عضو لجنة التنسيق للجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال طارق سلام لـ (لا):
الجنوب يعيش احتلالاً متعدد الجنسيات و الإمارات تريد حضرموت إمارة ثامنة


يقدم القيادي الجنوبي طارق سلام تصوراً منطقياً عن أبعاد المتغيرات والأوضاع القائمة بالبلاد اليوم، لاسيما المحافظات الجنوبية التي تعيش احتلالاً متعدد الجنسيات، حد وصف ضيف صحيفة (لا) هذا الأسبوع.. حيث يسلط الضوء على نقاط مفصلية في سيناريو العدوان الدائر في الجنوب، بين مشاريع التمزيق وإقامة القواعد العسكرية وتعزيز النفوذ في المنطقة والدخول المباشر لدول الظل بعد فشل أدواتها محلياً وإقليمياً في تنفيذ مهامهم، والمجال الذي تتحرك في إطاره القوى الوطنية الجنوبية كمجال وطني عام وقضية شاملة، لا يمكن التعامل معها كجزئيات.. وإليكم نص الحوار.
  إلى أين يذهب الجنوب اليوم؟ 
يعيش جنوب الوطن اليوم، وخاصة مدينة عدن الباسلة، حالة مزرية في كافة الأوضاع، إذ أصبحت أرضه وثرواته العديدة وموقعه الاستراتيجي مثاراً للأطماع الخارجية ومسرحاً للفوضى العارمة المخطط لها مسبقاً ضمن سيناريو ومخطط دول الاستكبار وقوى الهيمنة والاحتلال وأدواتها في المنطقة، ليكون بيئة حاضنة للإرهاب وبؤرة دائمة للتوتر والاقتتال على طريق تمزيقه إلى دويلات وكانتونات صغيرة متناحرة، ليسهل لقوى الاستكبار السيطرة عليه وإدارته في المرحلة القادمة..
ومنذُ العدوان الوحشي والغزو الهمجي الذي قامت به دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، لم نشاهد في عدن والمحافظات الجنوبية سوى المزيد من المعاناة والأعمال الإرهابية المُرعبة، وبقيت مدينة عدن مُنذ الاحتلال المباشر في 17 يوليو 2015م، مدينة يحكمها الأشباح من أمراء الحرب، وتديرها الرايات السود، ولا يكاد يمر يوم واحد إلا وتسمع عن جرائم عدة لا يضاهيها شيء في بشاعتها، وخاصة ما يتعلق بالإعدامات الميدانية للمواطنين، أوجدتها سلطات الاحتلال ولم تألفها عدن المسالمة من قبل. والهدف من وراء كل ذلك هو إيصال عدة رسائل سياسية، أهمها إرهاب المواطنين كافة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، ليخنعوا ويخضعوا لحكم الجماعات الإرهابية وبقية أدوات الغزو والاحتلال. وفي عدن وبقية المحافظات الجنوبية يتم اليوم تنفيذ مخطط الغزو والاحتلال في تعميم الفوضى العارمة من خلال نشر الجريمة المنظمة وسطوة العصابات المنفلتة، مما يؤدي بالنتيجة إلى مصادرة الحقوق الإنسانية وإلغاء المظاهر المدنية كافة، والأمرّ والأدهى في هذا السياق هو سعيهم الخبيث لنشر الفتنة الطائفية والمذهبية وإثارة النعرات والضغائن الجهوية والمناطقية، ونحذر مجدداً أهلنا في المحافظات الشمالية بأن هذا السيناريو تحديداً هو ما سوف يطبق عليهم مستقبلاً إذا تمكنت القوى الإرهابية وبقية أدوات الغزو والاحتلال من السيطرة على بقية المحافظات اليمنية.

 كيف ترى الدور الإماراتي اليوم في الجنوب؟
في يوم الأحد 24 أبريل 2016م، أعلنت قوات تحالف العدوان وعبر ناطقها الرسمي (العسيري) بدء عمليات احتلال مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بإنزال جوي لقوات سعودية-إماراتية، وبمساندة شاملة أمريكية بريطانية, ويبدو أن هناك خلطاً للأوراق وصراع أجندات متداخلة لأدوات الاحتلال، يتضح ذلك جلياً في صراع نفوذ ومصالح محموم في جنوب البلاد بين الإمارات والسعودية، توظفه أمريكا لصالح مخططها الاستعماري الجديد للمنطقة العربية ونهب ثرواتها العديدة..
وفيما تسعى دولة الإمارات، من خلال تجنيد بعض شباب الجنوب لخدمة مشروعها والسيطرة على الجنوب منفردة بغية تحقيق أحلامها الاستراتيجية في اليمن، فإن الأطراف المدعومة من الرياض (داعش - القاعدة) تعمد إلى استهدافهم بطرق وأساليب مختلفة، بما فيها تلك التفجيرات والعمليات الانتحارية العديدة التي تمت مؤخراً في عدن وحضرموت، كما أن هذه الحوادث الأخيرة تذكرنا بمحاولة اغتيال خالد بحاح، كونه في نظر الفريق الآخر محسوباً على الإمارات، واتهام السعودية بأنها وراء حوادث التفجيرات وجرائم الاغتيالات عبر أدواتها داعش والقاعدة وحزب إخوان اليمن (الإصلاح)..
القوات الاحتلالية الإماراتية بعد مسرحية تحرير حضرموت، بسطت سيطرتها كلياً على المحافظة في الوادي والساحل، وتتعامل كأنها محافظة تابعة لها، فوضعت يدها على ثروات حضرموت وموانئها الجوية والبحرية, كما باتت تتخذ إجراءات تعسفية مع سكانها، في ظل غياب أي دور لأية جهات أمنية يمنية، والتي إن وُجدت فإنها تعمل تحت توجيهات مباشرة من هذه القوات. واليوم وقوى الاحتلال باتت تسيطر على الأرض والثروة الجنوبية، وتحكم قبضتها على الإدارة والسلطات المحلية، يكون المتضرر الأكبر مما يجري هناك هم أبناء المحافظات الجنوبية، الذين ظلوا يلهثون وراء حلمهم الكاذب بـالانفصال، فحصدوا الموت والفوضى والدمار، وخدعوا في كثير من المحطات حينما جند بعضهم نفسه مع الغزاة (على أمل تحرير الجنوب من الاحتلال)، إذ كانوا ينظرون إلى الجيش اليمني واللجان الشعبية على أنهم احتلال، ليجدوا أنفسهم اليوم تحت احتلال حقيقي متعدد الجنسيات، وضحية لقوى الهيمنة والاستكبار الدولية وأدواتها المحلية والإقليمية، فيما غابت القضية الجنوبية تماماً من المشهد السياسي القائم اليوم في جنوب الوطن، بل وذبحت عدن وأخواتها من المحافظات الجنوبية من الوريد للوريد.

 ما الذي يسعى العدوان لتحقيقه بالإنزالات الأمريكية العسكرية في الجنوب، وفي ظل انعقاد مشاورات الكويت؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟
بحُكمِ موقع الـيَمـن الاستراتيجي الهام وثرواته الضخمة ومتعددة المصادر، كانت ولا تزال اليمن محطةً لمطامع كُلّ الدول الاستعمارية، ورُبـما لا يدرك البعض أن معركةَ السيطرة على الدول التي تمتلك موقعاً جغرافياً مهماً كالـيـمن، وفرض الهيمنة عليها، تأتي في سياقِ التموضع العسكري العالمي في منطقة الشرق الأوسط، وتحسباً من الإطاحة بأي توازن للدول الاستعمارية في المنطقة, ولم تترك الولايات المتحدة الأمريكية فرصة لفرض تواجدها العسكري في اليمن دون أن تستخدمها، غير أنها كانت تبحث عن طريقة سلسة خشية ردة الفعل الشعبية, ففي مطلع العام 2012، وقعت مع الفار هادي أكثر من اتفاقية عسكرية تشمل السماح باستباحة الأجواء اليمنية عندما كانت تتذرع بالقاعدة قبل أن يذهب الفار هادي الى واشنطن في إطار تعزيز التدخل الأمني والعسكري، حيث لم تخف واشنطن رغبتها في التواجد الدائم في مضيق باب المندب من خلال توسيع تواجدها في قاعدة العند وبناء قاعدة عسكرية لها في سقطرى, حيث قامت واشنطن في ما بعد بوضع تقديرات لهذه الخطوة، ظهرت تدريجياً في مخطط غزوها الراهن لليمن, ابتداءً من عمليات جنود المارينز في منطقة المجحفة بمحافظة لحج، منتصف العام 2013م، ولم تكن مداهمة منازل المواطنين جهاراً نهاراً في المنطقة، سوى وسيلة جس النبض بحثاً عن مواقف متشددة حيال هذا التدخل، قبل أن تنتقل الى عملية أخرى أكثر وضوحاً واستفزازاً عندما عمدت الى إنزال جوي مطلع العام 2014م. 
ومؤخراً عززت الولايات المتحدة الأمريكية من قواتها العسكرية في عدة قواعد في الجنوب، ويأتي هذا التحشيد الأمريكي بعد وصول أدواتها الإقليمية، ومن بينها السعودية، إلى طريق مسدود في تنفيذ دورها المطلوب منها في سيناريو احتلال البلاد.
كما وهذه الإنزالات، ومنها الإنزال الفرنسي في ساحل بلحاف بشبوة، والتدخل البريطاني المباشر في المكلا، يهدف أولاً لإفشال مشاورات الكويت، وثانياً الانتقال إلى المرحلة الثانية، وتنفيذاً للخطة (ب) من سيناريو الغزو والاحتلال لليمن، من خلال التدخل المباشر لأقطاب دول الهيمنة والاستكبار، وبعد أن أفشل شعبنا اليمني وجيشه الباسل ولجانه الشعبية الفتية النتائج المرجوة من المرحلة الأولى والخطة (أ) لأهداف العدوان والحصار. الهدف من هذا التحشيد الأمريكي هو السيطرة على أهم الممرات البحرية والشريط الساحلي لليمن، وبسط مزيد من النفود العسكري الأمريكي في المنطقة.
والأدهى والأمرّ، أن تأتي هذه الإنزالات في جنوب الوطن مع حلول ذكرى الوحدة اليمنية (22 مايو)، ومن أهدافه الخبيثة والعديدة دعم فرض انفصال الجنوب بالقوة وتحت راية الغُزاة والمرتزقة، وبمساندة قادة ما يسمى (المقاومة) في عدن، وبعض قادة الحراك الجنوبي. 

 كونتم جبهةً لتحرير الجنوب.. ما هي الخطوات التصعيدية القادمة لكم؟
شهدت العاصمة اليمنية الصامدة صنعاء تأسيس الجبهة الوطنية الجنوبية، يوم الخميس 4 فبراير 2016م, بانعقاد الملتقى الأول للجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية الجنوبية الرسمية والشعبية والعديد من مناضلي الجنوب وأحراره.
وفي هذا الظرف العصيب، والوطن اليمني مهدد من قبل العدوان وأدواته المحلية العميلة بتمزيق لحمته الوطنية، ويهدد منجزه التاريخي (الوحدة اليمنية) بالعودة الى الانفصال, فإننا نؤكد أن لا أحد سيفرض الحل علينا، لا السعودية والأمريكان ولا الإمارات، بل أبناء الجنوب هم من سيفرضون الحل.
لا شك أنهُ سوف يكون للجبهة الوطنية الجنوبية في المرحلة القادمة خطوات تصعيدية هامة أمام هذا الصلف والتمادي الخطير لقوى الغزو والاحتلال، وسوف نترك أمر تحديد مسار وطبيعة وحجم هذا التصعيد لمقررات الملتقى الثاني للجبهة الوطنية الجنوبية، والذي سوف يعقد قريباً وفي إحدى المحافظات الجنوبية بإذن الله.

 ما هي خيارات المواجهة لديكم؟ وهل تعد المسألة كشأن جنوبي - جنوبي؟!
تعمل قيادة الجبهة الوطنية الجنوبية مع كل الأحرار والشرفاء في الوطن، على تحرير المحافظات الجنوبية من الإرهابيين والاحتلال ومرتزقته، كون ذلك واجباً دينياً وإنسانياً لا يقبل المساومة، وفي هذا الجانب فقد أكدت الجبهة، في بيان سابق لها، أن خيارات المواجهة مع الغازي والمحتل ستكون مفتوحة حتى تحرير كامل تراب اليمن، بداية من خلال العمل على رفد الجبهات بالمال والرجال، وانتهاءً بحمل السلاح وإقامة معسكرات التدريب وفتح جبهات القتال.. لن نقف مكتوفي الأيدي، بينما عدد من المحافظات الجنوبية ترزح تحت وطأة الاحتلال الأجنبي وأدواته. ونحن في الجبهة نتابع اليوم باهتمام بالغ ذلك التحشيد الذي تقوم به دول العدوان، وعلى رأسها أمريكا والسعودية، من استجلاب للمرتزقة المحليين والمستوردين، في خطوة تصعيدية خطيرة تنم عن استمرار المشروع الأمريكي الإسرائيلي التدميري للبلد، في الوقت الذي لا تزال مفاوضات الكويت العقيمة تراوح مكانها، وفي ظل تدليس ومراوغة وتهرب وفد المرتزقة القادم من الرياض، وموقف المبعوث الأممي المتحيز للعدوان على شعبنا وأدواته. 

 ما الذي تتوقع تحقيقه من مشاورات الكويت بالنسبة للجنوب؟ هناك معلومات تتحدث أن العدوان يريد فرض تسوية لا تشمل الجنوب.
القضية الجنوبية في ظل الغزو والاحتلال لعدن ومعظم المحافظات الجنوبية، لم تعد قضية حقوقية ومطلبية، بل هي اليوم أضحت قضية كرامة شعب وسيادة وطن. اليوم هذا العدوان الوحشي والغزو والاحتلال الطامع بثروات الجنوب ونهب موارد الوطن كافة، وحَّد إرادة شعبنا اليمني في الجنوب والشمال في مواجهة مخططات الغزو والاحتلال. القضية الجنوبية باتت اليوم جزءاً من القضية المركزية الوطنية الموحدة التي جمعت شرفاء وأحرار الوطن في جنوبه وشماله، صفاً واحداً وإرادة واحدة في التصدي لجحافل الاحتلال وعملائهم ومرتزقتهم كافة في كل رقعة يتواجدون فيها على الأرض اليمنية, ولا يمكن أن يوجد حل عادل ومنصف إذا كان مجزأً، والقضية اليوم لا يمكن تجزئتها كما يريد العدو. ولن تنطلي حيله على شعبنا.

 كانت ذريعة الدخول الأجنبي إلى الجنوب وعدن هي تحرير الجنوب، والاستجابة لدعوات الجنوبيين والحراك، ثم محاربة الإرهاب بدعاوى جنوبية.. أيمكن القول إن القضية الجنوبية صارت مفتاحاً لغزو الوطن؟!
ننبه بأن الحملة المزعومة ضد القاعدة ما هي إلا ذريعةٌ لحرب تستهدف احتلال الجنوب وتدمير مقدراته ونهب ثرواته. بينما قوى الغزو والاحتلال وأدواتها المحلية والإقليمية تريد من القضية الجنوبية أن تكون خنجراً مغروساً في عمق اللُّحمة الوطنية، ولغماً موقوتاً تفجره في جسم الجمهورية اليمنية في الوقت الذي تريده، ليكون أهم أدواتها الغادرة، ووسيلتها الخبيثة لتمزيق الأرض اليمنية الطيبة، وتقسيم الوطن الديمقراطي الموحد. فالمهمة المركزية والقضية المحورية للشعب اليمني باتت اليوم تتجسد في حفاظه على وحدته وتعزيزها باستمرار, وتتمثل في دفاعه عن أرضه وكرامته بتصديه الحاسم للعدوان الغاشم وعملائه المحليين، وتحرير أرضه المحتلة بمقاومته لقوى الغزو والاحتلال الطامع وأدواتهم الإقليمية الرخيصة بالوسائل المتاحة والممكنة كافة .

 هل تتوقع عودة هادي إلى السلطة؟
الرد على هذا السؤال سوف تجده بوضوح تام في العيون الدامعة لأسر الشهداء، والجراح الغائرة للمصابين، وفي غضب الآباء والأمهات على خسران فلذات الأكباد، وحسرة النساء على رحيل الرجال، وغضب الشيوخ من حجم الدمار، وتجده في تحدي الشباب للعدوان، وصمود المقاتلين في الميدان.. وبعد كل هذا القتل الوحشي والإبادة الجماعية للشعب، وكل ذلك الدمار الشامل للوطن الذي كان هو سبباً مباشراً لحصوله، والشماعة التي بررت وقوعه، فقد أصبح له قبر مجهز سوف يكون معلماً مميزاً في كل رقعة من أرض الوطن, كما أصبح له ثأر مؤكد في كل دار في الوطن، وعند كل أسرة يمنية شامخة رفضت أن تنكسر وتقبل بمزاعم هادي أو تخضع لأطماع العدوان، ولاذت بالوطن مصدراً للهوية والأصالة، وأرضاً للعيش والموت بسلام.. لا أتوقع أن يعود هادي مطلقاً لأرض اليمن، فما بالك بعودته للسلطة والحكم.. إلا إن كان هو قليل حياء وعديم بصر وبصيرة، وهو كذلك فعلاً.. نعم، إن أراد هادي الانتحار وبأبشع صورة، ومواجهة مصيره الأسود المحتوم، فليعد لليمن اليوم أو غداً.

 تحدثت مؤخراً عن سلسلة اغتيالات تستهدف القيادات الجنوبية المتواجدة في صنعاء.. هلا أطلعتنا عن آخر المستجدات بهذا الشأن؟
نعم, هناك معلومات عديدة ومؤكدة لدى أجهزة الأمن المختلفة في صنعاء، حصلت عليها من خلال وسائلها الاستخبارية، أو من خلال القبض على خلايا معادية مكلفة بالقيام بعمليات الاغتيال للقيادات والكوادر الوطنية التي تقف في مواجهة العدوان، وتقاوم الغزو والاحتلال، ومنها قيادات وشخصيات وطنية جنوبية، وأتذكر في بداية العدوان ضبطت شبكة إرهابية في صنعاء، وكان من ضمن مهامها وفي قوائمها اغتيال الخبير الاقتصادي الجنوبي الدكتور عبدالعزيز محسن الترب، وبعد ضبط تلك الشبكة بحوالي شهرين تم إبلاغ المناضل الجنوبي حسين زيد بن يحيى، من قبل جهاز الأمن القومي، وعبر مكتب رئاسة الجهورية، بأن هناك خطراً يستهدفه، وبأن عليه أن يعزز من احتياطاته الأمنية، بينما الأخ حسين لا يتبوأ موقعاً عسكرياً أو أمنياً، وليس من المشائخ حتى يعزز من الاحتياطات الأمنية! ومؤخراً تم إبلاغ القيادي الجنوبي أحمد القنع بالقبض على خلية إرهابية مكلفة بالاغتيالات السياسية في صنعاء، ووجد اسمه في صدارة القائمة المرصودة بالقتل، وطلب منه أخذ الحيطة والحذر، وتكثيف حراسته الشخصية..! بينما لا توجد للقنع أية حراسة شخصية، والحارس والحامي الوحيد هو الله العزيز القهار.
وكذلك تعرضت أنا وبعض أفراد أسرتي لبعض المخاطر، منها إحراق سيارتي الخاصة بصب البنزين عليها، واستلام رسائل تهديد نصية عديدة.

 ما التدابير التي اتخذت للحيلولة دون نجاح هذا المخطط؟ 
لم نلمس مطلقاً أي تدابير أو إجراءات أمنية اتخذت في هذا السياق، غير حديث المجاملات وتبادل الابتسامات، وهذا مفيد في العلاقات العامة والاجتماعية، ولكنه لا يقدم ولا يؤخر ولا يضيف جديداً في الحماية الأمنية، وعني شخصياً فإنني قد لمست الكثير من الاهتمام بأمري، ولكن من قيادات سياسية ومدنية ليس لها أية علاقة مباشرة بتوفير الحماية الأمنية. وهنا أجدها مناسبة لأن أذكر بالشكر والامتنان الذين اهتموا مؤخراً بهذا الأمر، وتواصلوا مع بعض الجهات الأمنية لتوفير الحماية لنا على صعيد مواقع السكن، وتوفير قطعة سلاح شخصي لي كهدية من أحد الأصدقاء في اللجنة الثورية.

 هل هناك تقصير وإهمال أمني في توفير الحماية لكم؟ 
نعم, بل إهمال أمني كبير من قبل الأجهزة الأمنية في توفير الحماية لنا كقيادات سياسية وطنية تواجه العدوان يومياً عبر الإعلام المحلي والخارجي، ومن خلال إقامة الفعاليات السياسية المكثفة في العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة، فما بالكم بدورنا كقيادات معروفة ومستهدفة في الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال، بل سبق أن رُفعت مذكرات رسمية من قبل مكتب رئاسة الجمهورية إلى الأجهزة الأمنية، ثم وزارة الدفاع، بتوفير السلاح الشخصي لنا، ولكن لم نجد أي تجاوب من قبل تلك الأجهزة الأمنية، وهذا أمر يحيرنا كثيراً، ولم نجد له إجابة مقنعة.