إذعان الشارع وخضوعه بلا حدود هو الحالة الطبيعية التي تعمل أحزاب المسوخ والعملاء على إدامتها وتأبيدها في الجغرافيا المحتلة، وستنجح في سعيها الذميم هذا بمقدار ما تبقى من مخزون سذاجة لدى المقهورين يجعلهم يجددون الثقة في هذه الأحزاب العفنة والوضيعة.
كفى بالاحتلال والعدوان واعظاً، ومن لايزال من بشر الجغرافيا المحتلة ينسب الجوع والفوضى والجريمة وتدهور الأوضاع المعيشية ودهس الآدمية لأسباب أخرى، متجاهلاً كونها نتاجاً مباشراً لمشروع الاحتلال والهيمنة والتصهين، فإنه جدير بالدهس حتى إشعال آخر تتحرك فيه آدميته فينقد الكرامة مهرها الثمين.
دون ذلك سيبقى انعدام أفق الأمل في الخلاص مطبقاً بخناق حناجر الساذجين وأحذية الطغاة وصبيانهم، تهرس بلا رحمة صدور السذج الغافلين غير آسفة ولا محتسبة لردة فعل.
إنها جناية التولي لطواغيت الأرض وقد نصبتموها يافطةً وشعاراً تنعقون به في وجه إخوة التراب وأشرف أبناء الأرض، زاعقين: «شكراً سلمان»!! محصوا متوالية الدهس تجدون مبتدأها هذا الانحراف الفادح..
«... إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير». هذا قول المولى عز وجل.
وهو قول الفطرة السوية الذي تجدونه في بيت المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلامُ.
ومن أعرض فعليها، ومن دساها خاب مطلق الخيبة، والعاقبة للمتقين.