مواجهة العدوان ورفع الحصار وإصلاح الأوضاع الاقتصادية وتقوية الجبهة الداخلية مطالب يضعها الشارع أمام حكومة الإنقاذ
باليستي جديد من منصة الاستقلال

جاءت بعد ترقبٍ وطول انتظار من الشارع اليمني، لأنها أول حكومة تأتي بقراراتٍ مستقلة (يمنية يمنية) بعيداً عن وصاية الخارج وتدخله في الشأن اليمني الداخلي، وكذلك أنها ستمثل الشعب أمام المجتمع الدولي والعالم، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن لأكثر من عامين، في مواجهةِ عدوانٍ غاشمٍ دمّر كل شيء في ظل صمتٍ دولي مخزٍ فاضح... حيثُ مثّل إعلانها صفعة قوية للمجتمع الدولي والعالم الذي خذل الشعب اليمني في سكوته على جرائم السعودية وحليفاتها، واعتبر ذلك بداية لإعادة ترتيب (البيت اليمني) من الداخل، ليواجه مشاكله بنفسه، وهي خطوة جريئة نحو التخلص من الهيمنة الخارجية، والخروج من عباءةِ الوصاية التي دائماً ما تدس أنفها في الشأن اليمني.
عن التطلعات والآمال وما يعوّل عليها تجاه الوطن بعد تشكيلها، صحيفة (لا) كعادتها نزلت إلى الشارع، واستطلعت الآراء حول هذه الخطوة الهامة، والتقت أكاديميين ومثقفين وإعلاميين، فكان السياق التالي..

انتصار لإرادةِ الشعب
(في الحقيقة، تشكيل حكومة إنقاذ وطني في ظل هذا التوقيت الزمني الحرج، يعتبر انتصاراً وطنياً للإرادة الشعبية والوطنية، بعد فشل كل مباحثات ومؤتمرات السلام مع العدوان ومرتزقته، وغياب النية الصادقة لإنهاء الحرب وتحقيق السلم المستدام في اليمن)... بهذه الكلمات بدأت رأيها أسماء البزاز، صحفية في (الثورة)، وواصلت قائلة: وبالتالي فتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني جاء تلبية للدعوات الوطنية الملحة بإنقاذ الدولة من الانهيار الاقتصادي السياسي والأمني، وتوحيد الصف وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية..

ليست قرارات مستقلة
إيمان محسن (إعلامية)، تقول: لا أراها قرارات مستقلة، وخصوصاً أنها جاءت بعد فترة طويلة من الصراعات، ولم تكن ذات كفاءات، بدليل الأسماء التي ظهرت في الوزارات، وعددهم الذي لا مبرر له (42 وزيراً) لدولة منهارة تماماً..
 
تشكيلها يقطع الطريق أمام المناورات
يحيى محمد جحاف، (أديب وكاتب)، يقول: الإعلان عن الحكومة لاشك خطوة مهمة جداً، والمفروض أن تكون من وقت مبكر، باعتبارها انتصاراً للقرار الوطني المستقل، نظراً للتعنت والاستهتار الذي نواجهه لما يقارب العامين، وكان ضرورة ملحة نظراً لكل التنازلات التي قدمها الوفد الوطني في كل الحوارات التي تمت، وقام مرتزقة الرياض بإفشالها رغم أنها تخدم اليمن واليمنيين... ويواصل جحاف: كما أن تشكيل الحكومة يقطع الطريق أمام المناورات وتبادل الأدوار بين قوى العدوان ومرتزقتهم الذين يصعدون من عدوانهم مع بدء المحادثات أو إعلانهم الهدنة التي تستغل من أجل الحصول على موطئ قدم..
تتفق معه في ذلك الناشطة أمل الغيلي بقولها: قرار الإعلان عن حكومة إنقاذ وطني تأخر كثيراً، ولا نعلم ما الذي أخر قراراً كهذا في وقت كان لا بد أن تتواجد فيه حكومة ..وتضيف الغيلي: نعم تشكيلها يعد انتصاراً لاستقلال الدولة اليمنية وإرادة الشعب، ونتمنى أن نرى ذلك الاستقلال في قرارات وعمل الحكومة مستقبلاً. رغم تحفظي على الأسماء في الحكومة وآلية اختيارهم، إلا أننا في وقتٍ لا يسمح لنا بالمناكفاتِ السياسية، وعلينا أن نكون يداً واحدة لمواجهة العدوان، لذا سأنظر لها نظرة المتفائل والمتمسك بقشة لإنقاذ السفينة من الغرق، وهي سميت حكومة إنقاذ لتنقذ البلد من الهاوية..

قراراتنا بأيدينا
أما رند الأديمي، (إعلامية) فتقول: الإعلان عن حكومة الإنقاذ صفعة مدوية لكل الوصايات الخارجية في الوقت الذي يظن العدو أن الأمر تحت رهن إشارته، ونبرهن لكل العالم أننا مستقلون نصنع قراراتنا بأيدينا.. وتضيف الأديمي: دائماً ما يبرهن اليمني أنه صانع قراره، بل دائماً ما يعلم الجميع معاني الحرية في الوقت الذي يسعى مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ لجعل الإنقاذ رهن إشارته عبر أجندات أمريكية مسبقة، وفي الوقت الذي راهن المرجفون أن الحكومة لن ترى النور، أثبتنا للعالم جميعاً أن الوطن فوق كل خلاف، وإن طالت الخلافات، فلابد للقوى الوطنية من التوحد.

مطلب شعبي
حسين الكدس، (صحفي) يقول: يمثل إعلان حكومة الإنقاذ الوطني خطوة بالاتجاه الصحيح، بعد أن وصل الحوار مع الدول المعتدية إلى طريق مسدود، ورفضهم الانصياع للسلم، وتهربهم من المبادرات للحل.. يواصل الكدس: حكومة الإنقاذ الوطني جاءت بقرار وطني مستقل بعيداً عن أي تدخلات، لتلبي مطالب شعبنا الصامد لسد الفراغ السياسي رغم أن مخاض ولادتها كان صعباً ومتأخراً، خاصة وأن الوضع الاقتصادي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.. وكما يقال في المثل: (أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي)..

الخروج من عباءةِ الأشقاء والأصدقاء
أمة الملك الخاشب، رئيسة تحرير مجلة (الهدهد)، تقول: الإعلان عن تشكيل الحكومة يعد انتصاراً لإرادة الشعب، وتحقيقاً لتطلعاته التي خرج من أجلها في مسيراتٍ مليونية هائلة وتحت تحليق الطائرات.. تواصل الخاشب: ويكفينا فخراً وشرفاً أن حكومتنا تشكلت بإرادة يمنية خالصة، ودون أي تدخلات خارجية أو أي إملاءات من دول الجوار، مثلما كان الحال قبل ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، وهذه الحكومة تعتبر إنجازاً من إنجازات ثورة ٢١ سبتمبر التي أخرجت اليمن من تحت عباءة الأشقاء والأصدقاء.

لتقوية الجبهة الداخلية
محمد الحاضري، موقع (المسيرة نت)، بدأ رأيه بالقول: في اعتقادي أن حكومة الإنقاذ الوطني تعتبر انتصاراً للقرار الوطني المستقل، باعتبارها تشكلت بإرادة وطنية خالصة بعيداً عن أجندات وتدخلات وهيمنة الدول الغنية في الإقليم، أو الدول الكبرى في العالم، والتي تحرص على تقديم مصالحها على مصالح الشعوب. يواصل الحاضري: كما أنها جاءت بعد اتساع المطالب الشعبية بسرعة تشكيلها كونها ضرورة وطنية لتقوية الجبهة الداخلية ومواجهة صلف العدوان. وما يميزها أنها أول حكومة يمنية تضم 42 وزيراً من مختلف الانتماءات السياسية، وتمثل مختلف المحافظات اليمنية..
توافق الحاضري في ذلك أماني عامر، (طالبة جامعية) وتضيف على كلامه: إن إعلان الحكومة يمثل انتصاراً للقراراتِ الوطنية المستقلة، لأنها تعتبر أول حكومة تشكل بقرارٍ يمني لا يوجد فيه أي تدخل خارجي.. وهي حكومة من كل الأطياف اليمنية المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وتشكيلها في ظل هذه الظروف يعتبر إنجازاً جديداً، وتقدماً واضحاً في الجبهة السياسية، شأنه شأن الانتصارات الميدانية أو الاقتصادية التي حققها اليمنيون خلال محاولات العدوان الفاشلة..

توافق طرفين في مواجهةِ العدوان
سبأ القوسي، ناشطة وفنانة تشكيلية، تتمنى من وجهة نظرها أن تشكيل الحكومة يكون انتصاراً للشعب اليمني.. وتضيف: ما أتلمسه وأدركه بفهمي ومعلوماتي المتواضعة أن توافق الطرفين الأساسيين (المؤتمر ومن إليه من أحزاب، وأنصار الله ومن إليه من أحزاب) قد مثَّلَ تناغماً أقرب إلى الحالة الوطنية الصرفة، كونهما وضعا في قدر لمواجهة عدوان كوني بكل بُعْده الإقليمي المباشر، والعالمي المحصور في الأطماع الأمريكية والأوروبية في الوطن العربي. وتستطرد القوسي: حيث وضعت اليمن على مدى عامين في حصار شامل مغلق برياً وبحرياً وجوياً، وقصف جوي وبحري ومواجهات لا مثيل لها في عشرات الجبهات على امتداد مئات الكيلومترات من الأبعاد المختلفة لجغرافية اليمن، ومع هذا تمت إدارة المعارك بكفاءة عالية، وإدارة أوضاع المجتمع والسيطرة على معظم المحافظات بتمكن وفن قياساً بكل هذه الظروف.
حالة استثنائية
تضيف القوسي: يمثل ذلك أيضاً حالة استثنائية رغم كل الأوضاع السيئة التي يعيشها المواطنون، والزعزعة الأمنية جراء هذا العدوان، وبعض الانفلاتات التي لا تسلم منها أية دولة، وهي تواجه مثل هذا الظرف.. لذلك لا أجد أمامي إلا أن أعتبر تشكيل الحكومة إحدى معارك الانتصار في مواجهة العدوان، مثلها مثل كل المفاوضات التي تمت، والتي أثبتت الأطراف الوطنية التي بحضن الوطن وتواجه العدوان، كفاءة لا نظير لها. ورغم أني مثل كل مواطن أحتفظ بموقفي وملاحظاتي على أداء كل طرف، ولكن كل ملاحظاتي لا تعني أني أقلل من شأن كل طرف وطني ومواطن يمني، وكل الشعب اليمني في مواجهة العدوان وفي رفضه، بكل أشكاله ومبرراته، وكل من يشكل امتداداً له. فالوطن للجميع، ليس ملكاً لأي طرف بذاته أو لجزء من الشعب، بل هو ملك للجميع، فأي مساس به من خارج جغرافيته غير مقبول أخلاقياً، وقانونياً، مع احتفاظنا بتقييمنا لمساوئ الحروب الداخلية، وتجبر البعض على البعض الآخر، وأي شيء من هذا القبيل. 

أول حكومة مستقلة
علي جاحز، (صحفي ومحلل سياسي) يؤكد قائلاً: حكومة الإنقاذ الوطني نستطيع أن نطلق عليها أول حكومة مستقلة، كونها جاءت بقرار وطني مستقل بعيداً عن أية وصاية أو تدخل خارجي، وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع اليمنيون أن يسموا حكومة ويسموا وزراء دون الرجوع إلى الرياض أو إلى أي طرف خارجي، ولذلك فإننا لا نعتقد وحسب أنها جاءت انتصاراً للقرار الوطني المستقل، بل يجب أن نثق كل الثقة أنها تجسد القرار الوطني المستقل بكل ما تعنيه الكلمة. ويضيف: قد يتقول المتقولون على التشكيلة وعلى الأسماء وعلى الكفاءات، لكن هذه النظرة الطوباوية سرعان ما تتلاشى حين تصطدم بالواقع المليء بالعقبات والإشكالات التي بدورها تخلق اعتبارات استثنائية لمرحلة استثنائية، ويبقى الأهم في هذه المرحلة أن تكرس الاستقلالية في اتخاذ القرار وفي رسم ملامح الوطن وفي أداء المؤسسات الحكومية، ويجب أن نقيم الحكومة على هذا الأساس ومن هذه المنطلقات التحررية.

ظهور متأخر للحكمة
الدكتورة سعاد السبع، أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك بجامعة صنعاء، تلخص رأيها عن تشكيل حكومة الإنقاذ: الحكومة تأخر ظهورها، لكن لابأس مادام أنها ظهرت.. وكيفما كانت نحن نؤيدها لأنها يمنية يمنية، ويجب أن تكون من أولوياتها الأولى صرف المعاشات ولملمة موارد البلاد المتبقية إلى الخزينة العامة، والعمل على ضبط السوق المحلية بكل مكوناتها وتسخير الموارد لحل مشكلات الخدمات، ولاسيما في الصحة والكهرباء، وهي حكومة إنقاذ، وأملنا منها هو توفير الضروريات وإطفاء الحرائق بين أبناء الوطن الواحد، وإصلاح رسالة الإعلام الرسمي والمسجد والتعليم.

إصلاحات اقتصادية
يعلّق الشعب على حكومةِ الإنقاذ آمالاً كبيرة، ويتطلع إلى تحقيقها، وكل ضيوف النقاش قالوا عن ذلك الكثير من الأشياء التي يتمنون لمسها على أرضِ الواقع... بدأت ذلك أسماء البزاز قائلة: تطلعاتنا من حكومة الإنقاذ الوطني الإسراع في الإصلاحات الاقتصادية والمعيشية للمواطن وصرف الرواتب للموظفين من دون تأخير أو تأجيل، والنهوض باقتصاد البلد من خلال حلول وبدائل تكفل لهذا الشعب العيش الكريم والعمل الجاد لإنهاء العدوان على بلادنا.
توافقها في الرأي أماني عامر قائلة: نعلق على الحكومة اليمنية الجديدة الكثير والكثير، ونتمنى أن يكون من أولى مهامها تكثيف جهودها ضد العدوان السعودي الأمريكي، وأن تضع خططها القادمة لرفع مستوى الاقتصاد الوطني ومواجهة العدوان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وأن تسعى الحكومة جاهدة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، فالشعب اليمني يعول عليها الكثير.

حكومة مغرم
الأستاذ علي جاحز يتطلع إلى أشياء كثيرة، ولكن لا يحمل الحكومة فوق طاقتها، قائلاً: من المهم أن نفهم أن هذه الحكومة التي شكلت هي حكومة مغرم، وهذا يعني أنها ستحمل أعباء ومسؤوليات، ولن تستفيد الأسماء التي تشكل قوامها على المستوى الشخصي، ولن تكون حكومة الإنقاذ الوطني أمام مهمة اعتيادية أو سهلة في ظل الظروف الغاية في التعقيد خلال أخطر مرحلة تمر بها اليمن، وكل القوى والتيارات السياسية التي شاركت في تشكيلها وقبلت تحمل المسؤولية في قوامها سواء رئاستها أو حقائبها السيادية أو الحقائب الإدارية، تعي وتدرك تمام الإدراك أنها أمام مسؤولية كبيرة وخطيرة، وأن العبء الوطني ثقيل جداً عليها، في ظل انعدام الموارد وتواضع الميزانية وعظم الأولويات وضخامة المشروع وسمو الأهداف. 

النهوض بالحس الوطني
ويضيف جاحز: ليس من الواقعي أن ننتظر من هذه الحكومة مثلاً أن تنهض بالاقتصاد، بل ننتظر أن تدير الاقتصاد الموجود بأقصى درجات الكفاءة لتحافظ عليه من الانهيار، وليس منطقياً أن ننتظر من الحكومة الحالية ترميم ما دمره العدوان، بل ننتظر أن تحافظ على المؤسسات وتعيد لها الحياة لتعمل كل مؤسسة ضمن جبهة مواجهة العدوان، وليس معقولاً أن نطالب الحكومة بتحسين الوضع المعيشي والاستثماري والثقافي والعملي، وإعادة الأوضاع إلى حالة النمو، بل ننتظر أن تطبع الوضع عموماً، ولا تتركه ينهار ويتفاقم. وفي المقابل هي مطالبة بأن ترمم الصف الوطني وتنهض بالحس الوطني، وتعمل حثيثاً على تقوية جبهة الدفاع عن الوطن في كل المجالات بشكل منظم ومؤسسي، وتغلق الباب أمام المؤامرات التي تستهدف الجبهة الداخلية، وترقى بالعمل الوطني المشترك بعيداً عن الشخصنة والكيدية وتحميل الأطراف بعضها البعض مسؤولية إدارة الواقع السياسي والعسكري والإنساني والاقتصادي، كما يريد العدوان وأياديه في الداخل والخارج أن يكون سلاحاً بأيديهم، فالحكومة ستكون هي المسؤولة، وهي شخصية مستقلة تمثل الدولة والمؤسسات أمام الشعب.

مسؤولية كبيرة
أمة الملك الخاشب تعوّل الكثير وتقول: الشعب يؤمل الكثير في الحكومة. والحكومة عليها مضاعفة جهودها لأنها تحملت المسؤولية. والبلاد تمر بظروف عصيبة جداً وظروف استثنائية. وموارد الدولة واقفة تماماً. والعدوان مستمر والحصار مستمر.. فندعو لهم بالتوفيق في مسؤوليتهم الكبيرة.. وعلى كل أبناء الشعب أن يدركوا أن الحكومة لن تمتلك عصا سحرية لتغير الأوضاع في ليلة وضحاها، كما أن على الشعب أن يكون مسانداً للحكومة، وعلى الحكومة مضاعفة جهودها لتكون عند المستوى المطلوب.

تفعيل المؤسسات
يحيى جحاف يتمنى من حكومة الإنقاذ إعادة تفعيل المؤسسات وأنشطتها وفق القانون والنظام، والعمل على توحيد الصف ومواجهة العدوان، وتوحيد الخطاب الإعلامي ووقف المهاترات، والبحث عن إيجاد مصادر لتعزيز الاقتصاد الوطني، لأن معركتنا اليوم اقتصادية، والحرص على الأمن والاستقرار، وإشاعة روح المحبة والألفة بين الجميع باعتبارها حكومة إنقاذ وطني.

تقوية الثقة بالشعب والمجتمع الدولي
سبأ القوسي تطمح وتقول لحكومة الإنقاذ: لكي تكون حكومة إنقاذ بما تعنيه الكلمة وما تمنحه المواثيق الدولية والهيئات الدولية لأية حكومة تنشأ مثلها في أية دولة تعاني من ظروف مشابهة لظروف اليمن في العدوان والصراع المسلح... فحتى تقوي ثقتها بالشعب وبالمجتمع الدولي يجب أن تستند بكل دقة إلى المؤسسة الشرعية القائمة المنتخبة من الشعب، وهي مجلس النواب، والتقيد بالدستور والقوانين النافذة، لتثبت ذلك عملياً بالحد من الفساد وابتزاز المستفيدين من استمرار العدوان والمستقوين بحجته، وذلك لتثبيت نفوذهم خارج إطار الدستور والقانون، والعمل قدر المستطاع على احتواء كل القوى السياسية وكل القوى الفاعلة وكوادر المجتمع ليكونوا كلهم شركاء في صنع المرحلة، بما يكفل حسن أداء الخدمات الإنسانية للمجتمع في مثل هذا الظرف، والحفاظ على كل الخدمات الاجتماعية قدر المستطاع، وبما يثبت قوة وصمود المواجهة الداخلية في مواجهة العدوان.

ترتيب البيت اليمني
محمد الحاضري يتمنى من حكومة الإنقاذ إعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل، ويضيف: وكسر العزلة السياسية والدبلوماسية والإعلامية التي يفرضها العدوان، كما أنها ستكون رديفاً للجبهة العسكرية للتصدي للعدوان الذي يشن على اليمن منذ الـ26 من مارس 2015م.
أما إيمان محسن فتقول: لا أحب أن أستبق الأحداث، سأدع المستقبل حتى يأتي، فكل ما تعلقت آمالنا بشيء خذلونا وبقوة، والأهم من هذا كله أن تنتهي الحرب، وعندها فقط سيبدأ الحديث عن دولة مستقلة .
أمل الغيلي تقول إنها متأكدة إذا عملت الحكومة بإخلاص ويكون ذلك هدفها، ستنجح حتماً، وتضيف: آمالنا كبيرة، ولكن ينبغي أيضاً أن نكون منصفين بأن المهمة صعبة في ظل ما تواجهه اليمن داخلياً وخارجياً.
ويختتم رزنامة الآراء حسين الكدس بقوله: نعول ونعقد آمالاً كبيرة على هذه الحكومة في النهوض بالبلاد سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً، وأنها أمام تحديات كبيرة نأمل أن تكون على قدر كبير من المسؤولية، خاصة وأن شعبنا اليمني العظيم ينظر إليها بأنها الإنقاذ الأخير للبلد من الانهيار، وأنها الأمل الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى.

آخر الأوراق..
تلك هي خلاصة آراء من يمثلون عدة شرائح من المجتمع اليمني، ويتمنون من حكومة الإنقاذ الوطني أن تكون بحجم آمال وتطلعات الشعب الذي يعوّل الكثير عليها. بينما يرى البعض عدم تحميلها فوق طاقتها، لأنها أتت في وضع هش غير قابل للمساومة.. ورغم ذلك يتمنى الأغلبية ألا تخذلهم حكومة شُكلت لتنقذ الوطن من انهيارٍ وشيك.