خاص / لا ميديا
يحاول «رئاسي الاحتلال» منذ تشكيله في الرياض على أنقاض جمجمة العميل هادي أن يبدو جامعا للتناقضات، بحيث له أن يحتفي بـ«فك الارتباط» وبعدها بـ«عيد الوحدة». فما بين 21 و 22 أيار/ مايو ليس أكثـر من يوم واحد بالنسبة له. لكن تلك التناقضات المنسجمة تفضحها وقائع الأرض التي تقول بأن ما حاول الاحتلال جمعه في «مجلس رئاسي» لا يمكن أن يكون على أرض الواقع سوى تناقضات تنذر بمواجهات دامية. في أبين يعود أدوات الاحتلال إلى ديدنهم السابق خونجاً و«انتقاليين»، وفي المهرة يبقى المشهد متعافيا نوعا ما، بما يحمله أبناؤها على عاتقهم بالتصدي لكل مشاريع الاحتلال التآمرية.

حذرت لجنة اعتصام أبناء المهرة من تحركات جديدة تستهدف نشر الفوضى والعنف في المحافظة بدعم من قوى الاحتلال وأدواته.
ودعا الناطق الرسمي باسم اللجنة علي بن محامد، كافة أبناء المهرة إلى رفض مرتزقة الاحتلال الإماراتي مما يسمى «المجلس الانتقالي»، لإقامة فعاليات هدفها جر المهرة إلى أتون الصراعات ونشر الكراهية وإثارة الاقتتال بين أبناء المحافظة.
واعتبر بن محامد دعوات «الانتقالي» تغريداً خارج السرب والإجماع المهري، مؤكدا أن لجنة الاعتصام لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسمح لمن وصفهم بـ«المليشيات» أن تعبث بأمن المهرة.
ودعا كافة أحرار المحافظة إلى اليقظة، والعمل على إفشال جميع تحركات الاحتلال وأدواته.
من جانبه، عدّ سعيد عفري، رئيس الدائرة السياسية بلجنة الاعتصام، دعوة مرتزقة الإمارات لفعالية ما تسمى بذكرى “فك الارتباط” دعوة للفوضى والاقتتال في المهرة.
وقال إن دعوة بعض الأشخاص ممّن يسمون أنفسهم بانتقالي المهرة لحضور مهرجان بعاصمة المهرة الغيضة تحت عنوان (ذكرى) فك الارتباط عن اليمن، هي في الأصل دعوة لأبناء محافظة المهرة السلمية الآمنة المستقرة للانضمام إلى المسرح العدني وما حوله الملتهب بالتفجيرات وبالاغتيالات اليومية.
واعتبر القيادي في الاعتصام أنها «دعوة للانضمام إلى ذات المعاناة من قلة الأمن وعدم الاستقرار، والفقر والجوع وقطع المرتبات، والظلام الدامس من انقطاع الكهرباء، كما أنها دعوة للاقتتال على الأراضي والمساحات ومنها حتى الحكومية، ودعوة للانتقام من الخصوم، ومن كل من يعارض سواء كان مهرياً أو يمنياً.
وأضاف: «والأهم من كل ذلك أنها دعوة للفوضى بمحافظة المهرة من أجل سهولة تسليمها للقوى الخارجية والعبث بها كيفما يشاؤون، وحينها الاحتفال بالنصر بسقوط أفضل وأجمل محافظة عاشت وعاش أبناؤها وزائروها طيلة السنوات السبع أكثر أمناً واستقراراً وهدوءا وتنميةً وخدمات ومشاريع، والعيش الكريم لأنها رفضت المشاركة بالصراعات ونأت بنفسها بعيداً عنها ورفضت تواجد التحالف والتواجد الأجنبي بشتى أصنافه وأعلنت سلميتها».
وأبدى رئيس الدائرة السياسية في لجنة الاعتصام أمله في أن يرفض أبناء المهرة وساكنوها مثل هذه الدعوات التخريبية، والإبقاء على ما هم عليه في أمن وسلام.
والأربعاء الفائت، كشف مرتزقة الإمارات عن استعدادهم لتصعيد أنشطتهم المشبوهة في محافظة المهرة، وذلك بالتزامن مع ذكرى تحقيق الوحدة.
وكان رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة المحتلة، الشيخ علي سالم الحريزي، كشف في وقت سابق عن استمرار بناء قواعد عسكرية بريطانية في مطار الغيضة واستحداث ثكنات ومبان لاستخدامات عسكرية لقوات متعددة الجنسية، مؤكدا دخول أكثر من 18 قاطرة محملة بمواد بناء إلى مطار الغيضة لبناء هذه القواعد.
وأوضح أن ما يسمى المجلس الرئاسي المشكل من قبل تحالف الاحتلال ليس سوى أداة لتنفيذ أجندة السعودية والإمارات في احتلالهما للجزر والموانئ والأراضي اليمنية، داعياً إلى الاصطفاف ومناهضة جميع المؤامرات والمخططات، وإخراج جميع القوات المحتلة.
وفي سياق التصعيد بين أدوات الاحتلال، عاد التوتر إلى محافظة أبين المحتلة.
وقالت مصادر إن مرتزقة تابعين لما يسمى «اللواء 111» والمحسوب على «الانتقالي» رفضوا انتشار خونج التحالف مما تسمى «ألوية الحماية الرئاسية» على طريق شقرة أحور عتق، ما ينذر بمواجهات دامية.
وأضافت المصادر أن مسلحي الخونج انتشروا قرب نقاط تابعة لمرتزقة الانتقالي في الطريق بمبرر الانتشار لتأمين الطريق.
وكان مرتزقة ما يسمى “اللواء الثالث” التابع للخونج سيطروا على البوابة الساحلية الشرقية لمحافظة أبين، معلنين تمردهم عن مجلس تحالف الاحتلال الرئاسي.
وقالت مصادر إعلامية إن مسلحي المرتزق لؤي عوض الزامكي الموالي للخونج والمعين من قبل تحالف الاحتلال أركان ما يسمى «محور أبين ـ قائد اللواء الثالث حرس رئاسي»، تحركوا على رأس قوات مشتركة من محور أبين إلى أحور، وهو ما اعتبره مرتزقة الإمارات مخالفة لـ”اتفاق الرياض وللقوانين العسكرية»، متهمين المرتزق الزامكي بتنفيذ مهمة مشبوهة، وتسعى لإثارة الصراع والفتنة.
من جهتها دعت ما تسمى “المقاومة الجنوبية” في منطقة خبر المراقشة، أتباعها إلى اليقظة لمواجهة أي تحركات لمرتزقة الزامكي في المنطقة.
وكان المرتزق أبو مشعل الكازمي الموالي للخونج والمعين مديرا لأمن أبين، سيطر في أبريل 2021، على مديرية أحور وطرد مرتزقة “الانتقالي”.
وتشير الوقائع على الأرض إلى أن ما تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة ينذر بأن المرحلة المقبلة ستكون “معركة تثبيت قواعد” بين أعضاء رئاسي الاحتلال بتناقضاتهم.