يحدث في المحافظات المحتلة أن تجد هذا الفصيل أو ذاك من فصائل الارتزاق يتحدث عن وطنية طارئة تتلبسه كلما شعر بأن مصروف الجيب الذي يمنحه له المحتل من حين لآخر قد قل أو بدأ يتناقص. فتراه قد راح يعلن أنه لا بد من تغيير قواعد اللعبة ميدانيا. وميدانيا يظل الوضع على حاله ولا شيء يتغير، حيث يبقى الاحتلال احتلالا والمرتزق مرتزقا. وما بين احتلال ومرتزقة يتم إفساح المجال قليلا لمناورات تصلح للاستهلاك الإعلامي. انتقالي الإمارات يحدد ما سماها ساعة صفر لـ«استعادة عدن»، ومراقبون يرونها مناورة رخيصة بين الاحتلال ومرتزقته عنوانها استعادة مصروف الجيب.

حدد ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، ما سماها ساعة صفر لـ«استعادة عدن» وطرد قوات الاحتلال السعودي وحكومة الفنادق من المدينة التي يعتبرها معقله الرئيسي.
وكشف المرتزق معين المقرحي، القيادي في انتقالي الإمارات وأركان حرب ما يسمى اللواء الأول دعم وإسناد، أن غدا الأحد سيكون موعدا لتطويق قوات الاحتلال السعودي، داعيا في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي كافة «الفصائل الجنوبية» إلى المشاركة في الاحتشاد بمنطقة بئر أحمد التي يتخذها الاحتلال السعودي قاعدة له.
وأشار المقرحي إلى أن بئر أحمد ستكون قاعدة الانطلاق للسيطرة على بقية المديريات وفرض واقع جديد، موضحا أن «مطالبهم تتضمن صرف مرتبات كافة الفصائل الجنوبية من أحزمة ودعم ومقاومة جنوبية، والمتوقفة منذ أربعة أشهر ودفعها بشكل منتظم»، حد قوله.
وسخر ناشطون من منشور المقرحي الذي سماه «البيان الأول»، والذي يزعم فيه استعادة عدن، فيما الحقيقة أنه يدعو لاستعادة مصاريف الجيب التي بدأ المحتل يقلصها على مرتزقته في الآونة الأخيرة.
وأكد الناشطون أن التحشيد الذي دعا إليه الانتقالي لا يعدو كونه تسولا منه للمحتل الذي بيده ناصيته وناصية أمثاله من فصائل الارتزاق، حتى يمن عليه بما كان قد حدده من مبالغ مالية شهرية، مشيرين إلى أن الانتقالي يحاول مرة أخرى استثمار قضية مستحقات المتقاعدين وتسوية أوضاعهم، ناهيك عن تشدقه بالمطالبة بتخفيض الأسعار وتوفير الخدمات.
وشن المقرحي في بيانه هجوما غير مسبوق على حكومة الفنادق التي يطالب الانتقالي بإقالة رئيسها المرتزق معين عبدالملك.
يذكر أن إعلان المقرحي جاء بعد ساعات على لقاء جمع المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس انتقالي الإمارات، بقادة عدد من فصائله أبرزها» الحزام» و«العمالقة».
غير أن سياسيين اعتبروا أن إعلان البيان هو انقلاب مكتمل الأركان بهدف إعادة «فرض الإدارة الذاتية»، مشيرين إلى أن اللواء يعد أبرز الفصائل الجنوبية الرافضة لتوجهات الاحتلال السعودي تفكيك الفصائل الجنوبية، وهو من الألوية التي قطع عنها الاحتلال السعودي المرتبات منذ أشهر واستثناها مما تسمى «مكرمة الزبيدي»، واستدعاؤه من قبل الزبيدي، نظرا لأن يافع تمثل قوامه، يشير إلى محاولة الزبيدي المناورة به.
وأضافوا أنه بغض النظر عن محاولة تصوير التصعيد الجديد للواء كمطالب حقوقية، فإن توقيت التحرك يشير إلى أنه يحمل أبعادا سياسية وأن تصعيد انتقالي الإمارات في معقله هو بمثابة محاولة أخيرة منه لإثبات وجوده الذي أصبح رهن ما ستحسمه أجندات الاحتلال السعودي الإماراتي، عشية تطورات جديدة تعصف بمستقبله، في ظل الضغوط السعودية لإقالة محافظه هناك المرتزق أحمد لملس، والترتيبات لإجلاء ما تبقى من فصائله في مدينة عدن المحتلة، ناهيك عن استمرار منع الزبيدي من العودة.