تقرير / لا ميديا -
أطلق الاحتلال الصهيوني، اليوم، 39 فلسطينيا من القاصرين والقاصرات، الذين كانوا مختطفين في سجون الاحتلال.
وجاء الإطلاق ضمن عمليات تبادل الأسرى التي نصت عليها «الهدنة الإنسانية» المؤقتة التي أوقف بموجبها الاحتلال عدوان الإبادة والتهجير الوحشي على قطاع غزة.
وانصاع العدو الصهيوني لهدنة مؤقتة بشروط المقاومة، التي كان أبرزها إيقاف القصف ودخول المساعدات وإطلاق سراح نساء وأطفال مختطفين من سجون الاحتلال.
وأكملت الهدنة يومها الثالث توالياً، اليوم، بعد دخولها حيز التنفيذ في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة الماضي.
في السياق ذاته، وبالتوازي مع تحرير الأسرى الفلسطينيين، سلمت كتائب القسام 13 أسيرا صهيونيا و3 محتجزين تايلنديين ومحتجزا روسيا إلى «الصليب الأحمر» ضمن المرحلة الثالثة للتبادل.
وقالت كتائب القسام إنها سلمت محتجزاً يحمل الجنسية الروسية للصليب الأحمر بناء على تدخل من الرئيس الروسي.
ودعا ناشطون صهاينة، اليوم الأحد، إلى وقف تداول مقاطع فيديو بثتها كتائب عز الدين القسام خلال تسليمها الأسرى الصهاينة، اليوم، للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة.
وكانت كتائب القسّام قد نشرت، في منتصف ليل أمس، مقطع فيديو لعملية تسليمها الدفعة الثانية من الأسرى «الإسرائيليين» في غزة، حيث ظهر الأسرى يلوحون بأياديهم لمقاتلي القسّام، ما اعتبرته وسائل إعلام عبرية «بروباغندا»، في ظل حظر «تل أبيب» المتواصل على أسراها الذين أطلق سراحهم من التحدث لوسائل الإعلام.
وأثارت مقاطع الفيديو بلبلة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اجتاحت منصة «إكس» حول العالم، ما دفع الكاتب الصهيوني المتطرف هن مازيغ للتعليق: «هل يمكنكم التوقف عن مشاركة مقاطع الفيديو الدعائية لحماس من فضلكم؟! إنهم ينظمونها لكي نتشاركها. لماذا تفعلون ذلك؟! توقفوا!».
ويظهر في أحد المقاطع مقاتلو القسام وهم يتبادلون التحايا مع الأسرى الصهاينة، في مشهد تكرر منذ إطلاق الدفعة الأولى ضمن اتفاق الهدنة، إضافة إلى مشهد إطلاق سراح محتجزتين مسنتين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
أما أيلون ليفي، المتحدث باسم حكومة الكيان، فقد سأل: «كيف استطاعوا شحن هواتفهم لتصوير الفيديو؟!»، في سؤال أثار السخرية من ناشطين كثر، لاسيما بعد أن عرضت تقارير إعلامية عديدة تظهر أهالي قطاع غزة وهم يشحنون الهواتف من بطاريات السيارات المستعملة.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»: «البعض يبدي معارضته مشاركة الفيديو».
وأضافت الصحيفة التي انتقدت الفيديو بشدة: «في الفيديو يظهر الإسرائيليون وهم يبتسمون ويلوّحون لخاطفيهم أثناء وضعهم في الشاحنة البيضاء التي ستعيدهم إلى ديارهم، فيما يبرز صوت أحد مقاتلي حماس يقول: «وداعاً نعوم»، قاصداً نعوم أور البالغ من العمر 17 عاماً».
وأشار ناشطون معارضون لحكومة الكيان إلى ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، من تعذيب وترهيب، فيما شنت أجهزة الأمن الصهيونية حملة قمع لأهالي الأسرى المُحررين في الضفة الغربية، ومنعتهم من الاحتفال.

الاحتلال يخرق الهدنة
برغم «الهدنة الإنسانية» المؤقتة في قطاع غزة إلا أن قوات الاحتلال ما تزال ترتكب الخروقات وتستهدف الفلسطينيين بإطلاق النار. واستشهد، أمس، مزارع فلسطيني وأصيب آخر، برصاص قوات الاحتلال، قرب مخيم المغازي في قطاع غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، إن قوات الاحتلال استهدفت مزارعين اثنين أثناء عملهما بأرضهما شرق مخيم المغازي، شرق المحافظة الوسطى، ما أدى الى استشهاد أحدهما وإصابة الآخر بجروح.
كما أصيب 7 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال، في محيط مستشفيي القدس في تل الهوى غرب مدينة غزة، والإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة.
يذكر أن قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، أثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.

حماس تشيع شهداءها
من جهتها زفّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام - الجناح العسكري لحركة حماس، عضو مجلسها العسكري وقائد لواء الشمال، أحمد الغندور، و3 آخرين من قادتها، الذين ارتقوا في معركة «طوفان الأقصى».
ونشرت كتائب القسّام بياناً مقتضباً، أعلنت فيه استشهاد القادة الغندور، ووائل رجب، ورأفت سلمان، وأيمن صيام.
وأكّدت الكتائب أنّ الشهداء القادة ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة «طوفان الأقصى»، معاهدةً الله على مواصلة طريقهم.
يُذكر أنّ الشهيد الغندور يُعتبر من أوائل المقاومين المُنضمّين إلى كتائب القسّام في ثمانينيات القرن الماضي، وهو مسؤول عن تنظيم العشرات من العمليات الاستشهادية في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى، وكان قد تعرّض لمحاولة اغتيالٍ صهيونية فاشلة في أيلول/ سبتمبر عام 2002، وكان أسيراً في سجون الاحتلال، حيث أمضى سابقاً ست سنواتٍ في سجون الاحتلال، كما قضى أيضاً خمس سنواتٍ معتقلاً في سجون سلطة عباس.

شهيدان في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية استشهد فلسطينيان، أمس، وأصيب 25 شابا على الأقل بجروح متفاوتة بنيران قوات الاحتلال، لترتفع حصيلة الشهداء خلال 24 ساعة إلى 7 شهداء.
واستشهد القيادي في كتيبة جنين أسعد علي الدمج، وأصيب 8 شبان بجروح متفاوتة، إثر إصابتهم بقصف صاروخي استهدف منزلا بالمخيم فجر أمس الأحد.
أما في بلدة يتما قضاء نابلس، فقد استشهد الشاب عدي مصباح صنوبر (30 عاما)، أمس، بعد إطلاق النار عليه من قبل الاحتلال خلال اقتحام قرية يتما جنوب نابلس.
وقبل ذلك بساعات، استشهد 5 وأصيب 4 فلسطينيين، برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة جنين، واندلاع اشتباكات مع المسلحين.
وارتفعت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال والغاصبين في الضفة والقدس منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 239 شهيدا، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.