أمين سر التنظيم الناصري في محافظة صنعاء عبدالله محسن العليبي لصحيفة (لا):
قيادات الناصري انتهجت خطاً أمريكياً بعد استشهاد الحمدي




لا يرى العميد عبدالله محسن العليبي، أمين سر التنظيم الناصري في محافظة صنعاء، في خطاب التيارات القومية واليسارية انحرافاً طارئاً، بل يعتبره نتاج عقود من العمل المخابراتي الأجنبي لإعداد واستقطاب قادة الأحزاب التقدمية، حتى صاروا رجعيين بصف العدوان، ويؤكد العليبي على انسلاخ مؤيدي العدوان من المبادئ التي يدعون الانتماء إليها، فهي لا تؤيد العدوان على الشعب ولا تقف في صف الإمبريالية والرأسمالية.. ويوضح العميد العليبي أن تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية على مختلف الجبهات في مواجهة العدوان ومرتزقة، مبشر بالنصر الحتمي، مؤكداً أن الجنوبيين سيلجؤون إلى إعادة الوحدة بأنفسهم، وداعياً القوى الوطنية إلى المضي في ملء الفراغ الدستوري. فإلى الحوار..
 تعيش الأحزاب اليسارية والقومية ارتدادة كبيرة، حتى صار من النادر أن تجد ناصرياً أو اشتراكياً يناهض العدوان السعودي الأمريكي.. بمَ تفسر ذلك؟
من المؤسف جداً أن تصل الأمور في اليمن إلى هذا المنحدر، ودائماً كان الخط التقدمي اليساري أو القومي وحدوياً يمثل جذوة لانطلاق الأمة نحو المستقبل الواحد الذي لا يقبل التراجع، لكن ما حدث الآن أن المخابرات الدولية تمكنت من إعداد واستقطاب قادة الأحزاب التقدمية في اليمن، وهذا المخطط نبّهت له عندما عُقد المؤتمر الثامن للتنظيم الناصري.
إن أدوات السعودية والخط الإمبريالي الرأسمالي استطاع أن يروض النظام بعد استشهاد القائد الخالد إبراهيم الحمدي، ولي الشرف أني كنت من المقربين من الشهيد الحمدي، عند استشهاده سقطت تلك الأعمال وأولئك الرجال، وبرزت شخصيات تحظى بالقبول لدى النظام، وتمكنت القوى اليمينية بقيادة الإصلاح من ترويض قادة الأحزاب إلى جانب النظام، واستمالوهم وتحولوا من ثوريين تقدميين إلى رجعيين.

 هل بإمكانك أن توضح لنا طبيعة ذلك العمل المخابراتي؟
 بحكم وجودنا في معترك الصراع السياسي والمشاركة الفعلية والمباشرة الفردية، كنا مرتبطين ببعضنا البعض القيادات والقواعد، وعرفنا كل خطوات الاستقطاب، ففي زمن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، استطاع أن يستقطب أشخاصاً في التنظيم الناصري بشكل سري، هم عبده الجندي، حسن العديني، وآخرون، وهؤلاء انضموا إلى النظام ولم يضرونا، رتبوا أوضاعهم ويدعون الآخرين لأن يأتوا معهم.
لكن الخطر الداهم والكبير هو عندما تمكن النظام من زرع شخص داخل التنظيم يمتلك قدرات سياسية وثقافية، لكنه يفتقر إلى الروح الوطنية الحقة، ولم يحترم القيم الدينية والأخلاقية، هو عبدالملك المخلافي، واتضح اليوم أنه لم يكن فقط مرتبطاً بنظام (صالح)، وأنه مرتبط بعلاقات دولية، ولا أستبعد أن يكون مع الماسونية، لأن الماسونية تركز على مثل هذه العينات، التي تكون في الظاهر لامعة، وفي الباطن سلوكها وتصرفاتها تتساير وتتطابق مع الخط المعادي للتيار التقدمي.
وقد كنت في المؤتمر الثامن للتنظيم الناصري عندما تم انتخاب المخلافي، لم أكن أتصور أنه مع النظام، وكنت من أنصاره، وأثناء الإعداد للمؤتمر كان له أياد هم سلطان العتواني وعبدالله نعمان، وقاما بالإعداد لاستبعادنا بحجة أننا عسكريون، ودفعوا بأحد العملاء، هو علي عبدالله سعيد الضالعي، ليتقدم في افتتاح المؤتمر ويقول (إن قانون الأحزاب يمنع بقاء العسكريين في الأحزاب، ومعنا أشخاص عسكريون يجب أن يُستبعدوا)، وذلك هو مخطط من النظام عن طريق العتواني وعبدالله نعمان.

 ما هو هدف النظام من ذلك؟
لأنهم يعرفون أن العسكريين هم أساس تكوين التنظيم، فكان ردي عليه هو: (أن هذا هو ما يطرحه النظام، وهذا النظام يسيره الخط الاستعماري الأمريكي، وأنت الآن تُمثل الخط الاستعماري داخل التنظيم). وحدثت إشكالية حتى إن عبدالله نعمان - وكان رئيس المؤتمر - يقول إذا لم تسكت يا عليبي سأخرجك من القاعة، فقلت له سأخرجك أنا. 
وقد كانوا أعدوا بدون علمنا في اجتماع لهم في تعز، ألا يكون في قيادة التنظيم عناصر شمالية مهما كان الثمن، ويبقى محصوراً في منطقة قدس، وعلمنا بذلك في ما بعد.
وفي أثناء المؤتمر حدث صراع وأشياء غريبة جداً، حيث كانوا يختلون ويتصلون بعلي عبدالله صالح، فطلع عبدالملك المخلافي، وكان الأمين العام عبدالغني ثابت، وفي تلك اللحظة اكتشفت أنه قد جند 16 عضواً داخل التنظيم لصالح النظام عن طريق مكتب رئاسة الدولة.
وبعد المؤتمر فكرت بالانسحاب من التنظيم واعتزال العمل السياسي، وأن أبحث عن وظيفة في الدولة وأشتغل بشرف، فتواصلت مع النظام ورُتب لي لقاء مع علي عبدالله صالح، وفي اليوم المحدد لذلك كان علي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ينتظرني في بوابة مكتب رئاسة الجمهورية ليقدمني لمقابلة الرئيس، فعندما دخلت إلى المكتب فوجئت بأن وجدت أن عبدالملك المخلافي هو من يجلس على مكتب الرئيس، فعندما رأيته وقفت، فقال الآنسي: ما لك يا أخ عبدالله؟ فقلت له: (أنا ما هربت من الناصري إلا بسبب هذا)، فقال: (الآن نحدد لك مرتباً وتتعاون مع الأخ عبدالملك)، فقلت: (تأبى كرامتي أن أقبل بهذا.. أن أشتغل ضد الناصريين هذا مستحيل).
طبعاً التوليفة كلهم صار لديهم نقاط ضعف، ولم يعودوا ناصريين، واستطاع النظام استقطابهم بمنطق الطائفية والمناطقية، وكان يحذرهم مني بقوله (هذا يريد أن يكون شيخاً على التنظيم)، ولم يكن هذا الانحراف في التنظيم الناصري وحسب، أيضاً الحزب الاشتراكي تم اختراقه.
ما يحدث اليوم هو ليس انحرافاً ظرفياً، بل له جذور، وما ذكرناه آنفاً هو من ضمن جذور التحول الذي تعيشه الأحزاب القومية واليسارية.

 لكن هؤلاء الذين تحدثت عنهم ضد علي عبدالله صالح اليوم..
الذين كانوا رجعيين في الماضي ويحاربون في صف الملكية أهل صعدة والقبائل، يتخذون خطاً تقدمياً وحدوياً عروبياً إسلامياً، وأقول الآن إن الثورة هي نفس النهج الناصري، نحن نريد منع الاستغلال، وحركة أنصار الله وضعت حداً للمشائخ والمرتزقة، حتى الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم في صعدة وزعتها مساكن للمواطنين، كما عمل عبدالناصر في قانون الإصلاح الزراعي عندما أخذ من أموال الأروستقراطيين وأعطاها للفلاحين، كذلك السيد عبدالملك الحوثي والسيد حسين.

 كيف تقيم موقف علي عبدالله صالح اليوم؟
علي عبدالله صالح يمتلك عقلية وإرادة فظيعة سخرها في الماضي لمصلحته الشخصية وحاشيته، حتى ضاعت عليه فرص كثيرة كان بإمكانه أن يصنع تحولاً في اليمن، لكنه بالرغم من فقداننا جزءاً كبيراً من البنية التحتية للمجتمع، بسبب أنه كان يكدس الأسلحة، وقال (إنه سيأتي اليوم الذي لن تدخل إلى اليمن ولا طلقة)، هو الآن معنا في خندق واحد في صف الثورة، ويخدم الخط المعادي للغزو الأجنبي والعدوان الغاشم.
والحدث الآن لا يتمثل في أشخاص أو في حزب، القضية هي قضية أمة، إما أن تكون يمنياً حراً لك كرامة وهوية، أو تبيع هويتك وكرامتك وأرضك وتسلم نفسك للمستعمر، لأن المستعمر السعودي هو مجرد آلة، وأمريكا بنفسها هي قفاز للصهيونية العالمية، وهو الذي يوجه العملاء في الخليج.

 ماذا عن مفارقات خطاب الناصري؟! في العام 2000 فُصل علي سيف حسن الضالعي من التنظيم الناصري بتهمة ارتباطه بأمريكا، بينما في العام 2015 قيادة الناصري في الرياض، والعتواني يشكر دعم الولايات المتحدة للعدوان على الشعب اليمني، ويطالبها بمزيد من الدعم. كيف تقرأ هذه المفارقات؟
أقولها للتاريخ، إن العتواني وعبدالله نعمان والمخلافي لا يمثلون الناصرية لا فكراً ولا سلوكاً، إنهم أداة للحاكم في كل مرحلة، عندما كان (صالح) كانوا معه ويشتغلون ضد التنظيم وكوادره، وعندما قامت حركة 11 فبراير استقطبهم حزب الإصلاح وكانوا مرتبطين برئيس الوزراء الأسبق باسندوة، واشتغلوا مع الإصلاح واستقطبوا أناساً من داخل التنظيم هم الآن معهم في الرياض، وقاموا بتجميد النشاط التنظيمي، وأنا مسؤول فرع محافظة صنعاء، وطيلة السنين الماضية لم نعقد أي اجتماع، لأنهم يعرقلون أي اجتماع، واستمروا في العلاقات الثنائية.
أما عن المفارقات فعلي سيف كان أشرف منهم بكثير، كان واضحاً، ويبحث عن الصندوق الأسود داخل التنظيم، ويرى أن مصلحتنا أن نكون مع التطورات العصرية والقوى العظمى، دون أن يلحق ضرراً بأحد، إنما تمكن من إفراغ التنظيم من معظم كوادره الصحفية، أوجد لهم أعمالاً وترك لكل منهم ضميره، فمنهم من لايزال ضميره حياً ولديه روح وطنية وناصرية، ومنهم من سقط إلى الوحل مثل مراسل الجزيرة حمدي البكاري.
لا نقول إنها مفارقات، فالناصريون الآن قسمان، وثالث سلبي، قسم مع العدوان، ومن يؤيد العدوان فقد خرج عن النظام الداخلي والبرنامج السياسي والمنطلقات والفكر وأسس بناء التكوين الناصري، وبذلك لم يعودوا ناصريين، نحن الناصريون ولنا الفخر بأننا من مؤسسي التنظيم، استيقظنا من أول وهلة، وناضلنا من داخل التنظيم رغم وجود الخيانات والعمالة، والآن حددنا موقفنا، وقمنا بتشكيل تكتل (ناصريون ضد العدوان)، وطالبنا بمحاكمتهم بموجب مواد في الدستور وقانون الأحزاب والنظام الداخلي للتنظيم تدينهم بالخيانة العظمى.
وأقول إن العدوان قام باستقطاب العناصر المهيأة له بحكم الضغط الاجتماعي أو المصالح الشخصية، لكن العقائديين في كل التيارات لازالوا رجالاً، حتى إن هناك أشخاصاً في الإصلاح يمقتون الارتباط بالسعودية والعدوان، لكنهم يخافون على أنفسهم، ولو تكلموا سيقتلونهم باسم القاعدة أو باسم الدواعش، وسيصفونهم في كل مكان. 

 نفهم أن من ذهب مع العدوان لم يعد ناصرياً..
نعم، وكل أدبيات التنظيم والأدبيات السياسية والدستور والقانون والقيم والأعراف تقول ذلك، ولا يوجد أي مبرر لأن يكون ضمن قوى العدوان، لكني أتصور أن هناك أناساً منهم حضروا ما يُسمى (مؤتمر الرياض) قبل العدوان بأيام، فتم توريطهم، وأنا متأكد أن هناك من يتألم لموقفه، لكنه لا يستطيع أن يعمل شيئاً، وأقول كما جاء في أدبيات الثورة العربية (إن الإنسان الحر هو أساس المجتمع الحر وبناؤه المقتدر)، يجب أن تسجل موقفاً حتى بالانتحار، لأن الحياة لا معنى لها في ظل العبودية والاستعباد والتسلط الذي يفقدك حريتك، فإما أن تستشهد وتموت أو تستمر مناضلاً.

 لماذا أنت ضد العدوان؟ هل لذلك علاقة بانتمائك المناطقي أو المذهبي؟      
إن موقفي ضد العدوان مرتبط بكياني كشخص أمثل مشروعاً حضارياً للأمة، والناصرية والفكر الوحدوي والثورة الإسلامية متطابقة، وعندما نقف ضد العدوان فإننا لا نمثل أشخاصنا كأفراد، بل نمثل الفكر الذي نتبناه، والمبادئ والقيم التي غُرست فينا في مراحل النضال عندما خضنا المعترك السياسي بكل أبعاده ومعاناته، وأنا ضد العدوان لأنني حر، وأنا ضد يعتدي على حريتي وحرية وطني وأبناء شعبي.
ومن يصنف ذلك مناطقياً أو مذهبيهاً فهو مخطئ، وذلك ما يعد له الاستعمار والصهيونية منذ عقود، هم فشلوا في القضاء على الأمة العربية بالاستعمار المباشر، فكانت المقاومة في كل المراحل، ولم يتمكنوا من القضاء على هويته، حتى الشعب الفلسطيني الذي قد استوطنت أرضه لاتزال هويته موجودة حتى اليوم، ولما عجزوا عن ذلك قرروا أن يكون التسلط عن طريق الحكام، ولم يتمكنوا من ذلك إلا في جزيرة العرب، لأن الكيان السعودي هو كيان يهودي نشأ مع وعد بلفور بالتزامن مع نشوء الكيان الصهيوني، وسيطروا على الأمة من خلال الحكم، لكن لاتزال الهوية الوطنية موجودة، والخط الوطني لم يخفت، فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة، وهي أن يدخلوا للإسلام باسم الإسلام، وأنشأوا التيارات المتطرفة، وبالنسبة للتيار العروبي والوحدوي والاشتراكي جرى خلخلته من باب المذهبية والطائفية، وتم ذلك في تعز بالذات لأنها هي أكثر عدداً في المجتمع اليمني، وأكثر ثقافة وتعليماً وانتشاراً في بقية المحافظات، فكان التركيز على تعز لكي يبدأ الصراع في تعز، وينتشر إلى أنحاء اليمن، وتبنى ذلك من يسمون أنفسهم الناصريين.
أنا قبل 15 عاماً فضحت ذلك داخل التنظيم، وقلت إنهم يشتغلون عملاً طائفياً ومناطقياً عنصرياً، لكنهم كانوا قد أحكموا سيطرتهم على التنظيم بدعم من النظام، ونحن الناصريين الحقيقيين كنا نعاني أكثر من معاناتنا في سجون النظام.

 ما هو رد فعل ناصريي الرياض على موقفك الوطني المناهض للعدوان؟
بالتأكيد لم يكونوا راضين، ويعتبرون صوتي مزعجاً لهم ويعريهم، وقد حاولوا استقطابي، لكنهم يعرفون أن العليبي ومثله الكثير لا يمكن أن يسقط إلى هذا الوحل، ولو جاؤوا بملك الدنيا.

 بماذا حاولوا استقطابك؟
وردتني اتصالات من بعض الأشخاص، وبعضها كلام عن طريق أشخاص بإغراءات كثيرة كما أغروا السابقين، (مثلاً هذا مفتاح السيارة، هذا مفتاح الشقة، هذا مفتاح الفلة، اعتمادك سيكون كذا)، وذلك لا يمكن أن يقبله إنسان صاحب مبادئ وطنية.

 ما الذي تقومون به كناصريين ضد العدوان في سبيل تحرير التنظيم من قبضة الرجعية الخليجية؟
نحن نعرف الحل، وهو أننا نعمل على توضيح الانحراف داخل التنظيم، وأن نجمع أكبر عدد من قيادات التنظيم إلى صفوفنا لنقوم بتشكيل قيادة وطنية جديدة للتنظيم، وندعو إلى مؤتمر قادم، وهذه هي استراتيجيتنا، وما يعيقنا عن تنفيذ ذلك هو استمرار الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية لأعضاء التنظيم.
وهذا العمل يحتاج إلى أنشطة وتواصل، ونحن بحاجة إلى حليف، وعندما نطرح هذا الأمر على أنصار الله باعتبارهم قوة وأصحاب قرار، نجد أن عبء الجبهات لا يمكنهم دعمنا، وأتصور أن المستقبل سيفضي إلى سقوط الأحزاب أصلاً، لأنها أثبتت فشلها وخيانتها بكل المقاييس.

 كنت في هيئة تحرير صحيفة (الوحدوي)، ما رأيك بسياستها التحريرية مؤخراً؟ وما تعليقك على منع طباعتها؟
صحيفة (الوحدوي) كان التركيز عليها منذ نشأتها، وعندما كنا نكتب فيها كان الكادر الذي يختاره عبدالملك المخلافي هم من أنصار النظام، ولكنها كانت تطرح أدبيات التنظيم، وقد كلفنا أحد القيادات الناصرية المناهضة للعدوان هو الأخ حميد ردمان عاصم، بأن يحذر صحيفة (الوحدوي)، ويطرح عليهم إما أن تتبنى فكر الثورة والمعارضين، أو تغلق، ووعدوا بأن يصححوا، لكنهم لم يفوا بوعدهم.
لقد كان دورهم في الصحيفة (للأسف الشديد) أسوأ من الصحف التي تصدر من السعودية، لقد أصبحوا مأجورين وتم شراؤهم بالمال، وإغلاقها خطوة إيجابية إلى مرحلة قادمة، ويجب أن يتم تغيير هيئة تحرير (الوحدوي) بأناس وطنيين لم يتلوثوا بالخيانة ولم يتأثروا بالإغراءات المالية من الرياض أو من المدفونين هنا الذين يسمون الخلايا النائمة للغزو السعودي.
وللأسف الشديد يعتبر الناصريون أنفسهم مجاهدين، يجاهدون ضد من؟! والجنجويد وبلاك ووتر والأمريكان وداعش وكل العملاء في صفهم، ضد أبناء شعبهم، ضد عضو اللجنة الشعبية المناضل الذي يقوم بالتضحية على 40 جبهة ليعيد لليمن استقلاله، ويحافظ عن الأرض والكرامة الوطنية.
وأقول للإخوة الناصريين في تعز: أنتم الآن مسمار في آلة، مجرد أداة لمرحلة معينة، والمخطط هو استيلاء الدواعش، وسيتم جلبهم من سوريا والعراق ومن كل مكان لاحتلال اليمن، وعندما يدخلون ستكونون أنتم أول ضحاياهم.

 في 11 أكتوبر أصدرت قيادة فرع التنظيم الناصري بصنعاء قرار تجميد عضويتك، لماذا تم تجميد عضويتك؟ وما تعليقك على تزامن تجميد عضويتك مع ذكرى اغتيال إبراهيم الحمدي؟
لم يصدر قرار تجميد عضويتي من الأمانة العامة أو عن اجتماع اللجنة المركزية، وفرع المحافظة ليس لهم الحق في ذلك، لأنه حتى الفرع لم يجتمع، وما حدث هو أن عبدالله نعمان قام بإرسال مبالغ مالية لبعض قيادات فرع المحافظة، لأننا اجتمعنا وأوضحنا موقفنا المناهض للعدوان، ولا توجد أية وثيقة تنظيمية تقر بتجميد عضويتي، وما صدر غير تنظيمي ومخالف للنظام الداخلي.
أما الشهيد الحمدي فقد كنت همزة الوصل بين الأمانة العامة للتنظيم والشهيد الحمدي، إلى أن عقدنا أول اجتماع بعد 13 يونيو.


 إلى أين تتجه الحرب في الجبهات الداخلية؟ وكيف ترى الحل؟ 
واقع المعركة اليوم سجال، ويحاصروننا اقتصادياً لكي تكثر البطالة فيتمكنوا من تجنيد الناس، وهنا في شرق صنعاء اكتشفنا أنهم جندوا 400 مرتزق، وكانوا يرسلون لكل واحد منهم 125 ألف ريال يمني عن طريق عملائهم، ويسوقونهم على الوديعة، يدربونهم شهراً أو شهرين، ويرمون بهم الى المعركة، فعندما يعدون ألفين ثلاثة آلاف مرتزقة ويرمى بهم إلى المعركة، لن يدخل المعركة إلا الثلث، والبقية يهربون.
في الجنوب ستنتهي بالعودة إلى الوحدة، معظم الجنوبيين سيلجؤون إلى إعادة الوحدة بأنفسهم، لأن تركيز الفوضى والذبح والقتل من قبل العدو عليهم، سيجعلهم يحسمون الحرب مع قوات الأمن، فهم مع الوطن ضد العدوان، وهم قوى الثورة والتغيير. المشكلة ستكون في تعز لأن أهلها تأثروا كثيرا بالدعايات، وتعددت فيهم الانقسامات، مثلا الناصريون لا يتحركون كناصريين، بل يسيطر عليهم أهل قدس، وهكذا سيكون الصراع في ما بينهم في الشمايتين والحُجرية، وحتى على مستوى القرية، وهذا أمر مؤسف.  
قوى الثورة قادرة على الحسم في تعز، لكن ثمنها من الضحايا الأبرياء سيكون بلا حدود، لأن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مقاومة يسيطرون على الأحياء السكنية داخل المدينة يقاتلون منها، متحصنين بالمواطنين، وليسوا في معسكرات أو جبهات مثل الجبهات الأُخرى، هم يقومون بالأعمال الإجرامية من قتل وسحل، لكن في ميادين القتال ليس لديهم قدرة.

 كيف ترى معركة مأرب؟ 
بلغت الهجومات حتى اليوم على مأرب 24 هجمة قامت بها السعودية وحلفاؤها، وقدمت بها كل الإمكانيات حتى المدافع ذاتية الحركة الذكية التي تضرب أي شيء يتحرك على مدى 12 و15 كيلومتراً، ورغم هذا السلاح كله لم يستطيعوا التقدم، وإذا هجموا وسيطروا على منطقة معينة يأتي اليمنيون الأحرار بمقاتلين لا يتجاوزون أصابع اليد، ويتصدون لهم، 10 أو 15 فرداً يواجهون الحملة، ويكسرون الهجوم، ويستولون على القطع العسكرية التي يتركها العدو. 
لازال أنصار الله والجيش والقبائل في مأرب إلى الآن متفوقين، وكان المرتزقة سيطروا على مناطق بجانب معسكر كوفل، فتمكنت القوة الثورية من إسقاطهم، المعركة سجال ماتزال مستمرة، والعدو يجهل ما يصنع، وليس ذلك إلا استدراج السعودية من قبل أمريكا وإسرائيل وأوروبا وتوريطها أكثر في اليمن وإسقاطها، وهم يتحمسون ولا يعلمون الى أين يتجهون. 

 لماذا التركيز على نهم؟
 التركيز على نهم وغيرها من المناطق القريبة من العاصمة، هو للمحافظة على معنويات الخلايا النائمة في المدن، فيقولون لخلاياهم سندخل صنعاء استعدوا، وقد خسروا الآلاف من أجانب ويمنيين، وإمكانيات هائلة، وتم صدهم إلى مفرق الجوف، والمعركة بشكل عام مستقبلها النصر لنا.
 
 ما هي  سيناريوهات انتهاء المعركة برأيك؟
لابد من حدوث إحدى القضايا الثلاث؛ إما يموت الكلب سلمان فتتوقف الحرب، أو يشتعل الصراع داخل الأسرة على المدى القريب، أو تحدث صراعات دولية بين الكتلتين أمريكا وحلفائها، وروسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وغيرها ككتلة ثانية، عندما يصل هذا الصراع إلى مداه سيكون وقف إطلاق النار أمراً حتمياً.  ونحن ليس علينا إلا أن نستعد ونكتسح بمئات الآلاف، ولو قتل منا الكثير، ولكن الأهم أن نصل إلى عمق العدو، لكي نتصل بشعب الجزيرة الذي يعاني من بني سعود، فيصعب على العدو استخدام الطيران، أو يستفيق الأحرار من أبناء الجزيرة، ويقاتلوا ضد هذه الأسرة العميلة.

 بم تُفسر قيام الطائرة بدون طيار بقتل قائد تنظيم القاعدة في حضرموت (بلعيد) وتنصيب الصنعاني خلفا له؟
هذا صراع بين طوائف وفرق في نفس المجموعة، وربما لأن الرجل لم ينضبط على ما يريده الأمريكان. 

 ألا تتوقع تدخلاً أمريكياً في الجنوب؟
في الجنوب محتمل، لكن في الشمال غير متوقع، لأنهم يريدون فصل حضرموت الغنية بالنفط وضمها إلى السعودية، وعزلها عن الوطن يستدعي وجود قوات، واليوم داعش والقاعدة والإخوان مسيطرون على حضرموت، ويقومون بالواجب، وأنا لا أتوقع أن الأمريكيين سيدخلون بقوة مباشرة لا في الشمال ولا في الجنوب، إنما سيكون تدخلهم لوجستياً بطيران وتوجيه. 

 في ما وراء الحدود؟ 
نحن نتقدم  في ما وراء الحدود، وما أُحرز في نهوقة وغيرها أثبت أننا في المقدمة، وإسقاط جبل الدود دليل قاطع وواضح بأن الجبهة تسير بخطى مدروسة وواعية، وتستخدم فيها الصواريخ في اللحظات المناسبة، ولولا الطائرات والقصف ما كان للأعداء أن يصمدوا، نحن في مواجهة الآلة الأمريكية، أما الأفراد فرجالنا الواحد منهم يعادل ألفاً، كما يلحظ المشاهد والمتابع للمعركة، المدد الإلهي والإرادة الخالصة قوة عظيمة، أقوى من الصواريخ والطائرات. 
وأنا أستبشر النصر، وهو واقع عملي، لا أقوله عاطفة وتحمساً، ونحن نعاني فقط من مشكلة واحدة هي رفض المؤتمر الشعبي العام ملء الفراغ السياسي مع أنصار الله وبقية القوى الوطنية، وندعوهم إلى أن يملأوا الفراغ، ليشكلوا مجلساً رئاسياً أو عسكرياً أو أي شكل حسب ما جاء في بيان ثورة الـ21 من سبتمبر واتفاق السلم والشراكة. وأنا أدعو المؤتمريين الى التنبه لمثل هذه المشكلة الخطيرة، وعليهم أن يدفعوا بقياداتهم إلى المضي قدماً لملء الفراغ مع بقية القوى الوطنية.