تقرير:عادل بشر / لا ميديا -
لم تستنفد القوات المسلحة اليمنية، حتى الآن، خياراتها في البحرين الأحمر والعربي، في الحرب المُعلنة ضد الكيان الصهيوني، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وأفادت مصادر مطلعة أن صنعاء لديها العديد من الخيارات والأوراق الهامة، التي تتناسب مع حرب طويلة الأمد، وعلى أكثر من جبهة، إذا تطلّب الأمر، مؤكدة أن المعادلة الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، بمنع السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال -من أي جنسية كانت- من المرور في البحرين الأحمر والعربي، إذا لم يدخل إلى قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، تأتي ضمن خيارات متعددة، وكل خيار أقوى من الآخر.
وفي السياق كشف مصدر عسكري مطّلع، أن القوات اليمنية في صنعاء ستعلن عن إدخال صاروخ جديد من إنتاج وحدة التصنيع العسكري، ضمن منظومة الصواريخ البحرية عمّا قريب، في إطار المعركة البحرية الدائرة.
ولفت المصدر إلى أن الصاروخ الجديد هو "صياد" المجنّح، وهو من نوع أرض -بحر، ويصل مداه إلى 800 كيلومتر، ويمتاز بدقة عالية في إصابة الأهداف، كما يتّسم بمرونة في اختراق الرادارات، ويمكن إطلاقه من أي نقطة داخل الأراضي اليمنية، إلى أي نقطة في ‎البحر الأحمر أو ‎البحر العربي أو خليج عدن. وأكّد أن الصاروخ الجديد سيتم تجريبه على أهداف معادية في البحرين الأحمر والعربي، وفقاً لما نقلته، أمس، صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية في حكومة تصريف الأعمال، أمس الأول، منع جميع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، من أي جنسية كانت، من المرور في البحرين الأحمر والعربي، إذا لم يدخل قطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء. محذرة جميع السفن والشركات من التعاملِ مع الموانئ "الإسرائيلية"، لأنها ستصبح هدفا مشروعا لها إذا لم يتحقق ذلك.
وأكدت القوات اليمنية حرصها الكاملَ على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالميةِ عبرَ البحرينِ الأحمرِ والعربي لكافةِ السُّفُنِ ولكافةِ الدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ "بالإسرائيلي" أو التي سوفَ تقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ "الإسرائيلية".. مشيرة إلى أن ذلك يأتي نتيجة لاستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار في غزة.
وجاء إعلان قواتنا المسلحة بعد تنفيذ عدد من العمليات ضدّ السفن "الإسرائيلية" وأهداف في "إيلات" خلال فترة العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية منذ أكثر من شهرين.

خبراء: خيارات «تل أبيب» في التعامل مع القوات اليمنية معدومة
عبّر الإعلام العبري، أمس، عن مخاوفه من سخونة الجبهة اليمنية، مؤكدا أن الوجود الأمريكي و"الإسرائيلي" في البحر الأحمر لا ينجح في "ردع اليمنيين" حدّ وصفها.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن "التهديد اليمني بمنع أي سفينة من التوجّه إلى "إسرائيل" رفع إلى مستوى التهديد الاستراتيجي".
وأضافت أن الوجود الأميركي و"الإسرائيلي" في البحر الأحمر يبدو أنه "لا ينجح في ردعهم"، مشيرةً إلى أن "الأمر قد يتطلّب استعراضاً كبيراً للقوة في المستقبل القريب".
في غضون ذلك، هدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتعامل عسكريا مع التهديد القادم من اليمن إذا لم تتحرك الولايات المتحدة والدول الغربية لكبح ما وصفه بـ"جماح الحوثيين".
وقال رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي"، تساحي هنغبي، إن "تل أبيب" أبلغت الولايات المتحدة والقادة الأوروبيين، بأنه إذا لم يتخذ قرار ضد هجمات "أنصار الله" اليمنية على السفن في البحر الأحمر، فإنها ستتحرك عسكريا إزاء ذلك.
وأفادت القناة الـ12 العبرية، أن هنغبي أوضح أن هذا الموقف نقله رئيس وزراء الاحتلال إلى الرئيس الأمريكي ، والمستشار الألماني، لافتاً إلى أن نتنياهو أبلغ بايدن وشولتس بأن "إسرائيل تمنح أوروبا وأمريكا بعض الوقت لتنظيم صفوفها من أجل منع ذلك"، ما لم فإن "إسرائيل ستتحرك عسكريا تجاه هذا الأمر".
ورغم التهديد والوعيد الصهيوني فإن خبراء يرون أن خيارات "تل أبيب" في التعامل مع صنعاء بشكل مباشر معدومة، وهي سوف تعتمد على خيارات الولايات المتحدة ودول غربية بشكل كامل، تماما كما تعتمد على منظومات الدفاع الأمريكية المنتشرة سواء في البحر أو في الدول العربية لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة الى "إيلات" جنوب فلسطين المحتلة.
وذكرت قناة "آي 24 نيوز" التي تبث من حيفا بفلسطين المحتلة، ولديها مكتب في أبوظبي، أن أمام "إسرائيل" بعض الخيارات المتعلقة بالرد على القوات اليمنية، واصفة تلك الخيارات بـ"الأعمال الناعمة" التي يمكن أن تؤديها "تل أبيب". وأهمها الهجمات الإلكترونية التي من شأنها أن تتسبب في تعطيل الهياكل الأساسية الرئيسية في اليمن، بحسب وصفها.
وبحسب القناة الصهيونية يمكن أن يؤدي هذا النوع من الهجمات إلى "إغلاق ميناء الحديدة، غرب اليمن، وهو خط النقل المركزي في البلاد، بحيث لا يأتي الغذاء من هناك أيضا". مضيفة: "وفي الواقع، يمكن أن تتضرر أي بنية أساسية حرجة في البلد، بما في ذلك القواعد العسكرية للحوثيين". وأكد أن هذا العمل "يتطلب استخبارات جيدة".

المقاومة الفلسطينية تُـثمن موقف اليمن
‏ثمنت المقاومة الفلسطينية قرار القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن الصهيونية، وكل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني.
جاء ذلك في بيانين لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وقالت "حماس" إن هذا القرار "شجاع وجريء ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزّة، ويقف ضدّ العدوان الصهيوأمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية والمجازر ضد كل مقومات الحياة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني، على مدار 64 يوماً"، داعية الدول العربية والإسلامية إلى "تفعيل كل مقدراتهم وإمكانياتهم، انطلاقاً من مسؤولياتهم التاريخية، ومن منطلق النخوة والشهامة، للتحرّك نحو كسر الحصار عن غزة، ومنع استمرار المجازر وحرب التجويع والتعطيش ووقف العدوان النازي الذي يرتكبه الاحتلال بدعم أمريكي".
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي: "إننا نرى في موقف الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة، موقفاً عربياً وإسلامياً أصيلاً". مؤكدة أن هذا القرار "يأتي في لحظة تاريخية، ويعبر عن عمق الانتماء الأصيل للشعب اليمني وقيادته الباسلة".
ولفتت حركة الجهاد الإسلامي بقولها: "إننا بهذه المناسبة ندين العجز العربي وارتهانه بالموقفين الصهيوني والأمريكي".
وفي السياق وصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين علي أبو شاهين إعلان اليمن منع وصول السفن إلى الكيان الصهيوني الغاصب، بأنه "موقف تاريخي يعبر عن عمق الانتماء الأصيل للشعب اليمني وقيادته الباسلة".