مروان انعم / لا ميديا -
قبل عام ونصف من الآن شعر الحاج علي محمد ناجي من أبناء منطقة ذي السفال، أن ثمة شيئاً ما في ساقه يمنعه من السير بشكل طبيعي ومزاولة عمله في محل للحلويات بمنطقة الخرج بالسعودية.
الحاج علي وكما يفعل الكثيرون تردد كثيراً على الصيدليات لأخذ المسكنات والمهدئات علها تتمكن من تخفيف آلامه وأوجاعه التي كانت تزداد سوءاً وتدهوراً مع مرور الوقت، ليقرر عقب ذلك الذهاب إلى أحد المستشفيات في السعودية التي كانت سبباً في تدهور حالته الصحية على حد وصفه.

تشخيص خاطئ كلفه ساقه
يقول الحاج علي البالغ من العمر 51 عاماً إن إهمال الأطباء السعوديين الذين وصفهم بـ»المتكبرين وغير الإنسانيين» وعدم إجرائهم للفحوصات السريرية الدقيقة لتشخيص المرض واكتشافه بشكل مبكر، واستخفافهم بحياة المغتربين اليمنيين في السعودية، كان سبباً رئيسياً في بتر ساقه اليمنى التي اتضح لاحقاً إصابتها بـ«اللايبو ساركوما» أو ما يعرف بسرطان الغدد الدهنية.
ويضيف ساخراً بأن الأطباء في السعودية شخصوا أوجاع ساقه أنها ناتجة عن مجرد احتكاك في العظام أدى إلى تورم وانتفاخ شديد مصاحب لحالة من الفتور والإعياء الشديدين.

عودة إلى الوطن للعلاج
عقب أسابيع من تدهور حالته الصحية، وبعد فرض الإجراءات الاحترازية من فيروس «كورونا» في السعودية، قرر العودة إلى أسرته في اليمن واستكمال العلاج مما كان يعتقد أنه مجرد احتكاك في العظام، حسب تشخيص الأطباء السعوديين.
وعند عودته إلى مسقط رأسه، ونزولا عند رغبة أبنائه في زيارة الطبيب مجدداً وإجراء الفحوصات، توجه إلى أحد المستشفيات في تعز، ليجري الفحوصات الدقيقة التي أكد من خلالها الأطباء إمكانية علاج المرض أو إيقاف زحفه باتجاه الحوض والرئتين في حال تم اكتشاف وتشخيص المرض الخبيث بشكل مبكر.

تأمين صحي بآلاف الريالات مقابل لا شيء
الحاج علي يقول بحسرة ممزوجة بغيظ مكبوت في صدره: «كل مصائب وأوجاع اليمنيين مصدرها السعودية وحكامها أصحاب النظرة المتعجرفة والمتكبرة التي أصبحت أسلوب حياة لدى الكثير من السعوديين»، موضحاً أن المغترب اليمني يعاني من أجل لقمة العيش الأمرين، ولا يحظى بأي رعاية صحية بالرغم من إجباره وإكراهه على دفع رسوم تأمين صحي سنوي تتراوح بين 2000 و8000 ريال سعودي، مقابل اللاشيء والإهمال والعبث.
وبالرغم من الحصار المفروض على اليمن ومنع دخول الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية (الكيميائية والإشعاعية) من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، إلا أن الحاج علي مايزال يتردد على المستشفى الجمهوري في صنعاء، متسلحاً بمعنويات عالية وقوية كعادة اليمني، لأخذ الجرعات المنتظمة لإيقاف زحف المرض والتغلب عليه.