اليمن بالحبر الغربي -
اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت ومحلل الشؤون الشرق الأوسط، هلال خشان، أنه على عكس ما يتوقعه المراقبون، فإن اتفاق استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية لن يساعد في حل الأزمة اليمنية.
ورأى خشان، في تحليل نشره موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز»، أن المعطيات على الأرض تؤكد عكس ما ذهب إليه المراقبون أن الاتفاق الذي تم بوساطة صينية يمكنه إنهاء القتال المتواصل منذ سنوات في اليمن.
وأشار إلى أن نقطة الضعف الرئيسية في التقارب السعودي الإيراني تتمثل في أنه اتفاق ضرورة وليس قناعة، موضحا أن الاتفاق مدفوع بالقضايا المحلية وانشغال المجتمع الدولي بالحرب في أوكرانيا.
ولفت إلى أنه لا يمكن لإيران ولا السعودية تحمل خسارة الحرب؛ لأن من يسيطر على اليمن يمكنه تأمين شبه الجزيرة العربية بأكملها.
وأوضح خشان أن اليمن يختلف عن البلدان الأخرى في شبه الجزيرة العربية من ناحيتين: الأولى أن اليمن جمهورية، بينما الأخرى ممالك أو إمارات.
الأمر الثاني أن اليمن يتمتع بسمات ديمقراطية نسبيا مقارنة بجيرانه، وهذا بالنسبة للسعودية يجعل اليمن يشكل تهديدا لها.
وبدا أن الرياض فضلت تجميد الصراع، حيث أصبحت القوى الكبرى في العالم منشغلة بحرب روسيا على أوكرانيا، على أمل أن تتمكن من إعادة تنشيط الحرب في ظل ظروف دولية أفضل.
ومع ذلك، أدرك السعوديون في النهاية أن القدرات العسكرية للحوثيين قد تطورت، وأنه بدون الدعم الأمريكي كانت البنية التحتية السعودية، ولاسيما منشآتها النفطية، في خطر شديد.
ولفت خشان إلى أن من الخطأ الاعتقاد بأن إيران ستتخلى عن الحوثيين أو حلفائها الإقليميين الآخرين لتحسين علاقتها مع السعودية.
كما لم تتخذ السعودية بعد موقفا واضحا من مستقبل الصراع، غير مقتنعة بالمقترحات التي طرحها الوسطاء العمانيون في مفاوضاتها مع الحوثيين.
وخلص خشان إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني لن ينهي القتال في اليمن، كما أنه من غير المرجح أن يستمر، وفشله في نهاية المطاف قد يجر البلدين إلى الصراع مرة أخرى.

هلال خشان 
«جيوبوليتيكال فيوتشرز»