هدوء حذر يشوب الأطراف الغربية لمديرية الوازعية بمحافظة تعز، بعد اشتباكات عنيفة دارت مساء أمس الجمعة، واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى ليوم السبت، بين القبائل وقوات فصائل المرتزقة المدعومة إماراتياً.
وأفادت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بأن مرتزقة الإمارات التابعين للخائن طارق عفاش، شنت، ليل الجمعة، قصفاً عشوائياً مكثفاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قرى الوازعية المحاذية لمديرية ذوباب، الخاضعة لسيطرة مرتزقة عفاش.. مشيرة إلى أن رجال القبائل وأهالي الوازعية قاموا بالرد على مصدر القصف بما لديهم من أسلحة رشاشة.
وبحسب المصادر فإن قبائل الوازعية قامت بحشد مقاتليها للرد على مرتزقة عفاش، مشيرة الى أن الوضع في المنطقة لايزال متوترا في ظل تحشيد الطرفين لجولة اشتباكات مرتقبة.
وبالتزامن مع ذلك تعرضت نقطة تابعة للعميل طارق عفاش، جنوب مديرية الوازعية، لهجوم مسلح نتج عنه، وفقاً للمصادر، احتراق طقم للمرتزقة وإصابة اثنين من أفراد النقطة.
وبرر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، موالون لطارق عفاش، ومواقع إخبارية إلكترونية ممولة منه، قصف قواته لقرى الوازعية بأنه يأتي رداً على ما وصفوها بـ(نيران فئة مخربة) قالوا إنها تقوم بالتسلل إلى أطراف مواقع تمركز المرتزقة وتطلق النار ثم تلوذ بالفرار.. فيما أكدت مصادر قبلية أن عميل الإمارات يسعى للتمدد والسيطرة على مديرية الوازعية التي فشل مراراً في ضمها تحت إبطه مستخدماً أسلوب الترغيب والترهيب.
وبحسب مراقبين فإن الفصيل الإماراتي بقيادة طارق عفاش، يستهدف السيطرة على مديريات الوازعية والشمايتين بمحافظة تعز والصبيحة بمحافظة لحج، ضمن مخطط إماراتي يُمهد لفصل هذه المديريات إضافة إلى مديريتي ذوباب والمخا بمحافظة تعز والخوخة بالحديدة، وإعلانها إقليماً مستقلاً، ولاؤه للمحتل الإماراتي.
ويرى مراقبون أن إحكام سيطرة العميل طارق عفاش على الوازعية سيُسهِّل له التمدد في معاقل خصومه الخونج، المسيطرين بقوة على مديرية الشمايتين ومركزها مدينة التربة بتعز، وكذا التقدم نحو الصبيحة المحسوبين على السعودية، بمحافظة لحج.
وتشهد الوازعية توتراً منذ أواخر آب/ أغسطس الفائت، نتيجة رفض قبائل المديرية هيمنة طارق الإمارات، وهو ما دفع بالأخير إلى محاولة تطويع القبائل بقوة السلاح، من خلال تحشيد قواته إلى تخوم المديرية، ليتم الرد عليه ببيان صادر عن المشائخ والأعيان بأن منطقتهم محرمة عليه، وتبع ذلك اشتباكات متفرقة بين الطرفين، ليحتشد قبائل الصبيحة معلنين وقوفهم إلى جانب أبناء الوازعية بالرجال والسلاح.
وسبق أن منعت قبائل الوازعية طارق عفاش من دخول مديريتهم، في زيارته الأخيرة التي اقتصرت على أرياف المخا وموزع، وتعتبر الوازعية ثاني مديرية تطرد عميل الإمارات بعد قبائل الصبيحة المتمركزة في المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج.
وتعد الوازعية من أهم المديريات المطلة على باب المندب، حيث تسعى الإمارات منذ العام 2019م إلى تكثيف تحركاتها وترتيباتها لرسم خارطة جديدة، تكون فيها مديريات الساحل الغربي إقليما مستقلا، يمتلك أهم ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.