طاهر علوان الزريقي / مرافئ - 
السينما الأمريكية بإنتاجاتها الضخمة ومواضيعها الشرسة والقاسية التي تدمر العقول والنفوس وتحاول أن تغير الإنسان وتعيد صياغته ليصبح أكثر استعداداً لتقبل الوباء الأمريكي ونظامه الإمبريالي المتوحش، سينما تمتلك إمكانيات مادية وتقنية هائلة تستطيع أن تزيح من طريقها السينما المغايرة لها وتحتل الصدارة بقوة الإثارة والدعاية والإعلان، ولعل أبرز وسائل النظام الأمريكي الإمبريالي وأخطرها هي أفلامها السينمائية التي تكتسح الصالات والعقول وتحاصر السينما الأخرى التي تحاول أن تقول شيئاً مختلفاً أكثر إنسانية وأعمق تعبيراً عن الحياة وتحاول أن تقدم الفني والاجتماعي البديل لسينما العنف والجريمة والقتل والضحايا وعصابات الموت، أفلام تترك أسوأ الآثار في النفوس وعقول المشاهدين 
السينما الأمريكية بكل ثقلها وإمكانياتها المهولة تحاصر سينما الحياة التي تأخذ بيدك إلى نواح شتى في الحياة وبواقعية وأسلوب فني جذاب وجميل وبطموحات إنسانية رائعة وأهداف نبيلة وصور جذابة تعالج مشاكل الحياة المقلقة والقاسية، تعالج مشاكل الشباب وثوراته واحتدامه وأحلامه ورغباته الجنونية التي قد تكون مدمرة لكنها مفعمة بالمعاني وفيها كثير من العمق والجمال، أفلام تدور معظمها حول العلاقات الإنسانية ومواقفنا من العالم في خيوط دقيقة ينسجها الأمل حيناً والخيبات أحياناً أخرى.
وبالرغم من تلك الصعوبات القاسية التي نعيشها ونحمل في أعماقنا ثورة صاخبة وتمرداً على أوضاعها الاجتماعية، إلا أن تلك الأفلام تجعل الابتسامة لا تفارقنا، تجعلنا نقبل على الحياة بروح طفولية مرحة، تشعرنا أن العالم كله ملكنا، أفلام رقيقة وعذبة لا نكبات أو دماء تجري، لا حرائق تشتعل، ولا ورؤوس تتفجر، ومنازل تتدمر.
سينما فيها الكثير من الجمال والعذوبة تقف شامخة في وجه طغيان السينما الأمريكية البشعة.