تقرير / عادل عبده بشر / لا ميديا -
لا خطوط حمراء لليمن في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني، ومن أمامهما الصهيوني، حينما يتعلق الأمر بالدم اليمني والفلسطيني. كما لا يوجد في قاموس صنعاء مصطلح «الاحتفاظ بحق الرد»، فبعد لحظات من ارتكاب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مجزرة بحق المدنيين في مدينة الحُديدة نتج عنها 58 شهيداً وجريحاً كإحصائية أولية، مساء أمس الأول الخميس، جاء الرد اليمني قوياً ومباشراً، باستهداف إحدى حاملات الطائرات الأمريكية الأكثر ضخامة وتطورا.
القوات المسلحة اليمنية أعلنت، أمس، تنفيذ عملية عسكرية مشتركة للقوتين الصاروخية والبحرية، ضد حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ المجنحة والباليستية، موضحة أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة.
وأفادت القوات المسلحة، في بيان متلفز لناطقها، العميد يحيى سريع، بأن هذه العملية جاءت رداً على جرائم العدوان الأمريكي البريطاني على الأعيان المدنية في عدد من المحافظات اليمنية مساء الخميس، واستمراراً لنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في الرد المباشر والفوري على كل عدوان جديد على الأراضي اليمنية، وذلك باستهداف كافة مصادر التهديد وكل الأهداف المعادية الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي.
كما أكدت القوات المسلحة اليمنية أن جرائم العدوان الأمريكي والبريطاني لن تثنيها عن أداء وأجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، وأن عملياتها مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.

شهداء وجرحى
وفي تفاصيل الغارات التي نفذتها قوات واشنطن ولندن على أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء والحديدة وتعز، أوضح ناطق القوات المسلحة، العميد سريع، أن العدوان الأمريكي البريطاني شن، مساء الخميس، 13 غارة من بينها 4 غارات على أمانة العاصمة، ما أدى إلى وقوع جريح واحد، وغارتان على محافظة صنعاء، وغارة على منطقة حيفان بمحافظة تعز، فيما استهدف العدوان محافظة الحديدة بـ6 غارات توزعت على ميناء الصليف ومبنى الإذاعة ومعسكر غليفقة ومنزلي علي محسن الأحمر وعلي عبدالله صالح.
وأفاد سريع بأن الغارات على مدينة الحديدة أدت إلى ارتقاء 16 شهيداً و41 جريحاً، بينهم مدنيون ارتقوا في الغارات التي استهدفت مواقع مدنية كمبنى إذاعة الحديدة أمام مستشفى الثورة ومبنى خفر السواحل في ميناء الصليف، ليبلغ إجمالي الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين 58 شهيداً وجريحاً، بخلاف الأضرار التي تعرضت لها تلك المباني المستهدفة وسفن تجارية في ميناء الصليف.

تطور نوعي
وصف محللون سياسيون وعسكريون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» بأنه» تطور نوعي كبير، وجرأة يمنية لا توصف».
وأجمع محللون سياسيون عرب وأجانب في تفاعلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حول إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف «آيزنهاور» على أن هذا الاستهداف يؤكد مدى التطور الكبير الذي وصلت إليه القوات اليمنية في معركة الدفاع الدافع المقدس عن سيادة اليمن والانتصار للمظلومية الفلسطينية.
وأكدوا أن استهداف حاملة الطائرات التي تُعد من أضخم القطع البحرية وأكثرها تطوراً على مستوى العالم، ليس بالأمر العادي، معتبرين ذلك رداً «ذا سقف عالٍ» على جرائم العدوان الأمريكي البريطاني في اليمن، ويمكن القول أن صنعاء استهدفت قاعدة جوية أمريكية ضخمة.
وأوضحوا أن استهداف «آيزنهاور» يؤكد أن لدى القوات المسلحة اليمنية بنك أهداف واسعاً وكبيراً يتماهى مع تصعيد العدوان على اليمن، وكذلك التصعيد الصهيوني في غزة، ويُعد أيضاً مؤشراً إلى أن صنعاء أعدت لهكذا خطوة مسبقاً مع حساب التبعات وفرق الظرف. كما أن الاستهداف يدل على متابعة متواصلة ودقيقة لتحركات القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

عمليات واسعة
يأتي استهداف حاملة الطائرات «آيزنهاور» تزامناً مع توسيع القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضمن المرحلة الرابعة من معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، مستهدفة، خلال الأيام القليلة الماضية، سفناً تجارية في البحار الواقعة في نطاق عملياتها، لانتهاك تلك السفن الحظر الذي فرضته صنعاء على التوجّه إلى موانئ فلسطين المحتلة عبر البحر الأبيض المتوسّط، رداً على المجازر الصهيونية في قطاع غزة، ولاسيما في رفح.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، الأربعاء، استهداف 6 سفن في البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت 3 من تلك العمليات في البحر الأحمر، حيث استهدفت الأولى السفينة (LAAX) التي أُصيبت إصابة مباشرة وتضررت بشكل كبير، واستهدفت الثانية السفينة (MOREA)، فيما استهدفت العملية الثالثة السفينة(Sealady).
وأوضحت أن تلك العمليات نُفذت بصواريخ بحرية وباليستية وطائرات مسيرة حققت إصابات مباشرة.
وأكدت القوات المسلحة أنها استهدفت أيضاً السفينتين  (ALBA) و(Maersk HARTFOFD) الأمريكية في البحر العربي بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، فيما استهدفت العملية السادسة السفينة (MINERVA ANTONIA) في البحر الأبيض المتوسط بعدد من الصواريخ المجنحة.
إلى ذلك، تمكّنت الدفاعات الجوية اليمنية، فجر الأربعاء، من إسقاط طائرة أميركية من دون طيار من نوع «إم كيو 9» في سماء محافظة مأرب، وهي السادسة من هذا النوع التي تتمكّن القوات اليمنية من إسقاطها منذ مطلع العام الجاري، والثالثة في أقل من شهر.
وأكد ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن إسقاط الطائرة تم باستخدام صاروخ «أرض – جو» محلي الصنع، وأن صنعاء ستواصل تطوير قدراتها الدفاعية.
وبسبب فشل تلك الطائرات في تحقيق الأهداف في اليمن، كشف موقع «إن تي بي» الهندي، عن نية حكومة نيودلهي التراجع عن شراء مسيّرات أميركية. ووفقاً للموقع، فإنّ الهند كانت قد وقّعت على صفقة لشراء 30 طائرة من النوع نفسه لاستخدامها في ظل البيئة المتوترة مع ‎الصين و‎باكستان.