ناشد نجل الزميل الإعلامي والناشط في منصات التواصل خالد العراسي، قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، ووزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي، توجيه الجهات الأمنية للكشف عن مصير والده والإفراج عنه.
وقال يحيى خالد العراسي، اليوم، في مداخلة مع قناة الساحات، برنامج "مع معجب" الذي يقدمه الإعلامي المتألق عبدالحافظ معجب: "نناشد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى الوالد المشير مهدي المشاط، ووزير الداخلية الوالد اللواء عبدالكريم الحوثي، والنائب العام  القاضي محمد الديلمي الكشف عن مصير والدي المخفي منذ فجر السبت الماضي، وإطلاق سراحه وإعادته إلينا سالماً"، مشيراً إلى أنه في حال كان هناك أي تهمة أو جريمة على والده فليتم التعامل معه ضمن الأسس القانونية والقضائية ومحاكمته علناً.
وأكد نجل الزميل العراسي أن مصير والده لايزال مجهولاً، رغم مضي ثلاثة أيام على اقتحام قوة أمنية لمنزلهم بالعاصمة صنعاء واقتياد والده إلى جهة مجهولة. لافتاً إلى أنهم قاموا بالمتابعة لدى وزارة الداخلية والبحث والجنائي وجهاز الأمن والمخابرات، وكانت إفادة جميع تلك الجهات أن والده ليس لديهم ولا علم لهم بالجهة التي اعتقلته أو المكان الذي اقتادته إليه.
وقال: "لم نعد نعرف إلى أين نذهب، أو مع من نتخاطب لنعرف مصير والدي".
وتحدث يحيى خالد العراسي عن تفاصيل اقتحام منزلهم فجر السبت الماضي، واعتقال والده، موضحاً أن قوة أمنية نزلت حوالي الساعة الخامسة وعشرين دقيقة فجر السبت الماضي إلى الحي الذي يقطنون فيه بالعاصمة صنعاء، وقاموا بإغلاق الحي ومنع الأهالي من الدخول أو الخروج أو مغادرة منازلهم، ثم قاموا بطرق باب المنزل بقوة، فاستيقظ يحيى خالد من النوم وفتح الباب، وسألوه: أين خالد العراسي؟ وكان رده "غير موجود" فقام اثنان "مُلثمان" بسحبه إلى خارج المنزل وتكتيفه، فيما تولت الشرطة النسائية الدخول إلى المنزل وبعد أن تأكد لهن عدم وجود نساء في المنزل قمن بالخروج واقتحم رجال الأمن المنزل وقاموا باعتقال والده الذي كان نائماً، وأخذ هاتفه واقتياده إلى جهة مجهولة، وحين سألهم نجله إلى أين يأخذون والده، ردّ عليه أحدهم "عندما تقول الصدق ستعلم أين والدك".
وبحسب يحيى خالد العراسي فإن جميع أفراد القوة الأمنية كانوا "ملثمين"، واصفاً القوة بـ"الكبيرة" حيث كانوا يستقلون طقماً أمنياً وباصا "مُعكسا" وسيارة نوع كورولا، إضافة إلى سيارات أخرى لم يذكرها.
اقتحام منزل الزميل العراسي واعتقاله بتلك الطريقة، قوبل بسخط كبير في الوسط الإعلامي وبين رواد شبكات التواصل الاجتماعي، الذين واصلوا، اليوم، ولليوم الثالث توالياً حملة الاستنكار والتضامن معه، مطالبين قيادة وزارة الداخلية بالكشف عن مصيره، وتوضيح أسباب عملية الاقتحام لمنزله واعتقاله بطريقة قالوا إنها "لا تصدر عن دولة نظام ومؤسسات".
واشتهر العراسي بانتقاداته اللاذعة لجوانب من الاختلالات في حكومة تصريف الأعمال، مستنداً في الكثير من منشوراته بمنصة فيسبوك، على وثائق رسمية يقوم بنشرها بين الآونة والأخرى، مقدماً في العديد منها، رؤى تتضمن حلولاً ومعالجات لما يُسمى "الوضع المزري" في بعض القطاعات الحكومية وأبرزها قطاع الزراعة.
وفي الأيام الأخيرة تبنى الناشط العراسي، مع ناشطين آخرين على منصات التواصل الاجتماعي، حملة ضد المبيدات الفتاكة، المهربة والممنوعة التي يتم إدخالها إلى اليمن، لتتحول إلى قضية رأي عام.
ونشر خالد العراسي وثائق عدة كشفت عن إدخال شحنات مبيدات سامة ومحظور تداولها، بينها مبيدات صهيونية، إلى أراضي الجمهورية اليمنية بكميات هائلة خلال السنوات الماضية، وتداول الناشطون ووسائل إعلام تلك الوثائق، مطالبين بإحالة جميع المتورطين في تلك الشحنات إلى القضاء بشكل عاجل، ومحاكمتهم علنياً.
وبينما كان الجميع يترقب إجراءات قانونية صارمة تجاه المتورطين بشحنات المبيدات السامة، وغيرها من القضايا التي تمس حياة الملايين من أبناء الشعب وتضر بتربته الزراعية وتستهدف أمنه الغذائي، فوجئوا بقوة أمنية تقتحم منزل الزميل العراسي وتعتقله، وتقتاده إلى جهة مجهولة.