أطلقت فصائل الاحتلال الإماراتي سراح أسرى من تنظيم القاعدة التكفيري كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق.
وكشف تنظيم القاعدة، اليوم، عن إطلاق فصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، عددا من أسرى التنظيم، بعد أيام قليلة على الإعلان عن أسرهم خلال مواجهات أحور.
وأوضح التنظيم التكفيري، في بيان له، أنه لم يعد لديه أسرى لدى «الانتقالي»، مشيرا إلى أن العملية التي نفذها عناصر التنظيم في أحور وخلفت 30 صريعا وجريحا من فصيل ما تسمى «مكافحة الإرهاب» كانت تستهدف المرتزق ياسر شائع، في إشارة إلى أنها لم تكن ضد الانتقالي.
ولم يشر التنظيم إلى العمليات التي شهدتها أبين أمس الأول وخلفت قتلى وجرحى في صفوف مرتزقة الإمارات.
ويأتي هذا التحول في العلاقات بين التنظيم التكفيري وفصائل الانتقالي ليفصح عن يد الاحتلال الواحدة التي تدير المشهد وتمنح أدواتها الأدوار.
وجاء بيان التنظيم بعد يوم على تقارير إماراتية تصف الهجمات على مرتزقتها في أبين بـ«المفاجئة»، لكن المعطيات تؤكد أن الاحتلال الإماراتي لديه علاقات وطيدة بتنظيم «القاعدة»، ونجح وفق تصريحات سابقة لضباط إماراتيين من دمج العشرات من تكفيريي التنظيم ضمن فصائل الارتزاق الجنوبية المنادية بالانفصال.
واتسعت رقعة الهجمات على فصائل مرتزقة الإمارات، اليوم، في عدد من مديريات أبين.
وأفادت مصادر محلية بأن انفجارا جديدا هز مديرية لودر في وقت مبكر اليوم، دون أن توضح فصائل الإمارات عما خلفته العملية.
كما شهدت مدن زنجبار ومودية والوضيع منذ مساء اليوم  سلسلة انفجارات مماثلة في وقت تحدثت فيه مصادر قبلية عن اشتباكات متقطعة بين أدوات الاحتلال.
وبحسب مراقبين، فإن إطلاق سراح أسرى القاعدة، اليوم، يأتي كإشارة من قبل مرتزقة الإمارات إلى رفع الراية البيضاء وتخفيض لهجتهم التي كانت تتحدث عن «تحرير في غضون ساعات».
فبالرغم من محاولاته الحثيثة في تشديد قبضته على معاقل خصومه، يحاول انتقالي الإمارات أيضا تصوير حملته في أبين بأنها لـ«مكافحة الإرهاب»، رغم ارتباطه الوثيـق بتيارات داخـــل تنظيمي داعـش والقاعدة التكفيريين واللذين تديرهما أيضا قوات الاحتلال.
وبدأت أصوات داخل الانتقالي تتساءل عن أخذ المعارك منحى عكسيا مع تصاعد الشكوك حول أهداف فصائل المجلس وارتفاع فاتورة قتلاه.
واعتبر الصحفي الجنوبي إياد الردفاني سقوط أكثر من 30 قتيلا في صفوف مرتزقة الانتقالي في أقل من أسبوع بأنه يكشف «عبثية المعارك الأخيرة»، مشيرا إلى أن «الجنوبيين يدفعون فاتورة باهظة ومكلفة».
وقلل الردفاني المعروف بتنظيره للانتقالي، من نتائج المعركة الحالية، مطالبا الانتقالي «بالكشف عن الهدف الحقيقي وما إذا كان قرار المعركة اختياريا أم دفعا من قبل أطراف خارجية لاستنزافه».
وعلى ضوء تحركات الخونج الأخيرة للجم جماح فصائل الإمارات، ألمحت سلطات الرياض، اليوم، إلى توجهها نحو تصفير إجراءات الانتقالي.
وقالت صحيفة عكاظ السعودية، اليوم، عبر  مساعد رئيس تحرير عبدالله آل هتيلة، إن الرياض لن تعتمد سوى القرارات الصادرة مما يسمى المجلس الرئاسي، الذي شكلته مسبقا.
واعتبر آل هتيلة أي قرارات وتوجيهات خارج» الرئاسي» يتحمل مسؤوليتها من يتخذها، في إشارة إلى تحركات الانتقالي الأخيرة في محافظة أبين.
وبحسب مراقبين، فإن تصريحات هتيلة تأتي ضمن مسار تصعيد إعلامي سعودي ضد انتقالي الإمارات.
كما لم يتضح بعد ما إذا كانت الحملة الإعلامية تعكس نقمة سعودية أم محاولة لمراضاة أتباعها الآخرين، لكنها من حيث التوقيت تشير إلى أن الرياض تستعد للتدخل بقرارات لإعادة التوازنات بين أدوات الاحتلال على الأرض.