توعد المؤتمري جناح الإمارات، المرتزق عوض الوزير العولقي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لشبوة، اليوم، بإجراء ما سماها عملية تغيير شاملة في سلطته المحلية والأمنية في حالة عدم تنفيذهم للأوامر والحفاظ على أمن المحافظة.
يأتي ذلك بعد يوم من إصدار العولقي قرارا بإيقاف الخونجي عبد ربه لعكب، قائد ما تسمى قوات الأمن الخاصة.
وقال العولقي، في كلمة له ألقاها باجتماع موسع لسلطته المحلية، إن التغييرات قادمة على الكل، حتى «الذي عاده ما صحي، شبوة أكبر من الكل»، محملا حكومة الفنادق ووزارة داخليتها المحسوبة على خونج التحالف «مسؤولية تأخر إصدار قرارات تغييرات في القوات الخاصة».
وأضاف أنه بعث «رسائل لإحداث تغييرات في أركان وعمليات القوات الخاصة لم ينفذها وزير الداخلية والسلطات العليا»، مشيرا إلى أنه ليس عاجزا عن تطبيق القرارات؛ لكنه يريد «الحفاظ على هيبة وسيادة الدولة»، حد تعبيره.
وكان المرتزق لعكب تعرض لمحاولة اغتيال من قبل ما تسمى «قوات دفاع شبوة» الموالية للاحتلال الإماراتي، وهي العملية التي بررها المرتزق ابن الوزير العولقي بالقول: «فرضنا قرارا بمنع أي استعراضات عسكرية للقوات داخل شبوة، إلا أن قائد القوات الخاصة خرج بعدة أطقم وتجاوز النقطة الأمنية».
وأمس، أصدر العولقي قرارا بإيقاف «قائد القوات الخاصة»، المرتزق عبد ربه لعكب، و«قائد اللواء الثاني دفاع شبوة»، المرتزق وجدي باعوم، على خلفية صدامات مسلحة فيما بينهما الأسبوع الماضي أسفر عنها مقتل وإصابة عدد من عناصر الطرفين.
وقضى قرار المرتزق العولقي بـ»تكليف نائب مدير الشرطة بِالقيام بِمهام قائد القوات الخاصة بِكامل الصلاحيات، وأركان اللواء الثاني دفاع شبوة للقيام بِمهام قائد اللواء الثاني».
ويرى مراقبون أن معركة حامية الوطيس بين أدوات الإمارات وخونج التحالف تدور رحاها على أرض شبوة، بعد تحول في موقف العولقي، حيث يمارس الاحتلال الإماراتي ضغوطا كبيرة لإقالة لعكب وقادة آخرين محسوبين على خونج التحالف، وذلك بعد أقل من عام على إقالة المحافظ السابق الخونجي محمد صالح بن عديو.
وزعم حينها أن الخلاف بين تحالف الاحتلال والخونجي ابن عديو سببه أن الأخير كان قد أمهل قوات الاحتلال الإماراتي ثلاثة أشهر لمغادرة منشأة بلحاف الغازية وتسليمها للدولة، وهو ما أثار حفيظة الإمارات والسعودية في حينها، ودفعتا لإقالته، عقب تصعيد قاده عوض العولقي بدعم إماراتي سعودي للإطاحة بابن عديو.
إلى ذلك، تعرضت منشأة «بلحاف» لتصدير الغاز، مساء أمس ، لقصف صاروخي، الأمر الذي اعتبره مراقبون ردا على قرار العولقي بإيقاف لعكب.
وقالت مصادر محلية إن منشأة «بلحاف»، التي تتواجد فيها قوات الاحتلال الإماراتي، تعرضت لقصف صاروخي، دون تحديد الجهة التي تقف وراء القصف، مشيرة إلى أن القصف لم  ينتج عنه أي خسائر مادية أو بشرية.
وفيما اعتبر مراقبون أن القصف جاء ردا على قرار الإيقاف، اعتبر آخرون أنه يأتي في ظل تصاعد الخلافات بين أدوات الإمارات، حيث تتصادم فصائل العميل طارق عفاش مما تسمى قوات العمالقة، مع ما تسمى «قوات دفاع شبوة» المحسوبة على المجلس الانتقالي، للسيطرة على منابع النفط في شبوة.
وكانت مصادر تحدثت في وقت سابق عن أن قوات الاحتلال الإماراتي، التي تتخذ من منشأة بلحاف مقرا لها، رفضت، منتصف الأسبوع الجاري، استقبال مرتزقها عوض العولقي، الأمر الذي جعله يغادر بوابة المنشأة غاضبا إلى ميناء قنا، والتقى هناك بمشائخ قبليين.
وتحولت محافظة شبوة، الغنية بالغاز، إلى ساحة مواجهة دامية مؤخرا، وشهدت عدة مواجهات مسلحة، فيما عادت إلى الواجهة الثارات القديمة بين القبائل، والتي خلفت العديد من القتلى والجرحى في ظل تغذيتها من قبل الاحتلال.
وكانت شركة «توتال» الفرنسية دعت موظفيها اليمنيين للعودة إلى عملهم في حقول الغاز في شبوة بعد معاودتها للعمل هناك.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستفادة من الغاز اليمني في ظل تصاعد الأزمات حول إمدادات النفط العالمية بفعل الحرب في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي قام الأسبوع الماضي بزيارة إلى السعودية واستطاع إقناع حكامها بزيادة إنتاجها من النفط.
كما قام رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان بزيارة إلى فرنسا في 18تموز/ يوليو الجاري في أول زيارة رسمية له خارج المنطقة منذ توليه منصبه في آيار/ مايو.