قبائل مأرب قالت كلمتها:موافقون على مبادرة السيد
حازب:مثلت مصفوفة حل لليمن بأكمله وقدمناها من موقع قوة

مأرب / عادل بشر / لا ميديا -
الأنظار متجهة منذ فترة صوب محافظة مأرب، ترقُباً لاستكمال تحريرها من الغُزاة ومرتزقتهم، فيما أعلن أبناء المحافظة موقفهم من مبادرة سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي، ذات النقاط الـ9، وميدانياً تشتعلُ المعارك في عدة جبهات بمحيط مدينة مأرب (مركز المحافظة). بينما تلوح في الأفق ثورة جياع وانتفاضة مظلومين في المدينة نتيجة غلاء المعيشة واستبداد المرتزقة لأبناء المدينة.
في هذا الصدد أكد محافظ مأرب اللواء علي محمد طعيمان، أن المبادرة التي قدمها سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي بشأن مأرب، والمُسلمة للوسيط العُماني، تعتبر مصفوفة حل شامل لليمن بشكل عام ومحافظة مأرب على وجه الخصوص.
وقال اللواء طعيمان في تصريح لصحيفة "لا": "ما تضمنته مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بخصوص مأرب، تُعد مصفوفة حل لليمن ككل وليس فقط محافظة مأرب، وذلك في حال تعامل معها المرتزقة وأسيادهم من قيادة العدوان بمسؤولية وطنية ودينية، وفي حال كان الوطن وأمنه واستقراره ومصلحة أبنائه هو فعلاً هدفهم، كما يُروجون لذلك في وسائل الإعلام على مدى 7 سنوات، لكنهم كل يوم يثبتون أن نيتهم ليست خالصة لله وللوطن والمواطن، وإنما للشيطان متمثلاً بأمريكا و"إسرائيل" وأدواتهما من بعض دول الجوار، لذلك تجدهم يرفضون بتعنت مقيت أية مبادرة لإحلال الأمن والسلام وتحقيق الاستقرار والتصالح والتسامح بين أبناء الشعب الواحد".
وأضاف: "مبادرة سيد الثورة بنقاطها التسع تُمثل إنصافاً لأبناء مأرب، لأنها تضمن مشاركتهم في السلطة والثروة، وهذا ما لم يحصل عليه أبناء المحافظة منذ عشرات السنين، كما أنها تضمن تحقيق السلام وتجنيب المحافظة ويلات الحرب، لذلك وانطلاقاً من مسؤوليتنا وواجبنا الوطني والإنساني والديني، خاطبناهم على مستوى الإعلام وبموجب رسائل خاصة وبواسطة مشائخ من محافظة مأرب، وكنا نتمنى أن يوافقوا عليها، لكنهم رفضوا القبول بها، وهم الآن يحصدون ثمار تعنتهم ورفضهم لأي مساعٍ للسلام".
اللواء علي محمد طعيمان محافظ مأرب الذي التقيناه في مديرية بيحان بمحافظة شبوة أثناء قدومه من مديرية حريب بمحافظة مأرب، أوضح بقوله: "قدمنا مبادرة مأرب من موقع قوة، فجاء الرفض مشتركاً من حزب الإصلاح وقيادة العدوان، لذلك كان لزاماً على أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية المضي لتحرير ما تبقى من المحافظة، ونحن الآن قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل تراب مأرب".
ونصح طعيمان قيادة حزب الإصلاح في مأرب أن يستوعبوا الدرس مما حصل لأقرانهم في محافظتي البيضاء وشبوة، حيث تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من تحرير كامل مديريات محافظة البيضاء وثلاث من مديريات محافظة شبوة، في وقت وجيز، رغم الفارق الكبير بين ما يمتلكه العدوان من العُدة والعتاد والأفراد، لكنهم فروا تاركين مدرعاتهم ودباباتهم وراءهم لتلتهمها نيران الأبطال، مؤكداً بقولهِ "تحرير مدينة مأرب قريب جداً، المعارك مستعرة وأبطالنا بالقرب من مركز مديرية الجوبة، والتقدمات مستمرة وستبقى كذلك حتى تطهير آخر شبر من التراب اليمني".

قبائل مأرب ترحب بمبادة سيد الثورة
في غضون ذلك، أعلنت قبائل مأرب، أمس، في مؤتمر صحفي بصنعاء، الترحيب بمبادرة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بشأن المحافظة.
وأكد بيان صادر عن كبار مشائخ ووجهاء وعقال محافظة مأرب ألقاه الشيخ حسين حازب، عن تسليم نسخ من بيان الترحيب بالمبادرة لمكتب السيد القائد والوسيط العماني والناطق الرسمي لأنصار الله رئيس الوفد الوطني المفاوض.
وجاء في البيان: "انطلاقاً من واجبنا ومسؤوليتنا نحو وطننا وأهلنا ومحافظتنا محافظة مأرب، وبالاطلاع على المبادرة الهامة التي تسلمها الوسيط العماني من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ووردت نقاطها التسع على لسان الأخ محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لأنصار الله، والمسماة مبادرة مأرب، فإن أبناء قبائل مأرب يمثلهم الموقعون على هذا البيان يعلنون الترحيب والقبول بها وبما اشتملت عليه، كوننا ساعين منذ بداية الأحداث إلى السلام وتوقيف الحرب وحقن الدماء وتحقيق العدل والمساواة بين كل أبناء الوطن اليمني الواحد، ونعلن تمسكنا بها في الحاضر والمستقبل، ونحمل من يرفضها المسؤولية القانونية والحقوقية وكل ما ينتج عن رفضها وعدم القبول بها من أضرار بأبناء مأرب وبالوطن اليمني كله".
وأشار البيان إلى أن مبادرة السيد القائد ومنذ إعلانها أوجدت حراكاً واسعاً في أوساط قبائل مأرب، كونها قدّمت التنازل من أجل اليمن ووضعت أبناء المحافظة جميعاً أمام مسؤولية كبيرة، لافتاً إلى أن الترحيب جاء بعد التواصل بين عدد من مشائخ المحافظة في صنعاء ومأرب وعواصم خارجية، مؤكداً أن قبائل مأرب وعقالها بذلوا ويبذلون كل الجهود والمحاولات منذ عام 2015م، لتجنيب مأرب الصراع والحرب، باعتبارها تمثل الخزنة أو المخزون لليمن، ومصدر الطاقة للشعب اليمني بأكمله والتنمية وجعلها منطقة سلام وخير للجميع.
وقال: "إن العدو استطاع عبر من يقفون معه من أبناء جلدتنا، أن يحول المحافظة إلى قاعدة له، ونقطة انطلاق لمهاجمة صنعاء ومحافظات الجمهورية".
وأضاف: "لم يتم احترام رغبة ومصلحة أبناء المحافظة، وتعرضوا لما تعرضوا له من الدمار والقتل والتشريد والنزوح".
ولفتت قبائل مأرب، إلى أن الكرة أصبحت اليوم في ملعب الطرف الذي يقف مع قوى العدوان. 
الشيخ حسين حازب، وهو أحد أبرز مشائخ مراد في محافظة مأرب، والمُكلف من قبل مشائخ وعقال وكبار المحافظة سواء المتواجدين في صنعاء أو مأرب أو في الخارج، لإعلان موقف أبناء المحافظة من مبادرة السيد عبدالملك الحوثي، أكد،أمس، أن مبادرة السيد فيها رسالة واضحة بأنه لو قبل بها الطرف الآخر منذ تقديمها لتوقفت الحرب والاقتتال وحُقنت الكثير من الدماء، مشيراً إلى أن المبادرة تضمنت تقديراً لأبناء مأرب، وحقاً لم يعطه لهم أحد في يوم من الأيام.
وقال حازب: "شعرنا أن هناك من يتحدث باسم مأرب ويقول إن أبناء مأرب يرفضون المبادرة، وهذا ليس موقف أبناء مأرب على الإطلاق، وبالتالي أبناء مأرب يقولونها اليوم بصريح العبارة وبالفم المليان إنهم موافقون على هذه المبادرة، ويطلبون من الطرف الآخر أن يقبلها إذا كان يريد لمأرب ولأبناء مأرب ولليمن خيراً، وهي واضحة بأن من يرفضها لا يريد الخير لأبناء مأرب ويريد الشر والاستمرار في الحرب".
وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أعلن بتاريخ 9 أغسطس الماضي، عن تسليم الوسيط العماني مبادرة مقدمة من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بخصوص محافظة مأرب، وتتضمن 9 نقاط، من بينها تشكيل إدارة مشتركة متكافئة من أبناء مأرب لقيادة المحافظة وإدارة شؤونها بشكل مشترك ومتكافئ في جميع المجالات، ووقف أشكال التدخل الخارجي لأي دولة في شؤونها، وتشكيل قوة أمنية مشتركة بقيادة مشتركة من أبناء مأرب لإدارة الشؤون الأمنية في المحافظة، وإخراج كافة القوات الأجنبية، وإخلاء مأرب من عناصر "داعش والقاعدة" بشكل كامل، والالتزام بحصص المحافظات الأخرى من الغاز والنفط وضمان إيصالها وغير ذلك من الخدمات الأخرى وتوزيعها وفق معايير صحيحة، وغيرها من النقاط التي مثلت –وفقاً لمراقبين- مصفوفة حل شامل لليمن بشكل عام ومأرب خصوصاً.

تقدمات ميدانية
على الصعيد الميداني، واصلت قوات الجيش واللجان الشعبية، أمس، تقدمها في مختلف الجبهات بمحيط مدينة مأرب.
وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة "لا" أن المعارك احتدمت، أمس، بين الجيش واللجان الشعبية وبين المرتزقة في منطقتي الزاحم وآل الصلاحي بمديرية الجوبة، جنوب مدينة مأرب، مشيرة إلى أن المرتزقة تكبدوا خسائر كبيرة في صفوفهم.
وأشارت المصادر إلى أن هدوءاً حذراً خيم على جبهات العبدية، المحاصرة من قبل الجيش واللجان الشعبية، وذلك بعد تدخل وساطات قبلية محاولة إقناع الطرف الأخر بتجنيب ما تبقى من المنطقة الحرب. 
يأتي هذا فيما يحاول العدوان إسناد مرتزقته بغارات جوية لا تتوقف، حيث شن طيران العدوان أمس 20 غارة على مديرية الجوبة وثلاث غارات على صرواح.

انفجارات عنيفة تهز مدينة مأرب 
إلى ذلك، قتل وأصيب عدد من المرتزقة بينهم قيادات، في انفجارات هزت مدينة مأرب أمس، فيما يكتنف الغموض مصير المرتزق صغير بن عزيز.
وأفادت مصادر محلية أن انفجاراً هز منزل بن عزيز في حي الروضة بمدينة مأرب أثناء اجتماع لقيادات المرتزقة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى وتدمير المنزل بالكامل، مشيرة إلى مشاهدة سيارات إسعاف تنقل قتلى وجرحى تحت حراسة مشددة. ورجحت المصادر أن يكون صغير بن عزيز ضمن الضحايا.
وكانت وسائل إعلام تابعة للعدوان ذكرت أن قوات الجيش واللجان الشعبية أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية، فيما لم تعلن الأخيرة مسؤوليتها عن أي هجوم.

بوادر اندلاع ثورة شعبية
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية في مدينة مأرب أن بوادر لثورة شعبية توشك على الاندلاع بعد أن ساءت أحوال المواطنين بشكل كبير.
وأوضحت المصادر أن الوضع المعيشي داخل المدينة أصبح لا يطاق نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهبوط مستوى العملة المحلية إلى أقصى حد، واستحواذ قيادة الإصلاح ومرتزقة العدوان على إمكانيات وإيرادات المحافظة الغنية بالنفط والغاز، محذرة مما سمتها "ثورة الجياع" التي قد تشهدها المدينة.
المصادر ذاتها أضافت أن مرتزقة العدوان يمارسون الاستبداد والظلم بحق أبناء المدينة، وكان آخرها قيام ثلاثة من أطقم المرتزقة بالهجوم، أمس الأول، على منازل الأشراف، مقتحمة عدداً من المنازل، واقتادت عدداً من أبناء الأشراف بقوة السلاح، بينهم أطفال، إلى معتقلات المرتزقة الممتلئة بالمواطنين الأبرياء.