تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
تواصل القوات المسلحة اليمنية إرباك بعض أقوى الجيوش في العالم، بعملياتها المستمرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ضد السفن الصهيونية وتلك المتجهة الى موانئ الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، ومؤخراً السفن الأمريكية والبريطانية بعد تورط واشنطن ولندن في العدوان على اليمن نتيجة لموقفه المساند للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والغربية الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية للشهر الخامس توالياً.
اشتداد وتيرة المواجهات، وخصوصاً خلال الأيام الأخيرة، بين القوات البحرية اليمنية والقوات الأمريكية في البحر الأحمر، وتكثيف التحالف الأمريكي البريطاني غاراته الجوية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، انعكس على تناولات وسائل الإعلام الغربية التي أكدت في مجملها أن الضربات الأمريكية البريطانية مهما تصاعدت، فإنها  لن تنجح في إضعاف القدرات العسكرية لمن وصفتهم بـ"الحوثيين في اليمن" ولن تثنيهم عن الاستمرار في عملياتهم العسكرية في البحر حتى يتحقق شرطهم لإيقافها وهو "وقف العدوان على غزة وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون من غذاء ودواء وغيرها".
في هذا الصدد قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها، أمس، إن "الحوثيين لا يخشون الضربات الجوية المتكررة التي تقودها الولايات المتحدة على قواعدهم الصاروخية، وقد تعهدوا بالانتقام من الأصول الأمريكية والبريطانية".. مضيفاً: "لمدة سبع سنوات، نجا الحوثيون من حملة جوية ضخمة وغير مثمرة للتحالف بقيادة السعودية للإطاحة بهم".
وأشار التقرير إلى أن القوات المسلحة اليمنية استخدمت منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وصاعداً، ترسانتها الكبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف السفن التي تمر بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، والتي لها علاقة بـ"إسرائيل" وتعهدوا بمواصلة هجماتهم حتى تنهي "إسرائيل" هجومها على غزة.
ولفت التقرير إلى أن "الحوثيين لديهم إمدادات لا تنضب من الطائرات بدون طيار والذخائر الأخرى التي يمكن إطلاقها على السفن" زاعماً أن إيران تزودهم بمعظم الذخائر.
وأكد بالقول: "لا نظن أن الحوثيين سيستسلمون"، موضحاً أن إيقاف العمليات اليمنية في البحر مرتبط بوقف "إطلاق النار في غزة".
وشدد تقرير "بي بي سي" على أن اليمنيين "لا يتراجعون تحت الضغط العسكري" مضيفاً: "ومن الواضح أن لديهم الكثير في ترسانتهم، وتوضح المؤشرات أنهم يتطلعون إلى زيادة المخاطر من خلال إعداد مواقع صواريخ أرض جو بهدف إسقاط طائرة حربية غربية".
وفي وقت سابق أكد تقرير حديث أصدره مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط، أن الضربات الأمريكية -البريطانية في اليمن لن تنجح في تحقيق أهدافها المُعلنة.
وقال التقرير: "أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق عملية "حارس الازدهار" في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لكنها واجهت صعوبة في تشكيل تحالف. وفي مؤشّر مبكر على التشنّجات القائمة، انضمّت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى التحالف لكن سرعان ما انسحبت منه، لأسباب أُفيد بأنها متعلقة بالقيادة والسيطرة، إضافةً إلى إمكانية وقوع خلاف حول نطاق المهمة وأهدافها".
وأشار إلى أن هذا التحالف أطلق عملية عسكرية "بهدف توفير الحماية الدفاعية لحركة الشحن في البحر الأحمر"، حد زعم الولايات المتحدة، رغم تأكيد صنعاء مراراً أن عملياتها لا تستهدف سوى السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال.
وحين رأت واشنطن أن المناورات الدفاعية عن السفن الصهيونية غير كافية، شكّلت تحالفًا أصغر يتألّف من ست دول، من ضمنها المملكة المتحدة، لتنفيذ عمليات هجومية استهدفت بعشرات الغارات مواقع عدة في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، ومع ذلك، يواصل اليمنيون هجماتهم ووسعوا من نطاق العمليات العسكرية وزادت أهدافهم بإعلانهم دخول السفن الأمريكية والبريطانية ضمن بنك الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية.
وأضاف تقرير مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط أن "الحوثيين يتمتّعون بخبرة عقدَين من الزمن من الانخراط في حرب العصابات، ويديرون معسكرات وقواعد لامركزية؛ وهم تكبّدوا خسائر محدودة، وقد يتكبّدون المزيد، لكن الثمن في نظرهم يستحق العناء".

خطأ كبير
صحيفة "ذا إنترسبت" الأميركية، من جهتها حذرت من إرسال حاملة طائرات تابعة للبحرية البريطانية، لمواجهة اليمنيين، مؤكدة أن ذلك سيكون "خطأ كبيرا".
وذكرت الصحيفة أن البحرية البريطانية قد تنشر إحدى حاملتي الطائرات ذات الطاقة التقليدية في البحر الأحمر أو خليج عدن لتحل محل حاملة الطائرات نيميتز التابعة للبحرية الأمريكية. حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69) التي تعمل بالطاقة النووية.. مشيرة إلى أن حاملة الطائرات البريطانية HMS Queen Elizabeth تعاني من خلل فني، لذلك قد يتم إرسال شقيقتها  HMS Prince of Wales، التي أوضح التقرير أنها لا تستطيع مواجهة القوة النارية لليمنيين منفردة، ويتطلب الأمر أن تكون إحدى البوارج الأمريكية إلى جوارها لتخفيف العبء عليها، أو أنه يتوجب على البحرية البريطانية إرسال مجموعة حاملة طائرات يمكنها ضمان حماية قاعدتها الجوية العائمة، وإلا فإنها ستوفر لمن وصفتهم بـ"المتمردين الحوثيين" هدفاً كبيراً لإغراقه.