صلاح الدكاك / لا ميديا -

هل إلى سَلْسَبِيلِ وَصْلٍ سَبِيلُ
لعَلِيْلٍ أمَضَّهُ التَّعلِيْلُ؟!
أظْمَأتْنِي بِكِ الوُعُودُ مِطَالاً
ولَكَمْ أخْلَفَ الرُّعُودَ الهُطُولُ
عَينُ سُهْدٍ تهيمُ في عَيْنِ غَافٍ
طَرْفُهُ مِنْ سُهادِها مَكحُولُ
***

أشْتَكِي ما اشْتَكَى المُحِبُّونَ قَبْلِي
غَيرَ أنِّيْ لِكُلِّ بَعدٍ دَلِيْلُ
مُنْظَرٌ خَافِقِي إلى الحَشْرِ عِشْقاً
ولقلبي كُلُّ القُلُوبِ قَبِيْلُ
كلُّ لَيْلَى مضَتْ ولَيْلَى سَتَأتِي
أَنَا في الحُبِّ قَيْسُها المَتْبُولُ
***

ظامِئٌ والكؤوسُ تَجْرِي دِهَاقاً
في فُؤَادِي، ولِيْ فُرَاتٌ ونِيْلُ
في شِفاهي نَواهِدُ المُزْنِ تهمي
ودمُ الكَرْمِ في دِمائي يَسِيلُ
وعلى الرُّوحِ حيثُ يَمَّمْتُ رَاحٌ
مِنْ رُمُوشِ النّدَى، وظِلٌّ ظَلِيلُ
إنَّما يا "مَدَاربَ السَّيْلِ قُولِي..."
كيف لا يَرتَوِي بِرُوحِي "الفُضُولُ"؟!
***

يا نَدَامَايَ لا ألُومُ كُؤُوسِي
ليسَ فِيَّ الغَلِيلُ... إِنِّي الغَلِيلُ!
ماتَ خَيْلِي بِشَوْقِهِ واغْتِرَابِي
دُوْنَ ما أَبْتَغِي، وعاشَ الصَّهِيْلُ
كَرَّمَتْ أحْرُفِي الزَّمانَ ولكِــ
ـــنَّ زَمَانِي على الكِرَامِ بَخِيلُ
أيْنَما صَوَّبَتْ سِهامِي رَمَتْني
فأنا قَاتِلٌ بها مَقتولُ
شَرِبَتْ أَدْمُعِي العُيُونُ اللَّواتِي
أظْمَأَتْنِي، فأيُّنَا المَسْؤُولُ؟!
وزَهَتْ حُلْوةُ اللَّمَى برُضَابٍ
مِنْ غَلِيلي جَرَتْ عليه الشَّمُولُ!
وجَمِيلي لدى الحِسَانِ قبيحٌ
وقبيحُ الحِسَانِ عندي جَميلُ
كُلَّما رُغْتُ عَنْ حَبَائلِ لَحظٍ
أَسَرَ القلبَ فاحِمٌ مَجْدُوْلُ
وإذا مِلْتُ عَنْ سُعادٍ ودَعْدٍ
رَنَّحَتْ هندُ خَافِقي وهَدِيلُ
وحصادي فُوْضَى كُؤوسٍ تَسَاقَتْ
زَهْوَ عُمْري، ووُحشةٌ وطُلُولُ
***

أقْصِري في المَلامِ إنَّ غَرَاماً
جَاوَزَ العامَ بالرِّضَا، لَطَوَيلُ
يلتِظي الشَّوقُ مِنْ مَلَالٍ... ومِثْلِي
في مهبِّ الهوى مَشُوقٌ مَلُولُ
ورَحِيلي على المَلَالِ مُقَامٌ
ومُقَامي بِشوقِ روحي رحيلُ 
لم يَعِبْ حبَّنَا السُّكوتُ؛ ولَكِنْ
أَفسَدَ الحُبَّ بَيْنَنَا ما نَقُولُ!


«ألف ليلى وليلى»
 ديوان للشاعـر تحت الطبع