25 سفينة استهدفتها البحرية اليمنية منذ احتجاز «جالكسي ليدر»

تقرير - عادل بشر / لا ميديا
أثبتت القوات المسلحة اليمنية تفوقها على آلة الحرب الأمريكية البريطانية المتطورة، من خلال نجاحها في تنفيذ عمليات عسكرية ضد سفينتين لهاتين الدولتين المعاديتين في البحر الأحمر، وإصابتها بدقة، ضمن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية للشهر الخامس توالياً، وأيضاً ضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وفيما لم تستفق بعد البحرية الأمريكية من صدمة استهداف القوات اليمنية للمدمرة “يو إس إس غريفلي” بصواريخ بحرية مناسبة في 31 كانون الثاني/ يناير المنصرم، التي أصابتها بدقة، مازالت وسائل الإعلام الغربية تثير هذا الأمر، محذرة من قدرة القوات الأمريكية الدفاعية على التعامل مع الهجمات الصاروخية اليمنية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا سفينتين أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر.
وأوضح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز أن القوات البحرية اليمنية، نفذت عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر استهدفتا سفينة (Star nasia ستار ناسيا) الأمريكية وسفينة (Morning Tide مورنينغ تايد) البريطانية، بصواريخ بحرية مناسبة، مؤكداً أن “الإصابات كانت دقيقة ومباشرة”.
وأشار العميد سريع إلى أن العمليتين تأتيان “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا”،  مشدداً في ذات الوقت، على أن “القوات المسلحة اليمنية ستقوم بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المعادية الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وذلك ضمن حق الرد المشروع على العدوان ودفاعاً عن اليمن العزيز وشعبه المجاهد”.
كما أكد العميد سريع على أن “القوات المسلحة اليمنية مستمرة في عملياتها العسكرية في البحرين الأحمر والعربي ضد الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى رفع الحصار وإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة”.
مصادر عسكرية أفادت أن البوارج الأمريكية المرافقة للسفينتين فشلت في التصدي للصواريخ اليمنية التي نجحت في بلوغ هدفها وحققت إصابات مباشرة في السفينتين، موضحة أن هذه العملية تمت وقت كانت الطائرات الأمريكية والبريطانية تجوب الأجواء اليمنية وتشن غاراتها على محافظة صعدة، بالتزامن مع تحليق متواصل للطائرات التجسسية الأمريكية ذات تقنية الرصد العالية بحثاً عن منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيرة اليمنية، لاستهدافها بصواريخ المقاتلات الحربية أو صواريخ البارجات والغواصات.
كما تأتي هذه العملية رغم القصف المستمر على الحديدة وعدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية.

26 سفينة
ومنذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، حتى أمس الثلاثاء 6 شباط/ فبراير الجاري، استهدفت القوات المسلحة اليمنية 26 سفينة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، بينها 10 سفن أمريكية منها بارجات حربية، و3 سفن “إسرائيلية”، و3 بريطانية، و10 سفن كانت متجهة إلى موانئ الاحتلال، إضافة إلى تغيير عدة سفن مسارها، استجابة لتحذيرات ونداءات البحرية اليمنية، التي تؤكد مراراً سلامة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، لجميع السفن عدا الصهيونية أو تلك المتجهة إلى الموانئ المحتلة في فلسطين، ومؤخراً تم إضافة السفن الأمريكية والبريطانية جراء العدوان على اليمن.

غارات جوية
وشن الطيران الأمريكي البريطاني، أمس، ثلاث غارات استهدفت مناطق شرقي مدينة صعدة، ويومي الاثنين والأحد الماضيين، كثفت المقاتلات الأمريكية والبريطانية من القصف الجوي منفذة نحو 68 غارة استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات “الحديدة، حجة، صعدة، صنعاء، البيضاء، وتعز”، وزعمت “واشنطن” و”لندن” نجاح ذلك القصف في إضعاف القدرات العسكرية لمن وصفتهم بـ”الحوثيين”.

اشتباك بالسكاكين
بالمقابل كشفت وسائل إعلام غربية عن مخاوف من قدرة القوات الأمريكية الدفاعية على التعامل مع الهجمات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية.
صحيفة “ذا إنترسبت” الأمريكية، وصفت، في تقرير لها أمس الأول، الاشتباك الذي حدث مع المدمرة “يو إس إس غريفلي” بأنه كمن “يشتبك بالسكاكين”، في إشارة منها إلى ما أعلنه مسؤولون في “البنتاغون” بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير المنصرم، حول استهداف القوات المسلحة اليمنية للمدمرة “غريفلي” في البحر الأحمر، حيث زعموا أن الصواريخ اليمنية وصلت إلى مسافة ميل واحد من المدمرة الأمر الذي اضطر الأخيرة إلى استخدام ما يُسمى “خط الدفاع الأخير” لصد الصواريخ المهاجمة، فيما كان بيان القوات المسلحة اليمنية أكد أن الصواريخ أصابت المدمرة بدقة ومباشرة.
وقالت الصحيفة: “إذا حدث اعتراض الصواريخ المعادية من مسافة قريبة جداً من المدمرة، في الواقع، فإن شظايا الصاروخ يمكن أن تتناثر على البارجة”، مضيفة: “يظل تسلسل الأحداث على متن Gravely لغزًا، وقد لا نعرف أبدًا ما حدث بالضبط، لأن قادة البحرية سيحجبون التفاصيل”.
ووصفت الصحيفة من سمتهم “الحوثيين” بأنهم “خصم بارز لديه قدرة على تهديد البحرية الأمريكية المهيمنة”، مشيرة إلى أن القوات اليمنية تستهدف السفن الحربية الأمريكية بأسلحة رخيصة الثمن، مقارنة مع التكلفة الباهظة للصواريخ الأمريكية التي تتصدى للمُسيرات والصواريخ اليمنية.
وقالت: “البحرية الأميركية تنفق الصواريخ النادرة بمعدل أسرع من ميزانيات الدفاع التي تمول نسخاً جديدة، وأسرع من أن يتمكن صانعو الأسلحة من تجميع البدائل”، مضيفة أن “العمليات ضد الحوثيين، تستنزف مخزونًا من الأسلحة التي قد تكون هناك حاجة إليها في مسارح أكثر أهمية مثل غرب المحيط الهادئ، حيث يعتبر البنتاغون جمهورية الصين الشعبية هي التحدي الأكبر، أو حول المحيط المائي لأوروبا، حيث تشكل روسيا تحدياً أقل حجماً ولكنه لايزال مثيراً للقلق”.
وفي سياق ذي صلة، ذكر موقع “ذا وار زون” الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، أن هناك مخاوف تسببت بها الهجمات اليمنية على القوات الأمريكية في البحر الأحمر.
واستذكر الموقع عملية إسقاط بطارية “باتريوت” سعودية واحدة لستة صواريخ باليستية أطلقها الجيش اليمني، في غضون أقل من 50 ثانية خلال حادث وقع في عام 2019.
وبحسب الموقع، فإن هذه العملية سلطت الضوء مرة أخرى على المخاوف بشأن عدم كفاية قوة باتريوت الحالية للجيش الأميركي وقدرته على الدفاع الجوي والصاروخي الأرضي، كما أنها تتحدث عن التحديات الخطيرة التي يواجهها المدافعون بالفعل بشكل عام في البر والبحر، عند الرد على الهجمات الصاروخية كبيرة الحجم، وهو ما أثبت مؤخرًا من خلال هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن في البحر الأحمر وما حوله.
وأوضح الموقع أن التكلفة الحالية لصاروخ واحد من طراز PAC-3 MSE، وهو أكثر الصواريخ الاعتراضية تقدمًا لنظام باتريوت حاليًا، تبلغ ما يقرب من 5.3 مليون دولار، وفقًا لوثائق ميزانية الجيش الأمريكي، لافتاً إلى أن عمليات “الحوثيين” المضادة للسفن سلطت الضوء على التهديد الحقيقي الذي تشكله الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، كما قام “الحوثيون” أيضًا بشن هجمات جماعية بهذه الصواريخ مع صواريخ كروز والطائرات المسيرة، مما يسلط الضوء على التعقيدات التي ستواجهها القوات الأمريكية بشكل متزايد مع مرور الوقت.