فيبكه ديل- الموقع: العالم الفتي (jungewelt)
الترجمة عن الألمانية:نشوان دماج / لا ميديا -

كل يوم على الحدود بين السعودية واليمن، يُقتل لاجئون إثيوبيون. ففي العام الفائت، وفقاً لتقديرات مركز الهجرة المختلطة للأبحاث والبيانات (MMC)، قتل ما لا يقل عن 794 شخصاً، فيما أصيب أكثر من 1700. وبحسب دراسة نشرها المركز في بداية تموز / يوليو الراهن ، فإن هذا العام سيشهد مزيدا من أعمال القتل.

قتل سعودي ممنهج ومتعمد للاجئين
يتم قتل الناس «بشكل منهجي» و«مباشر ومتعمد» من قبل موظفين أمنيين يعملون لدى السلطات السعودية. وفقاً لـ(MMC)، لا يمكن مقارنة العنف والتعذيب الممارسَيْن ضد طالبي اللجوء من القرن الإفريقي إلى السعودية إلا بالوضع في ليبيا. ومع ذلك، هناك خطورة خاصة على الحدود السعودية اليمنية، لأن الجناة هم من ضباط أمن الدولة الذين -وفقاً لتصريحات اللاجئين الإثيوبيين إلى (MMC)- يستخدمون أسلحة صغيرة ورشاشات ثقيلة، بل وقذائف هاون أيضا وغيرها من الأسلحة الثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، يتم إطلاق النار من مواقع غير مأهولة على امتداد الحدود وذلك بمجرد رصد أي حركة. كما يتم استخدام منظومات إطلاق أوتوماتيكية يتم التحكم بها عبر أجهزة استشعار أو بكاميرات ليلية.

مقبرة سرية لـ10 آلاف لاجئ
في بداية تشرين الأول/ أكتوبر أطلق العديد من المقررين الخاصين للأمم المتحدة اتهامات من الطراز الثقيل. كما تحدثوا عن نيران مباشرة بالمدفعية والأسلحة الصغيرة على المهاجرين واللاجئين من قبل القوات السعودية. تم استخدام القناصة لهذا الغرض. كما يدور الحديث عن مقبرة سرية على الجانب اليمني، بالقرب من الحدود السعودية، حيث تم دفن ما يصل إلى 10000 قتيل من اللاجئين. وبحسب المقررين الخاصين، فإن آخرين اعتقلوا وتعرضوا لأقسى أنواع التعذيب قبل إعادتهم قسراً إلى اليمن. تطلق النار عليهم وهم مصفدون في اليدين أو الساقين. بل إن هناك فتيات يبلغن من العمر 13 عاماً تعرضن للاغتصاب من قبل القوات السعودية وتم إعادتهن إلى اليمن بدون ملابس.

تجاهل سعودي للتحقيق
الرياض، وبشكل غير مفاجئ، في آذار/ مارس، فندت هذه الاتهامات. وبعد أن طلبت في البداية تمديد الموعد النهائي للرد في ديسمبر، ذكرت البعثة الدائمة للمملكة السعودية في جنيف أنه لا يوجد دليل يدعم الاتهامات التي وجهها المقررون الخاصون، ولهذا السبب لم تتمكن من إجراء تحقيق بنفسها.

«جبال من الجثث» في المنطقة الحدودية
وبحسب معلومات مركز الهجرة المختلطة للأبحاث والبيانات، الذي تحدث إلى الناجين، لم يتم بأي حال من الأحوال دفن جميع الأشخاص الذين ماتوا مباشرة أو ماتوا من إصاباتهم. فهناك “جبال من الجثث” في المنطقة الحدودية، كما أكد مواطنون يمنيون لمركز (MMC). بعض هذه الجثث أكلتها الكلاب البرية، وهذا هو السبب في أن عدد الضحايا من المرجح أن يكون أعلى بكثير من الرقم المعروف. وبسبب ما يكابدونه من مشقة في رحلتهم عبر أحد أخطر طرق اللجوء في العالم، يموت عدد كبير من الناس، وذلك لأنهم مصابون ولا يستطيعون العودة عبر الجبال إلى اليمن. وبالتالي يسقط عدد لا يحصى من الناس في الأودية السحيقة.

أكثر طرق الهجرة ازدحاماً
يعد الطريق من القرن الإفريقي إلى السعودية أحد أكثر طرق الهجرة ازدحاماً في العالم. ما بين 8000 و10000 شخص يفدون على شواطئ اليمن كل شهر، معظمهم من الإثيوبيين، وأيضا بشكل متزايد من الصوماليين. ومن المتوقع أن يزداد العدد أكثر في وضع يتزايد فيه عدد الجياع في جميع أنحاء العالم، تزيد من تفاقمه العقوبات الغربية ضد روسيا. الاغتصاب والعنف والقتل والعبودية والاتجار بالبشر والاستغلال أمور شائعة على هذا الطريق.

معاملة سيئة وتعذيب حتى الموت
تُعرف المملكة السعودية بمعاملتها السيئة لطالبي اللجوء. فحتى لو عثر هؤلاء على «وظيفة» في ظل ظروف شبيهة بالعبودية دون أوراق إقامة معمول بها، فسيتم القبض عليهم عاجلاً أم آجلاً وسجنهم في ظل ظروف غير إنسانية، ليتم بعد ذلك ترحيلهم لا أكثر. بل إنهم لا يسلمون من التعذيب حتى في مراكز الاحتجاز السعودية، والذي غالبا ما ينتهي بالوفاة.