ذكر تقرير جديد أن الحرب تقوم بتجويع شعب اليمن وأنه لا يمكن لأي مساعدات إنسانية دولية أن تطعمهم إذا ما استمرت الظروف الراهنة.
مايكل جانسن|صحيفة “إيريش تايمز” البريطانية:
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في مؤتمر صحفي خاص بعنوان أدوات الألم: النزاعات والمجاعة في اليمن أنه “بدون تغيير فوري وجوهري في المسار ، فإن أجزاء من البلاد، في القرن الحادي والعشرين وتحت إشراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من المرجح أن ينتهي بها الأمر إلى المجاعة”.

مجموعة الأزمات الدولية هي منظمة تقوم بعمل أبحاث في النزاعات وتقدم مقترحات لمحاولة حلها. وتقول إن الكارثة المتوقعة في اليمن هي نتيجة مباشرة للقرارات التي تتخذ من أجل “تسليح الاقتصاد” واستخدام الأموال النقدية ودفع المرتبات وتوفير الغذاء لإضعاف الجانب الآخر وهزيمته.

وتضيف إن هذه الإجراءات “صحبتها لامبالاة وفي بعض الأحيان دور التسهيل الذي لعبه المجتمع الدولي بما في ذلك الأعضاء الرئيسيون في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا”.

وتوصي المجموعة، من اجل تجنب المجاعة، بأن على التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقوم بدعم الرئيس  عبد ربه منصور هادي وكذلك المتمردين الحوثيين وحلفاءهم  وقف المعركة القادمة من أجل السيطرة على مدينة الحديدة، الميناء الرئيسي في اليمن، الذي تسيطر عليه قوات الحوثيين ويحاصره السعوديين.

ومن شأن القتال أن يغلق الحديدة، حيث قام السعوديون بالفعل بقصف أرصفة ورافعات تستخدم لتفريغ الإمدادات، مما أدى إلى اختناقات وتأخير. يتم استيراد 90 في المائة من الأغذية  إلى اليمن، 70 في المائة منها عن طريق الحديدة وذلك قبل الحرب.
المساعدة العاجلة:

وتقول مجموعة الأزمات أن اليمن يواجه أزمة غذاء تُعد الأكثر خطورة في العالم. وتقدر الأمم المتحدة أن 17 مليون يمني، 60 في المائة من السكان، بينهم ثلاثة ملايين تمت إضافتهم في بداية هذا العام، يعانون من انعدام الأمن الغذائي وانهم بحاجة لمساعدة عاجلة.

سبع محافظات من محافظات البلاد البالغ عددها 22 على وشك المجاعة ويمكن ان تنزلق بسهولة الى مجاعة كاملة. وتتأثر كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والحوثيين. وتقول المجموعة نقلا عن صندوق الأمم المتحدة للاطفال أن ” منظمة اليونيسيف ذكرت أن 460 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.

وتؤكد المجموعة أن “أزمة الجوع المتطورة لها جانب العرض والطلب على حد سواء، مع وجود عنصر أساسي هو أن المقاتلين يسعون إلى الحرب بأية وسيلة دون اهتمام يذكر أو وضع اعتبار للسكان “.كما نقلت عن رجل أعمال قوله ان الجانبين يشتركان فى تحقيق ارباح.

وتقول المجموعة أن التحالف الذي تقوده السعودية “أعاق مرارا وتكرارا حركة المساعدات والسلع التجارية إلى السكان”.

وتقول أن الوضع قد يزداد سوءا إذا حاول التحالف السعودي “كسر الجمود الذي كان قائما إلى حد كبير منذ سبتمبر 2015 بمحاولة الاستيلاء على ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك الحديدة”. ويقول السعوديون أن عليهم أخذ الميناء “لوقف تدفق الأسلحة” إلى الحوثيين وإجبارهم على التفاوض.
مبادرة السلام:

غير ان مجموعة الازمة تقول ان “حكومة هادي المدعومة من السعودية قد رفضت رسميا مبادرة السلام الاخيرة للمبعوث الخاص للامم المتحدة” وتقول ان الحديدة يتم مراقبتها من قبل قوات التحالف والامم المتحدة.

وتحذر المجموعة من أنه إذا استولت حكومة هادي على الحديدة، “هناك اجماع واسع النطاق بين اليمنيين بأنها ستستخدم السيطرة على الميناء لمواصلة الضغط اقتصاديا على المناطق الخاضعة للحوثيين” من أجل تدمير وحدة المتمردين “وإحداث ثورة داخلية”.

وحينما يكون الغذاء متوفر لا يكون لدى اليمنيين الوسائل اللازمة لشراء ما يكفي من الطعام. حيث تقول المجموعة أنه ” بعد عامين من القتال البري والقصف الجوي أصبح الاقتصاد في حالة يرثى لها. تقترب العائلات والمجتمعات المحلية من نقطة الانهيار، بعد أن باعت أملاكها وأنفقت مدخراتها واستنفدت شبكات الدعم الموسعة “.

والأسوأ من ذلك هو ثلاثة ملايين من المشردين داخليا والنساء والفتيات ” الذين عادة ما يكونون اقل من يأكلون [في الأسرة] وفي ديسمبر 2016 شكلوا 62 في المائة من أربعة ملايين شخص [من أصل 25 مليون] يعانون من سوء التغذية الحاد “.

ترجمة: جواهر الوادعي| المراسل نت