حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
من أشهر وأفضل الحراس الذين أنجبتهم الملاعب اليمنية.. عرف بشجاعته ومهارته المذهلة بين الخشبات الثلاث، الفارس الطائر وملك الشباك والحارس الأنيق الذي عشقته جماهير الأندية التي حمل ألوانها فصار محبوبها الأول لما يتمتع به من أخلاق عالية ونجومية مطلقة.
لا يعرف المراوغة.. فقط الوقوف ثابتا كجندي صارم، فهو يحب العمل وفق الجدية والالتزام والوفاء بالعقود.
تألق لاعبا واليوم مدربا مواصلا مشواره في الملعب الرياضي من بوابتي الاجتهاد والطموح.
حاليا وخلال تواجد الكابتن فارس عثمان في العاصمة صنعاء للمشاركة في دورة إعداد مدربي كرة القدم -الرخصة الآسيوية "C"، التقته صحيفة "لا" وخاضت معه حوارا شيقا مليئا بالذكريات والأحلام ورسائل الحب والاحترام، وإليكم تفاصيله.
 كلمة البداية ماذا تحب أن تقول فيها؟
- أبارك لمنتخبنا الوطني للناشئين بتحقيق بطولة غرب آسيا، وهذا الإنجاز كان فرحة لكل يمني، نحن نريد أي شيء يسعدنا بسبب الوضع الذي نحن فيه واستطاع منتخب السعادة أن يرسم في وجوهنا وقلوبنا هذه الفرحة، ألف ألف مبروك للاعبين وللجهاز الفني وللاتحاد ولكل يمني هذا الإنجاز وإن شاء الله من بطولة إلى بطولة ومن إنجاز إلى إنجاز لجميع منتخباتنا الوطنية.
 ماذا عن قصة بدايتك مع أهلي تعز؟
- البداية لعبت مع نادي الزبيري في الحارة، ثم طلبوني للعب مع الأهلي وذهبت مع زملائي نبيل حمود وجمال محمد علي، وفي اليوم الثاني لعبنا مع فريق سن 12 للأهلي أمام الطليعة وأحرزنا الكأس لهذه الفئة العمرية، ومنها انضممنا مع الأهلي وهذا كان في العام 1982.
 وكيف جاء ضمك للفريق الأول واختيارك للمشاركة مع الأهلي في البطولة العربية لأبطال الدوري عام 1986؟
- كنت في ذلك الوقت مع فريق الشباب بالنادي، وقبل أن يسافر الأهلي للإمارات والسعودية كان الحارس الأساسي الكابتن محمد ناجي في السعودية للعلاج من الإصابة، وفقط محمد نجاد هو الموجود مع الأهلي، وكانوا قد اقترحوا أن يتم الاستعانة بحارس آخر إلى جوار محمد نجاد فقال المدرب الكابتن عبدالله عتيق رحمة الله عليه نصعد فارس للفريق الأول ونأخذه معنا.
  وبالنسبة لمشاركاتك مع المنتخبات الوطنية؟
- تم ضمي أولا مع منتخب الناشئين تحت قيادة المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو، وشاركنا في تصفيات آسيا وكانت مجموعتنا تضم الكويت المستضيف والسعودية والعراق وعمان، ولعبت التصفيات أساسيا وفي مباراة عمان كنت كابتن المنتخب، وأيضا لعبت مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، وفي إحدى المرات نزل مدرب المنتخب الوطني الأول محمود أبو رجيلة ومساعده عادل المأمور إلى تعز، واختاراني للمنتخب الأول وطلعت لمعسكر المنتخب في صنعاء، لكني عدت إلى تعز ولم أذهب للمشاركة مع المنتخب.. كما أني لعبت مع منتخب المحافظة ومع المنتخبات المدرسية.
 من المعروف أنك مثلت ولعبت مع عدة أندية في الوطن.. حبذا لو تعرج بنا على هذا المشوار؟
- عندما كنت في أشبال الأهلي، طلبني مدرب الصحة الكابتن عبدالعزيز مجدور للعب معهم بنظام الإعارة لمدة موسم، والصحة وقتها كان يخوض منافسة للصعود للدرجة الأولى لكننا خسرنا بهدف وحيد في مباراة فاصلة لمن يصعد أمام نادي الفتوة، بعدها عدت للأهلي.
وعندما حصلت على استغناء من أهلي تعز، ذهبت للطليعة بعقد وراتب، كما تعاقدت مع شعب إب ومكثت هناك شهرا ولم أشعر براحة نفسية فاعتذرت منهم وأعدت لهم قيمة العقد وعدت إلى تعز ووقعت للطليعة، ونفس الأمر واجهته في عدن، فقد ذهبت للعب مع التلال عن طريق الكابتن سامي نعاش رحمه الله ووقعت عقدا معهم وجلست في عدن لمدة أسبوعين وكنت أتدرب معهم، لكن لم أرتح نفسيا بسبب الجو، بعدها اتصل بي المصري مصطفى حسن مدرب الصقر وقال نحن نريدك معنا والذي دفعوه لك التلال سنعوضه ونزيد راتبك، فأخبرته أني لا أفكر بالمال فقط أريد وظيفة رسمية ويكون الوعد من الأستاذ شوقي أحمد هائل، فقال لي خلاص ارجع إلى تعز ونحن سنتواصل مع شوقي في هذا الأمر، طبعا كان الوسطاء الكابتن مصطفى والكابتن عبدالعظيم القدسي، فأرجعت الفلوس للتلال وأخذت استغناء وعدت الى تعز، ووعدوني بوظيفة في الهيئة العامة للطيران وتحديدا في مطار تعز فوقعت عقدا بدون أن آخذ قيمته على أساس أنهم سيوظفونني واكتفيت بالراتب ولعبت الدور الأول وبداية من الدور الثاني لكن للأسف لم يتم توظيفي فذهبت بعد ذلك للعب مع وحدة صنعاء وشاركت معهم خارجيا أمام حطين من اللاذقية السورية وكانت أول مباراة لي مع الوحدة أمام الشرطة العراقي في مباراة الإياب وتعادلنا (0/0) في صنعاء والتي تولى تدريب الزعيم فيها الكابتن عبدالوهاب الحواني بعد استقالة الكابتن أمين السنيني، كما لعبت مع أهلي الحديدة وكان آخر موسم لي في 2005 مع أهلي تعز.
 كم استمررت مع وحدة صنعاء؟
- لمدة موسم واحد، كانوا يريدون تجديد عقدي لكني فضلت العودة إلى تعز وتعاقدت مع الطليعة، وأنا أعتبر الموسم الذي أمضيته مع الوحدة هو أفضل موسم لي، كنت معهم مرتاحا نفسيا وقدمت مستوى قويا ونلت لقب أفضل حارس مرمى في دوري الموسم 2000/2001، كما تم تكريمي من قبل الشيخ المطري الله يرحمه.
 خضت مشوارا في مجال التدريب، من أين كانت البداية؟
- تواصل معي الإخوة في نادي الرشيد للعمل مع المدرب المصري سامح ومساعده الكابتن عبدالله الكاتب، وهذه كانت أولى خطواتي وأفضلها في مجال تدريب حراس المرمى، بعد ذلك ذهبت لأهلي تعز وفزت في الانتخابات وتم اختياري للعمل كمشرف رياضي، عملت معهم لفترة قصيرة ما بين شهرين إلى ثلاثة ولم أر أي جدية في التعامل الذي يساعد على تقدم الفريق فقدمت استقالتي واعتذرت لهم عن عدم مواصلة هذه المهمة، وذهبت للرشيد وعملت مساعدا للكابتن عبدالله الكاتب، بدأنا في هذه المهمة وأوقفتنا عن تكملتها الحرب، أيضا عملت مساعدا للمدرب عبدالعزيز مجدور في نادي سهام الكريمي بدوري الدرجة الثالثة، ثم مساعدا للمدرب محمد نجاد في أهلي تعز ولفترة قصيرة عندما هبطوا للثانية وحينها كان الكابتن عصام إبراهيم مشرفا رياضيا في النادي.
 حاليا تشارك في دورة (c) لإعداد مدربي كرة القدم، هنا في صنعاء، هل هي عودة جديدة لك للعمل في المجال التدريبي؟
- هذه أول دورة لي، إن شاء الله تكون هي فاتحة للمواصلة، النية موجودة وحماسي كبير لمجال التدريب والتعرف عليه أكثر.
 كيف هي الأجواء معكم في الدورة؟
- بصراحة رائعة، أنا وزملائي المشاركون في الدورة نشعر بفارق كبير، تفهم أشياء كثيرة في علم التدريب وتستفيد منها كمدرب، الكابتن محمود عبيد ما شاء الله عليه، يوصل المعلومة بطريقة سلسة في العملي والنظري ومتعاون مع الجميع بشكل رائع وجميل، أحب أن أوجه للكابتن محمود عبيد التحية والامتنان على مجهوده وأيضا اتحاد الكرة في الأمانة بقيامه لهذه الدورة.
 لماذا مدربو تعز محرومون من هذه الدورات؟
- هناك كثير من مدربي تعز يستحقون هذه الدورات، الغريب أن تعز لم تقم فيها أي دورة، كان المفروض أن تقام دورة في تعز وقدمنا أوراقنا منذ 8 أشهر لكن حتى اليوم لا يوجد خبر عنها.. بعض المدربين في تعز غير قادرين أن يخرجوا لمحافظات أخرى بسبب ظروفهم ولا بد أن يكون هناك تعاون معهم فتعز يجب أن يكون لها دورات تدريبية مثلها مثل بقية المحافظات حتى تعم الاستفادة والأحقية والعدل للجميع، وإن شاء الله تقام دورة في تعز بأقرب فرصة.
 أكثر شخصيات رياضية مرت على مشوارك في الملاعب؟
- كل من تعاملت معهم من رؤساء الأندية أو المدربين أو اللاعبين الذين زاملتهم، أكن لهم التقدير والاحترام، الأستاذ محمد علي شكري مثلا كان من رؤساء الأندية المميزين فقد كان يتعامل مع اللاعبين كأب ويحب الرياضة والطليعة بشكل مبهر، والأستاذ علي الأشول رحمة الله عليه هو من جابنا إلى وحدة صنعاء، أكن الاحترام الكبير له، وأيضا الشيخ المطري رحمه الله كان من أكبر المشجعين والداعمين لي في نادي الوحدة، وكذلك رابطة نادي الوحدة الذين كانوا يقفون معي ويشجعونني، ولن أنسى أفضال هؤلاء الرجال علي في مشواري كلاعب، ومن اللاعبين كان الكابتن عبدالملك ثابت ربنا يرحمه، الأقرب لي.
 رأينا شقيقيك مارس وفرسان وخالك سمير يلعبون كحراس مرمى.. ماذا عن أبنائك؟
- مارس وفرسان وخالي سمير لعبوا في الحواري ولم يواصلوا، أبني أويس يلعب مهاجما لكنه حاليا توقف عن اللعب حتى يتفرغ للدراسة والحصول على مجموع كبير في ثالث ثانوي، وأوس يلعب حارس مرمى وهو مواصل في التدريب مع أشبال نادي الطليعة.
 كيف هي معهم الملاعب في تعز (الحوبان)؟ وكيف تتعامل أنت مع أويس وأوس؟
- ملاعب ترابية ولا يوجد أكاديميات، بمعنى أنها تذكرك برياضة زمان، بالنسبة لتعاملي مع أويس وأوس، أنا تارك لهما حرية الاختيار في هوايتهما ومنها الرياضة، الأهم لي هو دراستهما ومستقبلهما وهما أيضا ما شاء الله عليهما مبرمجان نفسيهما بين الدراسة والرياضة، كنت أذهب مع أوس في دوري المصانع، في المصانع لديهم ملاعب مزروعة، وإن شاء الله في الفترة القادمة سأبدأ الاهتمام بتدريب أوس بشكل أكثر.
 أنت أكثر جدية في تعاملاتك الرياضية.. هل سبب لك هذا الأمر مشاكل مع الأندية؟
- نعم وتسبب بخلافات لي مع البعض في الأندية، أنا ألتزم بتعاقدي مع الأندية، أحضر أولا للتدريب وأجتهد في أداء مهمتي في الملعب حتى إني كنت أحيانا ألعب وأنا مصاب، ومن لا يلتزم معي بالمقابل ببنود العقد أتركه.
 لعــبت فــي دوري الشركـــات بالإمارات.. لو تحدثنا عن مشوارك هناك؟
- كان الإماراتيون في تلك الفترة يقولون إنهم سيفتحون الاحتراف بدوريهم، فعرض علي أحد الزملاء أن ألعب مع نادي الحمرية في الدرجة الثانية هناك، ذهبت وتدربت معهم لمدة شهر لكن صدر قرار باحتراف 3 لاعبين أجانب على ألا يكون بينهم حراس مرمى، وهذا القرار مازال ساريا حتى اليوم، زعلت في نفسي ولكن لم أيأس فتواصلت مع الكابتن عارف راوح فاستدعاني الى أبوظبي ولعبت أولا مع فريق البلدية وبعدها مع شركة نفطية في دوري للشركات والمؤسسات وهو دوري يقام خلال شهر رمضان ويشارك فيه لاعبون محترفون من إفريقيا.. كانت تجربة جيدة لكنها لم تكن ما أطمح إليه للعب في ناد.
 تألق الحارس هل يلعب دورا في تحبيب اللاعبين الناشئين لهذا المركز؟
- بالتأكيد له دور، فالحارس أو اللاعب الممتاز يكون قدوة للصغار، مثلا عندما كنت أمر في الحارة يراني الأطفال ويقوم أحدهم بتقليدي بالقفز ويسمي نفسه فارس.. حراسة المرمى من المراكز الصعبة والحساسة ويحتاج اللاعب في هذا المركز لمدرب خاص بالحراس لصقل الموهبة والمهارة.
 كثيرا ما يطلق على الحراس ألقــاب كــــ"العنكبــوت" و"الأخطبوط".. ماذا أطلقت عليك الجماهير؟
- عدة ألقاب لكن أهمها الفارس الطائر.
 اختيارك للعب بين الخشبات الثلاث هل كان لتأثرك بأحد الحراس؟
- خالي عبدالكريم البدوي كان حارسا لمرمى أهلي تعز. لم أحب حراسة المرمى، بل عشقتها بجنون منذ الطفولة، من اللازم أن يكون للواحد هدف وطموح سواء كان حارسا أو لاعبا، يترجم بالعشق للعبة والمجهود.
 وبمن أعجبت من الحراس؟
- أعجبت بحارسي الصقر عبدالرحمن عبدالجليل ومحمد درهم، وعربيا المغربي بادو الزاكي، وعالميا الألماني هارلد شوماخر والإيطالي بوفون.
 هل استفدت من الرياضة.. أم تشعر بالندم؟
- بالعكس أنا راضي كل الرضا عن دخولي ومشواري مع الرياضة، لعبت لمدة 25 سنة ولم أترك اللعب إلا بالوصول لسن يقول لك خلاص، تعلمت ونلت دبلوم أعمال وتوظفت وكنت ألعب بعقود ورواتب والأهم أني استفدت من الرياضة فقد عرفتني بالناس وقيمة احترامي المتبادل معهم.
  كلمة أخيرة كابتن فارس؟
- أولا أوجه رسالة شكر ومحبة واحترام لكل الأندية التي لعبت لها، إدارات ومدربين ولاعبين وجماهير، ولكل إنسان وقف معي وساندني وشجعني، وأتمنى أن تتطور الرياضة ببلادنا وأن يكون لكل ناد مقر وملعب ودخل يعتمد عليه.
وأشكرك أخي طلال وأشكر صحيفة "لا" على هذا الحوار، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.