اليمن بالحبر الغربي -
ذكر موقع «القناة 13» العبرية  أن القتال في اليمن جرى استئنافه بعد ستة أشهر  من وقف إطلاق النار الذي تحقـق بفضل الجهود الحثيثة  التي بذلتها الأمم المتحدة، وخاصة جهود مبعوث  المنظمة إلى اليمن، هانز غروندبرغ.
في إيران واليمن يُنظر إلى الحوثيين على أنهم جزء لا يتجزأ من «محور المقاومة»، وباعتبارهم دولة ذات أهمية حاسمة لإحكام «الحلقة الخانقة» الإيرانية حول «إسرائيل».
وقال الموقع إن الحوثيين قاموا، منذ استئناف القتال الشهر الماضي، بتغيير طفيف في سياستهم العسكرية والتكتيكية.
أوقف الحوثيون، على الأقل في الوقت الحالي، الهجمات في عمق السعودية، ويركزون الآن على الهجمات داخل الأراضي اليمنية، والتي قاموا أيضاً بتقليصها.
وأشار إلى أن الهجمات السابقة تسببت في كثير من الأحيان بأضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية في عمق السعودية والإمارات، وجرى تنفيذها باستخدام صواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار من إنتاج جماعة الحوثيين بشكل مستقل بمساعدة تكنولوجية إيرانية، أو باستخدام أسلحة مطورة ومنتجة في إيران ونقلها إلى الحوثيين. وخير مثال على ذلك طائرة «شاهد-136» المسيرة الإيرانية التي يبلغ مداها الأقصى 2200 كم والموجودة في الأراضي اليمنية، وهي نفسها الطائرة بدون طيار التي نقلها الإيرانيون أيضاً إلى الجيش الروسي الذي استغلها بكثافة في حربه في أوكرانيا.
وذكر الموقع أن الأيديولوجية والديماجوجية المعادية لـ»إسرائيل» التي تبناها الحوثيون، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة التي صرحوا ولا يزالون يصرحون بها ضد «إسرائيل»، غالباً ما تسبب قلقا في المؤسسة الأمنية. وبلغت ذروتها عندما وضع الجيش «الإسرائيلي» في بداية كانون الثاني/ يناير من هذا العام بطارية قبة حديدية في منطقة «إيلات» خوفاً من هجوم الحوثيين على أهداف مهمة في المدينة الجنوبية، وذلك قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين على أبوظبي عاصمة الإمارات، أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ للإمارات.
ولفت الموقع إلى إن القدرات العسكرية المهولة للحركة، وموقعها الجغرافي البعيد عن «إسرائيل»، وكونها ساحة «جديدة» وأجنبية نسبياً، لا تضفي إحساساً بالأمن في «إسرائيل» نحوها. رغم الخطاب الحوثي الذي يتسم بمعاداة شديدة لـ»إسرائيل» ومعاداة السامية، إلا أن الحوثيين تجنبوا، حتى الآن، الهجوم المباشر على «الأراضي الإسرائيلية»، ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال في المستقبل القريب أيضاً. ومع ذلك، قد يتغير قرار الحوثيين بسبب التطورات المهمة في اليمن، أو جراء سيناريو حرب «إسرائيلية» كبيرة ضد حزب الله أو وكيل إيراني آخر، أو تعليمات إيرانية صريحة.
وطرح الموقع تساؤلاً حول سبب عدم مهاجمة الحوثيين لـ»إسرائيل» رغم امتلاكهم الإمكانيات، والرغبة، وزعمهم أن لديهم أيضاً «بنك أهداف إسرائيلي»، بالإضافة إلى المساندة الإيرانية، وأرجع الموقع ذلك إلى ردع الجيش «الإسرائيلي» والمؤسسة الأمنية «الإسرائيلية»، أو ربما لا مصلحة لهما في مثل هذا الهجوم، أو ربما ينتظران التوقيت المناسب والأنسب لهما.
ويقدر الخبراء أن «التوقيت المناسب» لحركة الحوثيين التي تبنت شعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود»، قد يكون ممكناً، كما ذكرنا، في ظل التطورات الهامة. على سبيل المثال، قد تتيح إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل إيلاء مزيد من الاهتمام لما يحدث في «إسرائيل»، وتسهل تكديس وتطوير الأسلحة ذات الصلة لشن هجوم على «إسرائيل».
كما يزعمون أن مواجهة مباشرة بين إيران و»إسرائيل» على: سورية، لبنان، البرنامج النووي الإيراني، وغيرها؛ أو مواجهة كبيرة بين «إسرائيل» وأحد وكلاء إيران في المنطقة (حزب الله، حماس، والميليشيات في سورية والعراق) قد تتسبب أيضاً في رد فعل للحوثيين ضد «إسرائيل». التضامن مع «محور المقاومة» والرغبة في مساعدة أصدقائهم حين الشدة – سيتطلب منهم الرد على هذا الأساس. بطبيعة الحال، فإن نطاق الهجوم ودوافعه سيتوافق مع حجم الصراع «الإسرائيلي» الإيراني في المنطقة، إذا تطور.
وتشمل هذه القائمة أيضاً: الخطاب السياسي «الإسرائيلي» حول الحركة وأنشطتها الإرهابية، وأيضاً - التهديدات والتحذيرات العلنية ضدها. ومن المرجح أن تزيد هذه أيضاً من دافع الحوثيين لمهاجمة «إسرائيل». بالمناسبة، ليس بالضرورة أن يهاجم الحوثيون «الأراضي الإسرائيلية». قد يهاجم الحوثيون السفن والناقلات «الإسرائيلية» القادمة من الشرق إلى ميناء «إيلات» عبر المضيق الاستراتيجي «باب المندب». لا يجب التقليل من هذه الأهداف. لقد هاجم الحوثيون بالفعل ناقلات وسفن سعودية وبريطانية وغيرها من سفن النفط والبضائع في الماضي.
ولا يخفى على أحد أنه منذ توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، ازداد حجم التجارة الأمنية بين الطرفين، كما زاد الوجود السياسي والعسكري «الإسرائيلي» في تلك الدول بشكل طبيعي. وقد أدرك الحوثيون هذا الوجود «الإسرائيلي»، ويخشون أن يستغل «المحتلون الصهاينة» وجودهم في تلك الدول لتنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية ضد الحركة.
بشكل عام، فإن الجزء الأكبر من تهديدات الحوثيين لـ»إسرائيل» يتعلق بعلاقات «إسرائيل» مع الدول العربية والأعمال المزعومة التي تقوم بها «إسرائيل» «ضد الشعب اليمني»، على حد تعبير مسؤولين بارزين في الحركة. اعتباراً من اليوم، فإن الحوثيين «هنا» متواجدون من أجل البقاء، ورغم الاعتقاد الذي كان سائداً حول سهولة إخضاعهم، إلا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سرعان ما اتضح له أنه لن يكون قادراً على القيام بذلك، ومنذ ذلك الحين هو وجيشه غارقون في «الوحل اليمني» ويواجه صعوبة في الخروج منه.
نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي المصير الذي تشترك فيه السعودية و»إسرائيل» في هذا السياق. دولتان ذاتا سيادة تقاتلان التنظيمات الإرهابية القاتلة الموجودة في جنوب الدولتين. في السعودية، على عكس «إسرائيل»، تمكنوا من الاستفادة وتوجيه الخطاب الإعلامي والعالمي، وتحقيق إجماع واسع نسبياً لمعظم عملياتها العسكرية في اليمن.

موقع «القناة 13» العبرية