عادل عبده بشر / لا ميديا -
ببزتهِ العسكرية وصوته الجهوري، اعتلى مُتحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، منصة الاحتفالات في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، مُلقياً أمام حشود شعبية مليونية بياناً للقوات المسلحة عن عمليات جديدة في البحر الأحمر، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
مشهد نادر حدوثه في ديمقراطيات العالم، جسّدته العاصمة صنعاء بإعلان بيان حرب وسط سيل هادر من اليمنيين تجمعوا في ميدان السبعين، وسط المدينة، تزامناً مع حشود مماثلة في 13 محافظة على امتداد خارطة السيادة اليمنية، أعلنت بصوت واحد تأييدها للقوات المسلحة في كل الخيارات التي تتخذها ضد الكيان الصهيوني، حتى تحقيق النصر لغزة.
وفيما أكملت «إسرائيل» اليوم يومها الـ70 من الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، دون تحقيق أي مكاسب عدا قتل الأبرياء وتدمير منازلهم، فقد حفلت الـ48 ساعة الماضية بأحداث مُثيرة، كانت القوات اليمنية ومحور عملياتها في البحر الأحمر العنوان الأبرز، بعد استهدافها ثلاث سفن كانت متجهة إلى موانئ الاحتلال، وإجبار عدة سفن على تحويل مسارها.
هذا التصاعد للعمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية دفع ما يُسمى «مجلس الأمن القومي الإسرائيلي» إلى التعميم بعدم نشر أي تفاصيل عن بيانات السفن القادمة إلى الموانئ المحتلة؛ غير أن مصادر مطلعة في صنعاء أكدت أن تلك المحاولات عديمة النفع، وأن الكيان عمَد إلى إخفاء بيانات السفن القادمة إلى موانئه منذ شهرين، ومع ذلك جرى رصدها ومنع مرورها.

بصاروخين وطائرة مُسيّرة
استهداف 3 سُفن للكيان فـي البحر الأحمر  
 وسط هتافات طوفان شعبي مليوني بالوقوف مع غزة حتى النصر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم، تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات كانتا متجهتين إلى الكيان الصهيوني.
وقال متحدث القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان تلاه من على منصة المسيرة الجماهيرية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء: «نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى عملية عسكرية ضد سفينتي الحاويات (MSC Alanya إم إس سي ألانيا) 
و(MSC PALATIUMIII إم إس سي بالاتيوم) كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي».
وأوضح أن عملية الاستهداف للسفينتين المتجهتين إلى كيان العدو، تمت بصاروخين بحريين مناسبين، لافتاً إلى أن عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.
وطمأن بيان القوات المسلحة كافة السفن المتجهة إلى كافة موانئ العالم عدا الموانئ «الإسرائيلية» بأنه لن يصيبها أي ضرر، مؤكداً بأن على السفن الإبقاء على أجهزة التعارف مفتوحةً، ومحذراً في الوقت ذاته بأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة.
وأكد استمرار القوات المسلحة في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية من المرور عبر البحرين العربي والأحمر، حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء.
وجاء البيان بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة، مساء أمس ، تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينة حاويات «ميرسيك جبرلاتر» (MAERSK GIBRALTAR ) كانت متجهة إلى كيان العدو.
وقالت القوات المسلحة، في بيان لها، إن العملية نُفِّذَت بطائرة مسيرة، وكانت الإصابة مباشرة، مشيرة إلى أن الاستهداف جاء بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية.
وأوضح البيان أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الصهيوني خلال الـ48 ساعة الماضية.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة «أسوشييتد برس»، بـ«اشتعال النيران في سفينة ترفع علم ليبيريا في البحر الأحمر بعد أن أصيبت بمقذوف أُطلق من اليمن»، وذلك نقلاً عن مسؤول أميركي.
بدورها، نقلت هيئة التجارة البحرية البريطانية أنّ «سفينة على بعد 30 ميلاً جنوب غربي الحديدة تعرّضت لجسم مجهول، ما أدّى إلى نشوب حريق على متنها».
وفي 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نفّذت القوات البحرية اليمنية عملية ضد السفينة «استيرندا» التابعة للنرويج وكانت متجهة إلى كيان الاحتلال، وجرى استهدافها بصاروخ مباشر، بعد رفض طاقمها كل النداءات التحذيرية.
كما كانت بحرية صنعاء قد استهدفت سفينتين «إسرائيليتين» في مضيق باب المندب، هما «يونِتي إكسبلورر» و«نمبر ناين»، بُعيد استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مطلع الشهر الجاري.
ودفعت العمليات اليمنية الكثير من شركات الشحن المرتبطة بعلاقات مع الكيان الصهيوني، إلى تحويل مسار سفنها من البحر الأحمر.

موقع أمريكي: العمليات اليمنية شلّت الحركة في ميناء «إيلات»
ذكر موقع «إكسيوس» الأميركي أنّ وصول السفن التجارية إلى ميناء «إيلات» توقف بشكلٍ شبه كامل نتيجة الهجمات من اليمن في البحر الأحمر ضد السفن المتوجهة إلى الميناء.
وأورد الموقع أنّ مسؤولين أميركيين قالا إنّ إدارة الرئيس جو بايدن بعثت رسائل إلى صنعاء عبر عدة قنوات مؤخراً، «تحذّرها من استمرار هجماتها ضد إسرائيل» في البحر الأحمر.
ونقل عن مسؤولين أميركيين أنّ الإدارة الأميركية لجأت إلى «قنوات عدة»، لبعث رسائل إلى القيادة في صنعاء، تحذرها فيها من مواصلة هجماتها على السفن في البحر الأحمر.
وتابعت المصادر نفسها أنّ المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، الذي زار الخليج في الأيام الأخيرة، طلب من نظرائه في السعودية وعمان وقطر «نقل رسائل إلى الحوثيين»، مشدداً على أنّ واشنطن قلقة من «هجماتهم التي تهدد حرية الملاحة في المياه الدولية».
ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنّ هذه التحذيرات حتى الآن لم تدفع جبهة اليمن إلى وقف تصعيد هجماتها، ونتيجةً للهجمات، توقف وصول السفن التجارية إلى ميناء «إيلات» بشكلٍ شبه كامل، وفق «إكسيوس».
وأكد الموقع أنّ السفن المتجهة إلى «إسرائيل» من آسيا تسلك الآن طريقاً يدور حول أفريقيا، مما يجعل الرحلة أطول بثلاثة أسابيع وأكثر تكلفة. ولفت إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، بدأت السفن المتجهة إلى موانئ أخرى خارج «إسرائيل» أيضاً باستخدام الطريق الأطول للوصول إلى أوروبا حتى لا يتم استهدافها.
وفي وقتٍ سابق، اليوم، أكّدت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أنّ مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي «يواجهون معضلةً» في الرد على موجة الهجمات في البحر الأحمر. وذكرت الوكالة أنّ الإدارة الأميركية «لا تريد الانجرار» إلى حربٍ أوسع في الشرق الأوسط.
وكشفت الوكالة الأمريكية عن محادثات جارية بين واشنطن وحلفائها الخليجيين بشأن «تحرك عسكري محتمل ضد صنعاء» في اليمن.
وقالت الوكالة في تقرير صادر عنها إن هذه المحادثات لا تزال في المرحلة الأولية، كما أفادت بأن واشنطن وشركاءها يفضلون الدبلوماسية على المواجهة المباشر.

الأسطول الخامس الأمريكي يستدعي عميل الإمارات
وفي تطور متصل، استدعت قيادة الأسطول الأميركي الخامس، أمس، قائد الفصائل الموالية للإمارات على الساحل الغربي لليمن، طارق عفاش، إلى مقرّها في البحرين.
وأفادت مصادر مقرّبة من عفاش بأن «زيارته للبحرين تتمّ بناءً على دعوة من قبل قيادة الأسطول لمناقشة التطورات في باب المندب والبحر الأحمر». وأشارت إلى رفض عميل الإمارات اصطحاب وزير الدفاع في حكومة العملاء، أو حتى قائد فصيل خفر السواحل، المحسوبين على ما يُسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي للإمارات، واكتفى باصطحاب قائد فصيل خفر السواحل التابع له، عبد الجبار الزحزوح.
وكان عفاش، الذي أعلن نيّته «مواجهة الحوثيين» في البحر، خدمة للكيان الصهيوني، قد نفّذ قبل يومين استعراضاً عسكرياً لزوارق حربية مقدمة من الإمارات، بالتزامن مع عروض قدّمها رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، لتولّي مهمة حماية الملاحة «الإسرائيلية» في البحر الأحمر والمضيق. وأشاد الإعلام العبري، خلال الأيام الماضية، بإعلان عفاش والزبيدي استعدادهما للاستجابة للدعوات الأميركية والإماراتية والصهيونية، وتبني مليشياتهما مهمة حماية سفن الاحتلال.