علي الفضلي / لا ميديا -
حقق لاعب المنتخب الوطني للملاكمة عبدالرحمن مهيوب العليي ذهبية الجمهورية اليمنية لفئة الناشئين بعد أن تحدى نفسه وتغلب عليها وأثبت لمن حوله من المحبطين أن لا يأس مع الإصرار والثقة بالنفس.
وشارك العليي خارجياً مع المنتخب في البطولة الآسيوية بالأردن وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة بوزن 48 كجم، وصادفه النزال الأول مقابلة منافسه القوي سكاندر بطل آسيا، وانهزم منه وتحسر على حظه العاثر.
عاد لليمن وقلبه مكسور الخاطر بسبب الخسارة، وحصلت له عدة مضايقات من زملائه في المدرسة ومن الأهل ومن بعض المحبطين الذين لا يتمنون الخير والنجاح لأحد.
استجمع قواه العقلية وفكر ملياً، وقال: أنا عشقت اللعبة ولن تكسرني خسارة واحدة ولن يحبطني المتربصون ولن تؤثر بي كلماتهم المسمومة.
نهض البطل كالأسد وعاد لممارسة تمارينه اليومية بحب وشغف لتحقيق حلمه المرسوم في مخيلته، حتى شاهد في يوم من الأيام إعلانا لأكاديمية مايك تايسون في الرياض، فسجل عبر الإيميل وانتظر حتى تم قبوله.
باع لاعب المنتخب الوطني للملاكمة ذهب والدته من أجل السفر للرياض، فحالتهم المادية صعبة، ولكن العيشة في اليمن أصعب وقبر للمواهب.
اجتاز العليي جميع الاختبارات بعد مغادرته أرض الوطن صوب المملكة السعودية وقلبه مليء بالطموح، وتخطى الاختبارين البدني والمهاري أيضاً.
أشاد به المدرب البريطاني جو الذي حضر تلك البطولة المصغرة التي نجح فيها بطلنا اليمني الصغير، وأثنى على مستواه وأشار إلى المستقبل الذي ينتظر بطل يمني قادم بقوة في عالم الملاكمة.
أشاد المدرب البريطاني أيضاً بلاعب تايلاندي زميل عبدالرحمن، وكتب عبارة في الأستوري "تم اكتشاف جوهرتين"، وطلب البريطاني أخذ صورة مع الجوهرتين اليمنية والتايلاندية، وقال بصريح العبارة: "أنتم الأفضل بين الأفضل".
قبل ذلك كان عبدالرحمن العليي في سن الثالثة عشرة يلعب كرة القدم في الحارة، وبعدها مال للملاكمة من أجل الدفاع عن النفس، ولا يدري أن الأقدار ستوصله إلى هذه المرحلة كبطل يمني في فئته. شارك في بطولة آسيوية صاعداً طائرة ليست في الحسبان، ويعود من جديد لكي يسافر إلى السعودية ويقابل مدربين محترفين دوليين يشيدون به ويعجبون بمستواه ويتعرف على دول لم تكن أيضاً في الحسبان. هذه هي الأرزاق التي يخبئها الله للعبد، فلا يأس مع الله في هذه الحياة.