تقرير / لا ميديا -
يبدو أن قمة المناخ الأخيرة في ميونخ الألمانية، التي حرص العميل العليمي على حضورها باعتباره رجل مؤتمرات من الطراز الأول، قد أفقدته مناخه الصحي، فدخل على إثرها إلى المستشفى قبل أن يعود مهرولا إلى الرياض. مصادر مطلعة تحدثت عن تدهور حالته الصحية، مشيرة إلى أن ذلك دفع الرياض لتنصيب التكفيري المحرمي بديلا له في عدن، وهو ما لم يقبله رئيس انتقالي الإمارات معلنا مرحلة جديدة من التصعيد ضد العليمي، الذي حجزت له صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، قبل أيام، وعلى غير عادتها، ما يبدو أنه «بيان نعي» سردت فيه شيئا من سيرته تحت عنوان «رشاد العليمي.. رجل الظل ومهندس التوافقات اليمنية»، الأمر الذي قد يجعل من تدهور صحته أمرا مرجحا.

أكدت مصادر مطلعة في حكومة الفنادق أن سلطات ابن سلمان في الرياض أعطت توجيهات بتنصيب التكفيري أبو زرعة المحرمي، المعين نائبا في مجلس رئاسي الاحتلال، رئيسا للمجلس بديلا للمرتزق رشاد العليمي، الذي يواجه وضعا صحيا وصفته بالحرج.
وقالت المصادر إن أبو زرعة المحرمي، الذي يشغل نائبا لرئيس انتقالي الإمارات، بدأ إدارة مهام العليمي في عدن بتوجيهات من الاحتلال السعودي، رغم وجود المرتزق عيدروس الزبيدي في المدينة بعد عودته إليها قبل أيام، مشيرة إلى أن المحرمي التقى أمس الأول وزير الدفاع في حكومة الفنادق بخصوص الترتيبات الجارية لدمج فصائل «الانتقالي» في وزارة دفاع الارتزاق.
وأفادت بأن تحركات المحرمي خـــــلال اليوميـــــن الأخيرين في عدن جاءت عقب ساعات على لقاء جمعه بقائد قوات الاحتلال السعودي، حسين الحربي، في المدينة المحتلة، وهو اللقاء الذي أعلن مكتب المحرمي أنه «كرس لمناقشة دعم التحالف المستمر  للفصائل العسكرية ومختلف القطاعات»، وأكد فيه الحربي دعم بلاده لما وصفها بـ»الشرعية اليمنية ممثلة بالرئاسي».
وأشارت المصادر إلى أن تحركات المحرمي هذه أغاظت المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس انتقالي الإمارات، واعتبرها تهديدا واضحا ومساسا بوجوده ووجود فصائله، لاسيما وأن اللقاءات السعودية مع المحرمي تزامنت مع تصاعد وتيرة الاحتقان بين تياري الضالع ويافع في مجلس الزبيدي، وكان آخر تجلياتها سقوط نحو 10 من عناصر ما تسمى «العمالقة» التي يقودها المحرمي وآخرين مما تسمى «قوات الطوارئ» التي يقودها المرتزق شلال شائع، الذراع العسكري للزبيدي، بكمين مسلح في عدن.
كما أن تمكين الاحتلال السعودي للمحرمي بعقد لقاءات معه من هذا النوع لأول مرة منذ تشكيل رئاسي العليمي، يأتي في وقت كشف فيه مكتب الأخير عن خروجه من المستشفى بعد نحو أسبوعين من دخوله في ألمانيا إثر تدهور حالته الصحية.
وتشير التحركات الجديدة إلى مساعي الاحتلال السعودي لتفجير الوضع في عدن وحسم المعركة لصالح المحرمي، وهو قيادي تكفيري قريب منها، وهو ما جعل الزبيدي يعلن أمس الأول خلال اجتماع طارئ مع قيادات مجلسه في عدن «دخول مرحلة جديدة».
الزبيدي أكد في اجتماعه أن «الانتقالي دخل مرحلة جديدة من العمل السياسي والتنظيمي في تشكيل بناء الدولة الفيدرالية المستقلة»، وهو إعلان أراد من خلاله إيصال رسالة للرياض والعليمي بحسب مراقبين.
لكن العليمي، ومن خلال إعلان مدير مكتبه تدهور حالته الصحية، يبدو أنه لن يسمع رسالة الزبيدي، حيث اختفى خلال الأسابيع الماضية عقب مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن الدولي بألمانيا منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ودخوله المستشفى بعدها، ثم عاد للإقامة في عاصمته الفندقية الرياض، وهو ما يعني أحد أمرين: إما أن خلافا كبيرا مع «نائبه» الزبيدي منعه من العودة إلى عدن كعادته مع كل سفرية له في الخارج، وإما أن حالته الصحية تتدهور إلى الأسوأ، وهو ما يمكن تلمسه من المقال الذي أبرزته صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، الذي راحت تسرد فيه جانبا من حياته وسيرته، مختتمة بالقول: «وكان العليمي أصيب في حادث انفجار مسجد النهدين بدار الرئاسة أثناء صلاة الجمعة... في 3 حزيران/ يونيو 2011 ونقل على إثرها للعلاج في السعودية».