إنصاف أبوراس / مرافئ -
أحياناً أستغرب عجزي عن ترجمة ما يزدحم داخلي لحروف تتشكل بهيئة ترضي مشاعري.
الآن مثلاً كنت ساخطةً حد السماء وعاجزة عن كتابة ما أرغب به.
وأنا أمضي في طريقي نحو أحد محلات بيع المأكولات السريعة، كانت الرائحة تعطر أنوف الجوعى الذين كنت أحداهم. حقيبتي أيضا تحتوي قيمة تلك الوجبة.
السماء تبدو صافية، وكل الوجوه من حولي تعتليها الابتسامات. شعرت بالرضا كثيراً.
اليوم كما قرأ لي حظي في «برجك اليوم» كان صادقا. ًيومك جميل والحياة حلوة. لا شيء يستحق الحزن. اقتربت من البائع، طلبت الوجبة وكلي شوق لتناولها. قبل أن أمسك بها، كان صوت بكاء ولد صغير وتوسل يكرر بخوف:
لم أسرقها.. أنا فقط جائع.
نظرت إليه وحدقت في تفاصيله التي كشفت لي معاناته. أخذت وجبتي وتوجهت نحوه، ثم أخرجت من حقيبتي قيمة ما أخذه، وتركت له وجبتي ومضيت أتساءل: 
هل تلك الأبراج تخص حتى هؤلاء؟! هل لهم أيام سعدهم أيضا ليستغلوها؟! أم أن الابراج قد استثنتهم أيضاً؟!
حين عدت، حاولت كتابة قصة عن الجوع؛ كيف يفرض سيطرته على طفل صغير دون شفقه؟! لكن يبدو بأن كل شيء يستثني وجع البسطاء فتتمرد حتى الحروف، فلا تسطر على السطور حكاياهم ليتصفحها الآخرون!