاح العملية التعليمية برمتها.
وأضاف الحامدي: اليوم نطالب المجلس السياسي الأعلى، وحكومة الإنقاذ الوطني، ووزارة المالية، بدعم العملية التعليمية، وتوفير إمكانات طباعة الكتاب المدرسي، وكذلك صرف رواتب المعلمين، وندعو أيضاً الوزارات والمؤسسات والصناديق الإيرادية والرأس المال الوطني إلى أن يسهموا معنا بدعم العملية التعليمية وإنجاحها لهذا العام 2017/2018م.
مسؤولية جماعية
يرى مراقبون أن أصواتاً مصطنعة من (البعض) ترتفع بدعوتها المعلمين إلى الإضراب عن العملية التعليمية مع بداية العام الجديد، رغم وجود حلول جزئية كالبطاقة التموينية لضمان عدم توقف التعليم الذي هو أساساً ما يهدف إليه العدوان بحسب المراقبين، إضافة إلى المعالجات التي ستتخذها الوزارة لمواجهة ذلك، دعا الحامدي كل النقابات إلى أن تُقدر الوضع الاستثنائي الذي يواجهه الوطن من عدوان ظالم قضى على الأخضر واليابس، بأن تتراجع عن إضرابها، لأنه يضرُّ بمصلحة أبنائهم وبناتهم، لما له من أثر سلبي على عملية الصمود في مواجهة العدوان، لكننا في نفس الوقت ندعو حكومة الإنقاذ ووزارة المالية لصرف مرتبات المعلمين الذين يقومون بواجبهم، لكي يتمكنوا من أداء رسالتهم على أكمل وجه.
العفو الدولية: السعودية
تتعمّد تدمير المدارس
وثقت منظمة العفو الدولية استهداف الطائرات السعودية للمدارس التي تم تدميرها، حيث اتهمت المنظمة في عدة تقارير متعاقبة العدوان الأمريكي السعودي الذي تقوده السعودية بقصف المدارس في اليمن وحرمان آلاف الأطفال من التعليم، في خرق للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وطالبت المنظمة الدولية (كل الدول التي تدعم التحالف الذي تقوده السعودية، ومن بينها أمريكا وبريطانيا، بوقف إمدادات وصفقات الأسلحة التي تستخدم في خرق القانون الدولي).
يذكر أن المنظمة ذاتها أكدت في تقرير حمل عنوان (أطفالنا يقصفون)، صدر قبل أشهر، أن بعض المدارس اليمنية تعرضت للقصف أكثر من مرة، في إشارة إلى أنها مستهدفة عن قصد، لافتة إلى أن تحقيقاتها أكدت أن المدارس التي استهدفتها السعودية لم تستخدم في أغراض عسكرية، مما يوحي بأن السعودية تتعمد تدمير المنشآت التعليمية في اليمن.
تسهيل استيعاب النازحين
وفي ظل النزوح الذي تشهده العاصمة صنعاء وبعض مراكز المحافظات، يواجه الطلاب النازحون بعض الصعوبات، بحسب شكاوى بعض الآباء الذين وجدوا عراقيل في بعض المدارس التي لم تستوعب أبناءهم.. بشأن ذلك أكد الدكتور الحامدي قائلاً: وجهنا مدارسنا في كل المحافظات أن يسهلوا لهم العملية التعليمية، وأن يقبلوا كل النازحين بدون استثناء، وهذا ما تم بالفعل منذُ بداية العدوان وحتى هذه اللحظة، وليس هناك أية صعوبات في هذا الشأن، ولا زلنا نوجه كل مؤسساتنا التربوية باستيعابهم وتسهيل كل متطلباتهم.
آخر الأوراق..
أولئك هم أبناء اليمن الذين أثبتوا للعالم أن الـ F16 أحقر من أن توقف سير الحياة، وخاصة التعليم، والمضي قدماً صوب المستقبل الذي ينتظرهم، وباتت لعبة دول العدوان مكشوفة، وهي التي تجردت من أخلاق الحرب، وضربت بالقوانين الدولية عُرض الحائط من خلال الزج بالمدارس وجعلها أهدافاً عسكرية لتمارس حقدها البشع في حق اليمنيين منذُ بداية العدوان. ولكن مقابل ذلك تستمر عملية الصمود للشعب اليمني، وستمضي العملية التعليمية رغم كل ما يعتريها من صعوبات.. باختصار تلك هي الحكاية الأسطورية لشعب أذهل العالم بصموده.
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا