تقرير / لا ميديا -
يوماً بعد آخر، ومع تمديد الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومين إضافيين، ابتداءً من اليوم الثلاثاء 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تتكشف حقائق جديدة عن مدى تردّي وضع «الجيش» الصهيوني، بقادته وجنوده، في القتال الميداني والبري، وهو الذي كان يُوصف في سبعينيات القرن الماضي بأنه «الجيش الذي لا يُقهر».
وفيما يحاول الكيان المؤقت، منذ عملية «طوفان الأقصى» البطولية، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التعتيم على الرأي العام الصهيوني حول خسائره الفادحة في الساعات الأولى لطوفان المقاومة الفلسطينية، وما تلا ذلك من عمليات نوعية لمقاتلي المقاومة واشتباكهم مع مجندي الكيان في المعارك البرية شمال غزة من مسافة صفرية، إلا أن ما انكشف خلال الساعات الماضية يؤكد أن مقاومي القطاع من كافة الفصائل، ألحقوا بقوات الاحتلال هزائم وخيمة، وأن السيطرة والأرض والميدان لأبطال المقاومة.

إقالة واحتجاج وأزمة ثقة
قرر «جيش» الكيان الصهيوني إقالة ضابطين، أحدهما قائد سرية والآخر نائبه، على خلفية هروب السرية من إحدى المعارك الضارية التي اندلعت مع عناصر المقاومة الفلسطينية أثناء تصديهم للتوغل البري الصهيوني شمالي قطاع غزة، إثر عدم حصول هذه السرية على دعم عسكري وغطاء ناري خلال المواجهات.
وكشفـت صحيفـة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الاثنين، أن هذه الحادثة تسببت بأزمة حادة بين مقاتلي السرية وقائد الكتيبة التي تتبعها سريتهم، ما دفع حوالى نصف المقاتلين لعدم العودة إلى وحدتهم بسبب قرار اللواء، الذي اعتبروه منحازا لقائد الكتيبة على حساب قائد السرية.
وأفادت الصحيفة بأن جنود السرية قالوا إنهم لم يتلقوا الدعم والغطاء الجوي، عندما وقعوا في كمين لمقاتلي القسام، وحيال ذلك انسحبت السرية العسكرية أمام عشرات المسلحين الذين نصبوا كميناً لقوات الجيش الصهيوني المتوغلة، فيما ادعى قائد الكتيبة أنه قدم غطاء جوياً مسبقاً للسرية.
وزعم ضباط في قوات الاحتلال عدم جاهزية السرية عندما أوكلت لها هذه المهمة. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن ضباط قولهم إن «السرية أرسلت للمهمة بشكل سيئ، وذلك بعد أن كانت في نشاط عسكري متواصل في غلاف غزة دون راحة».
وأفادت الصحيفة بأن هذه الواقعة تسببت بـ«أجواء صعبة داخل الكتيبة»، الأمر الذي دفع المسؤولين في الجيش إلى إخراجها من قطاع غزة، وإرسالها إلى موقع تجميع وتركيز القوات العسكرية قرب عسقلان، كما تقرر تغيير الضابطين المسؤولين عن السرية خلال العمليات البرية في إطار الحرب على غزة.
وأوضح التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية أنه تبين من التحقيق اللاحق بخصوص الحادثة، أن  معركة التوغل، والتي كانت من أولى العمليات التي نفذها اللواء في قطاع غزة، كانت «معيوبة»، مورداً جزءاً من شهادات جنود السرية ضمن التحقيق، إذ قالوا: «دخلنا منطقة مفخّخة، وأطلق علينا العديد من المقاتلين قذائف (آر بي جي) بنيران جحيمٍ لم تتوقف أبداً».
وأعقب ذلك إطلاق نار متواصل عليهم؛ ولكنهم لم يتلقوا الدعم اللازم من الجو لحمايتهم، واحتجاجاً على ذلك قرروا الانسحاب من القتال، وأكثر من نصفهم لم يعودوا إلى السرية.
تجدر الإشارة إلى أن الكتيبة تعرضــــت لأحداث خطيرة أخرى في الشهر الماضي، شملت إصابة ضباط آخرين ومقتل ضابط آخر في المعارك البرية، بالإضافة إلى إصابة قائد الكتيبة الضالع في حادثة انسحاب السرية.
وفي الأيام الأخيرة، ذكرت الصحيفة أنه تم الدفع بجنود من وحدات أخرى لملء الفجوة التي تشكلت في الكتيبة، وزعم «الجيش» الصهيوني أنه «قد نشأت أزمة ثقة؛ ولكن تم التعامل معها بشكل صحيح واستخلاص العبر على جميع المستويات. كانت قدرة الكتيبة على التأثير في سير المعارك منخفضة».
يأتي ذلك بينما يستعد «جيش» الاحتلال لإطلاق حملة على الجنود المتهربين من الخدمة، الذين رفضوا الالتحاق بالوحدات الخاصة بهم بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب تقرير سابق لـ»يديعوت أحرونوت»، فإن عدد المتهربين من الخدمة حوالى 2000 جندي، أكثر من نصفهم ينتمون للقوات النظامية، وهناك المئات من قوات الاحتياط.
وينوي كيان الاحتلال تشديد العقوبات على الجنود المتهربين، لتصل إلى ثلاثة أيام سجن مقابل كل يوم تغيب عن الخدمة، وتكسير رتبة.
وينوي الاحتلال تشديد العقوبات على الجنود المتهربين، لتصل إلى ثلاثة أيام سجن مقابل كل يوم تغيب على الخدمة، وتكسير رتبة.