حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
من لا يذكر محمد الخربة، نجم شعب إب في زمنه الجميل، اللاعب القشاش والفلتة الكروية التي فلتت من أعين القائمين على المنتخبات الوطنية؟!
في صباح ساحر كمدينة إب التقيته داخل نادي الشعب (الإبي). رجل جنتل متواضع خجول ومثقف بشكله المهذب الذي عهدناه عليه, ودينامو لا يتوقف في العمل على تحريك النشاط من بوابة عمله كمشرف رياضي للنادي العنيد أبدا.
وبكل ترحيب كانت المحصلة حوارا فائضا مع خربة العنيد.

 مرحبا كابتن محمد. من أين بدأت الركلة الأولى؟
- في البداية أرحب بزيارتك الكريمة لمدينة إب، وأرحب بصحيفة "لا"، التي نتمنى لها التوفيق والنجاح.
بدايتي في الحارة والمدرسة حتى الفئات العمرية بنادي شعب إب، ثم للفريق الأول. تدربنا على أيدي مدربين كثر، مثل الكابتن أحمد علي قاسم وعادل الملا والمدرب السوداني الإيطالي الأصل جورج استافو وغيرهم. طبعا تم تصعيدي للفريق الأول على يد المدرب أحمد علي قاسم, الذي أدين له بالكثير, وكانت أول مباراة لي أمام الزهرة في صنعاء، والذي كان يضم اللاعبين خالد الناظري وأمين السنيني وعبدالحكيم الكندي وعددا من اللاعبين الكبار.
 بماذا تميز جيل الخربة؟
- كان التميز على مستوى أندية الجمهورية وليس الشعب فقط, على سبيل المثال: شعب إب كان متخما بالنجوم، أمثال الجاموس السحراني وحلقوم وإبراهيم الصباحي وصلاح صبرة ومحمود الصباحي... كان الفريق يضم أكثر من 9 نجوم في تشكيلته. في أهلي تعز تجد محمد طه وجميل حبيش و... و... والكثير من النجوم... وهكذا كان كل فريق في الجمهورية, عكس الجيل الحاضر بالكاد تجد لاعبا أو اثنين مميزين في فريقهما.
 ولماذا هذا الانحسار في النجوم خلال الوقت الحاضر؟
- أرى أن ذلك هو نتيجة مواكبة العصر. النت مشكلة كبيرة وما يصاحبها من سهر, القات, عدم محافظة اللاعب على نفسه، عدم الالتزام... وغيرها, مثل هذه تدمر اللاعب ولا تساعده على تطوير نفسه رياضيا وذهنيا وصحيا.
 رغم تألقك إلا أنك كنت خارج المنتخبات الوطنية...؟
- شاركت فقط مع منتخب إب مع الكابتن أحمد علي قاسم, ولعبت مباريات أمام منتخب صنعاء ومنتخب تعز والحديدة... الخ, وكانت منتخبات المحافظات مفعلة بشكل كبير. لم يتم اختياري للمنتخبات الوطنية لأنه كان يوجد لاعبون كثر أفضل مني, ولم أشعر بأي ظلم بهذا الخصوص.
 كيف كان يجرى التنافس بينكم كنجوم على مستوى فريق شعب إب؟
- كان قويا. كنت ألعب ظهيرا أيسر، وفي هذا المركز كان يوجد ثلاثة لاعبين, والمدرب كان يختار كل واحد منا للعب مباراة ثم يختار آخر لمباراة بعدها وهكذا.
 كيف كانت الأجواء التنافسية حينها في إب؟
- طبعا كان قويا والتنافس بيننا وبين نادي اتحاد إب. أنا أتكلم عن فترة التسعينيات وبداية الألفية الثانية.
 هل سبق أن عملت في إدارة العنيد في منصب آخر غير المشرف الرياضي؟
- حاليا أنا المشرف الرياضي لنادي شعب إب، وسبق وعملت بهذا المنصب منذ 2001 حتى 2007، وحقق النادي خلالها بطولتي دوري وبطولتي كأس على مستوى كرة القدم, وبطولتين في كرة السلة.
 رغم الركود الرياضي الذي تمر به البلاد كيف تحافظون على الأنشطة في النادي؟
- نحاول أن نفعل الفئات العمرية عبر التدريبات والمشاركات. المشكلة التي نعانيها الآن ومنذ عام أننا نحاول المشاركة في بطولة الدوري؛ لكن الاتحاد العام للعبة يعيش في حالة تخبط, لم نعرف ماذا يريد بالضبط. لنا أكثر من 8 أشهر وفريقنا يتدرب من دون أن نعرف هل يوجد دوري أو كأس قادم أم لا, خسرنا ملايين (أكثر من 15 مليون ريال) ما بين مرتبات ونثريات لأننا لدينا مدربون ولاعبون محترفون، وهؤلاء يستلمون مرتبات، كما نصرف على الإعداد... لم نعرف من نكلم ولا من نناشد, ولا يوجد مصداقية في الكلام.
 ما هو الانطباع عن تواجد الكابتن أحمد علي قاسم على رأس الجهاز الفني للعنيد؟
- الكابتن أحمد قبل أن يكون مدربا لشعب إب هو أب للاعبين وابن مخلص لناديه الأم الشعب, الالتزام موجود والاحترام موجود, لدينا أكثر من 38 لاعبا يخوضون معه التدريبات ضمن الفريق الكروي الأول، ومنذ كانون الثاني/ يناير الماضي وحتى الآن والفريق ملتزم بالتدريبات, وإذا كتب الله أن يكون هناك دوري للدرجة الأولى ففريقنا سيظهر بصورة أفضل من الموسم الماضي.
 ماذا عن قضية تعشيب ملعب شعب إب؟
- الإمكانيات المادية صعبة. تعشيب الملعب مكلف جدا. نحن نريد أن يكون ملعب نادي شعب إب مميزا، من تعشيب ومرافق وصالات. حقيقة، النادي راصد مبلغ محدد لتعشيب الملعب، ونحن جاهزون، ونريد أن تكون البداية للعمل قوية ولا تتوقف.
 كم عدد الألعاب المنشطة في النادي؟
- كرة القدم وكرة السلة والتايكواندو والكاراتيه والتنس وغيرها من الألعاب, ومعظمها تشارك في بطولات. خذ مثلا التايكواندو أخذ عدة بطولات مميزة، وحصلوا على الميداليات الذهبية والفضية في المشاركات الداخلية والخارجية, ومنهم البطل علي عياش، لاعب المنتخب الوطني الحائز على ميدالية ذهبية.
 لماذا نسمع تغييرات دائمة على مدربي الفئات العمرية بناديكم؟
- لا يوجد تغيير، بل تبديلات من مدرب فئة عمرية بسن كذا إلى فئة سنية أخرى، والبقاء للأفضل. مدربو هذه الفئات يحتاجون للتغيير، وليس من الأصلح أن يبقوا على حال واحد ولا يتقدمون, وهذا حاصل مع اللاعبين؛ المدرب أحمد علي قاسم مرة يحول لاعبا مثلا كان يلعب في الارتكاز فيجعله يلعب رأس حربة, ولاعبا كان رأس حربة يرى أنه لاعب قشاش. لاعبنا أحمد الوجيه يلعب مع المنتخب ظهيرا، والكابتن أحمد يجعله في الوسط مع الفريق.
 كيف تجري مشاركاتكم كقدامى ورواد في بطولة الفقيد واصل الضبياني؟
- والله كانت بطولة جيدة وناجحة, لمّت الجميع، وكانت هذه الملاعب الخاصة المعشبة صناعيا في إب أو صنعاء أو في أي مكان عندما تستضيف أي بطولة يكون لها أصداء ونجاح كبير. الناس مكتومة والرياضة هي المتنفس الوحيد لهم.
 ما هما أبرز موقفين واجهتهما؟
- الأول مثير، لحظة تقديم إبراهيم الصباحي لكرة مقشرة للجاموس أمام الزهرة في ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء, كان أمين السنيني يصرخ ويقول: قديمة يا جاموس، فسدد الجاموس قذيفته المشهورة بالغواصة ودخلت الكرة مرمى السنيني وسط ضحك كامل فريق الشعب.
ومؤثر، لحظة هبوط فريقنا شعب إب أمام الشرطة في عدن موسم 94، وتركي الاختبار في الصف الثالث الإعدادي وذهبت ألعب مع النادي بدون علم والدي.
 لاعب ترك تأثيره عليك؟
- إبراهيم الصباحي, لاعب مايسترو وفنان كروي وشخص قمة في الأخلاق، داخل الملعب وخارجه, منذ صغري وأنا أراه لاعبا شاملا وهامة كبيرة وموجها يترك لك الكثير في الملعب.
 لاعب كنت تخشاه...؟
- لاعب فريقنا الجاموس في التقسيمة التدريبية. بصراحة كان مخيفا لأي مدافع. وكذلك لاعب أهلي صنعاء عصام دريبان.
 كلمة أخيرة كابتن محمد...؟
- أشكرك أخي طلال، وأشكر صحيفة "لا" التي وصلت نادينا ودردشت معنا وتلمست أوضاعنا عن قرب. وأقول للاتحاد العام لكرة القدم: أنتم قلب مسابقاتنا، تكبدنا مشاكل وخسرنا ملايين ولم نسمع منكم كلمة عن إقامة صادقة لبطولة الدوري أو الكأس.