خاص / لا ميديا -
فيما قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحث دائما على ضرورة تفعيل المبادرات المجتمعية والتعاون معها وتقديم كافة التسهيلات لتفاعل المجتمع جنبا إلى جنب مع أجهزة الدولة، ثمة من يعمل على تثبيط أي مشروع مجتمعي، ومن داخل الجهات المعنية بترجمة توجيهات قائد الثورة إلى واقع عملي.
الطبيب عادل حسان من أبناء شرعب الرونة بمحافظة تعز، درس الطب في الخارج ليعود إلى بلاده ويعمل جاهدا على إنشاء مدرسة لأبناء منطقته النائية المحرومة من أي مشاريع. حلمه منذ كان يذهب مدة ساعات للدراسة في أقرب مدرسة من منطقته بين جبال وشعاب أن يكون لمنطقته مدرسة تستطيع أن تعفي الأجيال القادمة من عناء جيله ومن قبله. عناء قطع عشرات الأميال بشكل يومي لنيل الدراسة في هذه المدرسة أو تلك.
تخرج بامتياز من إحدى كليات الطب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتخصص نادر في مجال العيون. وفور تخرجه حصل هناك على عمل بمرتب كبير. لكنه لم يكمل عاما واحدا حتى آثر العودة إلى وطنه، ليعمل في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء.
 لم يفكر بشراء بيت كما هو حال الكثيرين، بل ظل حلم بناء مدرسة مرافقا له، وعندما وجد أن لديه من المال ما يكفي للبدء بتحقيقه ذهب إلى منطقته لتحقيق الحلم وإنشاء المدرسة على نفقته الخاصة.
تجاوب معه الأهالي وأبدوا كل تعاونهم معه، من متبرع بالأرضية إلى متكفل بتوفير الأحجار من مضرابه. استخرج أمرا من مكتب التربية بإنشاء مدرسة حكومية، بمواصفات التزم بها المقاول، ومضت الأمور على ما يرام.
وقبل أكثر من عام، بدأ العمل بتأسيس مدرسة مكونة من تسعة فصول في منطقة الأحد بشرعب الرونة، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 30 مليون ريال التزم الطبيب عادل حسان بدفعها كاملة كجزء من امتنانه لمنطقته وتعبيرا منه عن ضرورة أن يكون هناك مدرسة لأبناء منطقته.
الطبيب عادل حسان وفي تصريح خاص لصحيفة "لا" أكد أن جهات على رأسها المجلس المحلي وإدارة أمن المديرية، بالإضافة إلى مشيخات حزبية داخل المنطقة، سعت منذ اليوم الأول إلى عرقلة المشروع الذي سيستفيد منه ما لا يقل عن أربع قرى نائية.
وأوضح عادل أن المجلس المحلي في شرعب لم يلزم المقاول بإنجاز المشروع خلال الفترة الزمنية المحددة التي كان قد التزم بها في وقت سابق، وهو ما يضع علامة استفهام كبرى حول موقف إدارة المديرية ومجلسها المحلي.
وأكد أن مدير مكتب التربية مصر هو الآخر على تعيين مدير للمدرسة من قبله، فيما أهالي المنطقة قاموا بترشيح تربوي منهم لإدارة المدرسة وهو الأمر الذي لم يرق لمدير مكتب التربية ولا للمشيخات الحزبية التي لا تريد أي مصلحة لأبناء المنطقة، بحسب الطبيب عادل حسان.
وأشار إلى أنه من المفترض أن وظيفة السلطة المحلية كجهة اختصاص الحرص على تنفيذ المبادرات المجتمعية ومتابعة المشاريع التي يتولاها المواطنون في ظل تخلي الدولة عن مسؤولياتها تجاههم.
وطالب حسان، محافظ تعز القاضي أحمد المساوى والمجلس المحلي بضرورة إلزام الجهات المعنية في مديرية شرعب الرونة بالتعاون وتسهيل إجراءات استكمال بناء المدرسة، حيث إن المشروع على وشك الإنجاز وقد استلم المقاول كامل المبلغ الذي أقره مكتب التربية، ولم يتبق سوى إلزامه باستكمال بقية التشطيبات التي لن تكلفه سوى أسبوع واحد، بدلا من المماطلة المستمرة منذ أشهر دون مبرر وبتواطؤ وتغاض من قبل السلطة المحلية بالمديرية التي تتحمل كامل المسؤولية، بحسب الطبيب عادل حسان صاحب المشروع.