مُجمل لوحات الفنان ماجد الهمداني تشكل عالمه الفني الجميل، حيث تعتبر هذه اللوحات مفاتيحه السحرية التي تفتح أبواب المتعة البصرية للعين المتذوقة.
يتميز بعبقرية فنية متفردة، حاول أن يخطو بلوحاته نحو فضاء يفيض بالألوان والرؤى والأفكار النابعة من قلب البيئة اليمنية.
أتقن صناعة اللوحة وتعلم أبجديتها، لذلك نادى بالاهتمام بهذا الفن بوصفه صناعة عصرية، ونشره لنموذج ثقافي فاعل ومؤثر ومهم، إنه الفنان الأكثر تميزاً والأكثر براعة.
لوحاته حياة متدفقة تغمر العين بفيض دائم من المشهد الطبيعي المتنوع والجمال.
إن جذور الأشجار لا ترى بالعين، ولكن ثمارها تتحول إلى واقع ملموس ومحسوس، إنه بالفعل مثل شجرة السنديان التي كلما طال بها الزمن امتدت جذورها تنهل من تربة جديدة. عندما تقابله تأخذك بساطته وابتسامته إلى صداقته وأجوائه الفنية.
كما أن لوحاته تصب في ملتقى واحد، وهو خلق هوية للثقافة والفن، وتتنفس يمنيتها من روح الفنان ماجد الهمداني، فعندما بدأت في كتابة هذه المقدمة سألتُ أحد الأصدقاء متى يحين الوقت لكي تكون لدينا مجلة أو صحيفة للفنون التشكيلية؟ لأن هناك لحظات تشكيلية تضيع هباءً دون رصد متعمق أو تحليل نافذ أو توثيق حي، لحظات لا تلتقطها الجرائد غير المتخصصة.
لوحاتي لا تحمل التضاد
 رغم التعدد الذي تجمعه في لوحاتك، هل يوجد فيها شيء من التضاد أو التنافر؟
أنا أرسم بكل الألوان وبكل المجالات وبكل المدارس، فأنا رسمت السريالي، رسمت الواقعي، رسمت الحروب، رسمت البورتريهات، ورسمت المشاهير. فلا يوجد في لوحاتي تضاد، وأي عمل أنزله أكون مقتنعاً به.

يسود الطابع اليمني
 لكل فنان سلمه الخاص الذي صنعه بنفسه وارتقى عليه عالم الفن، هل لوحاتك مستمدة من البيئة اليمنية بما فيها من عناصر الفطرة والحيوية، أم أنها رؤية فنية بنيت على أساس أنها أسطورة؟
لو تتابع جميع لوحاتي، وهي أكثر من 600 لوحة من عام 2014م إلى الآن، ستجد فيها طابعاً يمنياً، حتى البورتريهات الشخصية، فمثلاً عندما تعجبني ملامح وجه أجنبي، لا بد أن أضع فيه لمسة يمنية، مثل الزي الشعبي أو التراث أو الخلفية الطبيعية كالريف وغير ذلك.
الجمال امرأة
 يلاحظ أنك تحرص على أن تكون متفرداً في لوحاتك، فنرى أن المرأة هي المركز الذي تستند إليه، فهل المرأة هي النافذة التي تطل من خلالها على عالمك الملون؟
لا يوجد شيء أجمل من المرأة لكي أرسمها، وأنا أرسم في كل شيء، وبما أن لوحاتي كثيرة فتقريباً 50% منها للمرأة، والكثيرون يقولون بأن لوحاتي للمرأة، وعندما تبحث عن الجمال فلا تجده إلا في المرأة، فلوحاتي كما ذكرت أكثر من 600 لوحة، فنلاحظ أن المرأة طاغية عليها.

بيت من اللوحات
 هل لديك معرض خاص بك؟
في همدان بيتنا القديم الذي نزحت فيه، وهذا البيت يعتبر آيلاً للسقوط، لكن اللوحات فيه بداية من الدور الأول إلى الرابع، وأول ما نزلت مقطعاً لهذا البيت في (فيسبوك) كلهم طلبوا أن يزوروني، وأول دفعة زارت هذا المعرض 45 طالبة من كلية التربية بجامعة صنعاء.

معظم زملائي يعانون نفسياً
 كيف ترى واقع الفن التشكيلي في اليمن؟
لا يوجد من يهتم بالفن التشكيلي في اليمن، وهناك العديد من زملائي أصبحوا مصابين بحالات نفسية، فمعظم الذين تعلمت واقتبست منهم وصلوا إلى مرحلة اليأس، لأنهم لم يجدوا الدعم.

موهبة بالأساس
 هل تأثرت بتعاليم الفن الأكاديمي ونظرياته، أم كانت موهبة بالنسبة لك؟
كانت موهبة بالنسبة لي، حتى الكتب الإنجليزية بدل ما أترجمها وآخذ الأفكار منها، كنت أفهمها من خلال الصورة التي أراها، لذلك في أغلب لوحاتي عندما يراها بعض الأكاديميين يقولون إنها تحكي عن أشياء كثيرة، ويفسرونها ربما بعض الأوقات بما لا أعرف معناه، فأنا لست أكاديمياً.

الواقع وليس الخيال
 هل تقول لوحاتك كل شيء؟
أغلب لوحاتي ليست سريالية وليست تجريدية، لوحاتي مفهومة، فبعض زملائي يعجبهم التجريدي الذي يعتمد على الشرح. أنا أركز على الواقع أكثر مما أركز على الخيال.

7 مقابل 7000
 بماذا تتميز لوحاتك عن لوحات الفنانين الآخرين؟
أكثر الفنانين التشكيليين في اليمن يرسمون على القماش الأبيض والورق، حوالي 7 آلاف فنان تشكيلي، بينما الرسم على المخمل الأسود 7 فنانين، وأنا أعتبر السابع فيهم، وبعض الذين يرسمون على المخمل قد انقرضوا، وعندما أشارك في أي معرض تتميز لوحاتي بالمخمل.

لا أعترف بالجهات المعنية
 هل يتم دعمك من قبل الجهات المعنية؟
ما هي الجهات المعنية؟ لم نجد أي دعم لكي تقول جهات معنية، ففي هذا الشهر شاركت في 3 معارض، وأنا لا أطلب منهم سوى حق المواصلات لكي ننقل اللوحات، وأنا لست معترفاً بأية جهة معنية.

مواد متعددة
 ما المواد التي تستخدمها؟
الألوان المائية والزيتية الجواش والأكريليك الشمعي المائي والخشبي والباستيل والباستيل سوفت والباستيل أويال والفحم، وحتى ألوان الزج وكذلك البني.
 ما الذي يزعجك؟
الوضع الذي نحن فيه.
أحلم بجيل بلا معاناة
بماذا يحلم الفنان ماجد الهمداني؟
أحلم بإقامة منتدى، فأنا لا أريد الأجيال التي بعدي تذوق مرارة التعب الذي ذقته، فأنا عمري 37 سنة، ومنذ الطفولة وأنا أرسم وأعلم نفسي، قبل سنتين عملت مجموعة في (واتساب) أعطي دروساً في الفن التشكيلي مجاناً لـ(170) طالباً، وبعضهم يقولون لماذا لا تأخذ منهم مقابل ذلك؟ فقلت لهم لا أريد أن تعانوا مثلما عانيت في السنوات الماضية، فلو حصلت على سيولة وأقمت منتدى، سوف آخذ منهم ما يغطي إيجار المنتدى ومستحقات المدربين.

 كلمة أخيرة..
شكراً لك، وأشكر صحيفة (لا) على هذا الاهتمام بكل المبدعين.


سيرة ذاتية:
 الاسم: ماجد الهمداني
 فنان تشكيلي
 مواليد 1980 مديرية همدان ـ قرية العرة
 درس في همدان
 تابع الأعمال الفنية
 عمل في مكاتب الدعاية والإعلان
 قرأ الكثير من الكتب في هذا المجال
 خلال الـ20 عاماً الماضية حقق نجاحاً كبيراً
 شارك عام 2014 في 8 معارض
 شارك في عدة مسابقات
 يعطي دروساً لحوالي 170 طالباً وطالبة عبر (واتساب)
 له أكثـر من 600 لوحة