ويبكي ديهل ـ الموقع: العالم الفتي (jungewelt)
الترجمة عن الألمانية: نشوان دماج / لا ميديا -
يعودون إلى غيهم مجددا: مرة أخرى ينخرط الاتحاد الأوروبي خلف الولايات المتحدة في «مغامرة» عسكرية. من الواضح تماما أنه لم يتعلم شيئا من عامين من الحرب الأوكرانية، التي يمكن أن يكون لها عواقب غير متوقعة على أوروبا بأسرها، وصولا إلى تصعيد واسع النطاق.
وفي حين أصبح الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة طرفاً محارباً في أوكرانيا «في سبيل الديمقراطية والحرية» من خلال تزويد الأسلحة إلى جانب تدريب الجنود -بما في ذلك الفاشيين من فوج «آزوف»- فإن الأمر ينطبق تماما الآن على ما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية ووزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فون دير لاين: سيتم الدفاع عن الاقتصاد الألماني في البحر الأحمر، مع أن أنصار الله لا يستهدفون «حرية الملاحة» في حد ذاتها، حيث هدفهم المعلن هو السفن التي لها علاقة بـ»إسرائيل»، وبما أن الولايات المتحدة وبريطانيا هاجمتا اليمن، فإن ذلك يعني أيضا استهداف سفنهما الحربية والتجارية. غير أنه عندما تنادي واشنطن، فعلى الأوروبي أن يقف ملبياً.
لن تتوقف عمليات أنصار الله طالما استمرت حرب غزة واستمر الحصار المفروض على القطاع. ومن المؤكد أنه ليس لبضع سفن حربية ألمانية وبلجيكية وإيطالية وفرنسية أن تغير شيئا.
فمنذ أن شن الأمريكيون والبريطانيون عدوانهم على اليمن، لم يحدث سوى أن ظهر الحكام الفعليون لشمال اليمن أكثر تصميماً وحسماً. وقد يجدون أنفسهم في النهاية يخوضون حربا مباشرة مع «القوى الإمبريالية» التي لولا دعمها لكان قد تحتم على تحالف الحرب الذي تقوده السعودية أن يوقف عدوانه على اليمن بعد وقت قصير من شنه في مارس 2015.
إنهم يطالبون جيرانهم العرب بممر بري حتى يتمكنوا من التدخل بشكل مباشر في حرب غزة.
لكن الأمر الذي يؤلم واشنطن بشكل خاص ويمسها في الصميم فعلا هو: أن أنصار الله أظهروا للعالم أجمع أن الولايات المتحدة ومعها «مكانة الغرب» بأسرها، فقدت قدرتها على السيطرة على الطرق البحرية العالمية بشكل لا رجعة فيه.
وبالتالي ها هو الاتحاد الأوروبي يريد الآن التصدي لهذا الأمر بمهمة عسكرية «دفاعية بحتة». من جانب واشنطن ولندن -على الأقل رسمياً- فإن أي قصف لمواقع أنصار الله ينبغي ألا يلحق أضراراً جانبية بالمدنيين. لكن ماذا لو قام «الحوثيون» باستهداف السفن الحربية المجهزة بصواريخ مضادة للطائرات، والتي جاءت لإبطال «تضامنهم مع الشعب الفلسطيني» وقاموا بـ«عسكرة البحر الأحمر»؟
تحدث المفتش البحري الألماني يان كريستيان كاك، في الأسبوع الماضي، عن أخطر مهمة منذ عقود كثيرة. إنك إن نظرت إلى قرار مجلس الاتحاد الأوروبي ونص تفويض الحكومة الألمانية، فستعرف ما الذي كان يعنيه الرجل، وهو أنه: مع خليج عمان والخليج العربي ومضيق هرمز، فإن منطقة العمليات تمتد إلى ما هو أبعد من منطقة هجمات أنصار الله، وستمتد إلى منطقة النفوذ المباشر لإيران.