حاوره: عمار الأسودي / لا ميديا -

عُرف بالجدار الصلب. اتخذ من رياضة المستديرة مهنة لا هواية، مرتقياً بذلك على المستويين المحلي والإقليمي.
لاعب قوي وحازم في الملعب. صال وجال محققاً الكثير من المجد والاحترام. كسب قلوب الجماهير وأسعد القلوب بالمتعة التي قدمها في الملاعب لسنوات طويلة.
إنه جنرال دفاع اليمن بامتياز، "المقاتل الزرنوقي" في صفوف شياطين الساحل الغربي الحُمر (أهلي الحديدة)، وإمبراطور الأندية اليمنية (أهلي صنعاء)، والنجمة البحريني، والمنتخبات اليمنية، سالم سعيد، الذي فتح قلبه لملحق "لا الرياضي" بحوار شفاف شيق.
 نرحب بك في صحيفة 'لا"!
- أهلاً بك وبصحيفة "لا".
 هلا تعطينا نبذة عنك؟
- سالم سعيد عبدالله. مواليد1977م – محافظة الحديدة. متزوج ولدي 4 أبناء. موظف في مؤسسة موانئ البحر الأحمر بالحديدة.

زمان أقوى
 كابتن، كيف كانت معايير اختيار لاعبي المنتخب في جيلكم الذهبي؟!
- زمان كانت المنافسة في النادي والمنتخبات الوطنية أقوى من حيث الجودة والمستوى العالي للاعبين في جميع الأندية، بمعنى أن تكون شاغلاً لمركزك ومتواجداً كلاعب أساسي، سواء بالنادي أم بالمنتخب.

إدارة أهلي الحديدة أساءت لي ولشقيقي
 انتقلت أنت وشقيقك النجم عبدالرحمن سعيد من أهلي الحديدة إلى أهلي صنعاء، نتيجة مضايقات واتهامات من قبل إدارة النادي لكما، هل يمكن لك أن توضح لنا هذا الأمر؟!
- جاء انتقالي أنا وشقيقي عبدالرحمن من أهلي الحديدة بسبب الإساءة لنا من إداريي نادي أهلي الحديدة. ووقتها علمت إدارة نادي أهلي صنعاء بالأمر وقدمت لنادي أهلي الحديدة عرضاً لنلعب معهم، ووافقت الإدارة وانتقلنا أنا وشقيقي لأهلي صنعاء.

أجمل الذكريات مع الإمبراطور
 كيف سارت معكما الأمور في النادي العاصمي؟
- فترة انتقالي مع شقيقي عبدالرحمن واللعب مع أهلي صنعاء كانت من أجمل مراحل حياتي الرياضية. مازالت الذكريات الجميلة والحب والاحترام تجاهنا حتى اليوم من كافة إداريي ولاعبي وجماهير الكيان الأحمر (الإمبراطور).
 ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال فترة التحاقك بنادي النجمة البحريني؟ وكيف تغلبت عليها؟
- بسبب احترافي في نادي النجمة البحريني، تعرض شقيقي عبدالرحمن، للأسف، لمضايقات في عمله في موانئ الحديدة من مدراء كانوا إداريين في نادي أهلي الحديدة، والذين رفضوا كذلك منحي إجازة طويلة من عملي للاحتراف الخارجي. ولكن الحمد لله صبرت ولعبت 4 سنوات وحققت مع نادي النجمة كأس ملك البحرين عام 2007، ووصيف كأس السوبر البحريني، وكانت أجمل ذكرياتي، ومازلت حتى اليوم على تواصل مع لاعبي وإداريي نادي النجمة.
 كابتن سالم سعيد، كان الحكام كرماء في إعطائك البطاقات الملونة بحجة خشونة لعبك...؟!
- بالعكس، كنت ألعب على الكرة، وفي بعض الأحيان يكون هناك تقدير للحكام نتيجة لتدخلاتي على المهاجمين، فكنت أحصل على البطاقة حين ذاك.

قوة الدوري هي السبب
 خلال فترات السبعينيات وحتى التسعينيات كانت رياضة الحديدة تزخر بالنجوم الكبار من شباب الجيل والأهلي خاصةً، لكنها لم تتوج سوى ببطولة دوري واحد عام 1979، مع شباب الجيل. ما سبب ذلك برأيك؟!
- فعلاً كانت الحديدة منبعاً للنجوم في ذلك الوقت سواءً من الأهلي الساحلي أم من شباب الجيل. والسبب يعود إلى قوة الدوري والنجوم في باقي المحافظات، كما كان على مستوى فني عالٍ حال دون أن تأخذ أندية الحديدة بطولات الدوري في ذلك الوقت. ولكن وللتوضيح أكثر أحرز أهلي الحديدة بطولتي كأس رئيس الجمهورية في فترة سابقة، كما توج هلال الحديدة ببطولتين في الدوري وأحرز كأس رئيس الجمهورية في الموسم 2009-2010.

أغلب الأندية تعتمد على دعم رجال الأعمال
 الأندية اليمنية بشكل عام، ما هي أبرز سلبياتها وإيجابياتها على مر العقود؟!
- الإيجابيات تتمثل في أن بعض الأندية، مثلاً: أهلي صنعاء ووحدة صنعاء والصقر، لديها منشآت تدر عليها مدخولات مادية جيدة. أما أكثر الأندية اليمنية فليس لديها ذلك وتعتمد في الغالب على رئيس يكون رجل أعمال وتنتظر منه دعم النادي. وللأسف هذه من أهم سلبيات ومعاناة أغلب الأندية اليمنية.

قلوبنا مع الشباب والناشئين
 منتخباتنا الوطنية (ناشئين وشباب) تتأهب للمشاركة في الاستحقاقات الآسيوية بعد شهرين تقريباً، ما هي توقعاتك للمنتخبين؟!
- عودتنا منتخباتنا الصغيرة (ناشئين وشباب) على تحقيق نتائج مبهرة ومراكز متقدمة في البطولات القارية. أتمنى أن يتم إعداد الناشئين والشباب جيداً، خاصة بعد فترة التوقف نتيجة جائحة كورونا وتأجيل النهائيات، بمعسكرات تدريبية داخلية وخارجية، ولعب مباريات تجريبية قبل انطلاق البطولة حتى يكونوا في المستوى. وأقول لهم: قلوبنا معهم.

تأجيل التصفيات يضر المنتخب
 أيضاً المنتخب الأول تأجلت تصفياته. هل ترى أن التأجيل لصالح منتخبنا؟!
- أكيد التأجيل سيضرنا كثيراً، لا توجد لدينا أي أنشطة تذكر، دورينا متوقف منذ سنوات، وأغلب لاعبي منتخباتنا اتجهوا للعب في الحواري، وهذا يضرهم أكثر مما ينفعهم في قادم الأيام.

من الذاكرة
 ما هي أبرز الذكريات في حياة سالم سعيد الرياضية؟
- أبرز ما أحمله من ذكريات يتمثل بموقفين: الأول كان لحظة صعبة، فخلال المباراة التي خضناها مع أهلي صنعاء ضد الأهلي السعودي، في البطولة العربية بمدينة جدة، أصيب شقيقي عبدالرحمن ببلع لسانه وتم نقله بسيارة إسعاف من داخل الملعب. وقتها أكملت المباراة وكل تفكيري مشغول على شقيقي عبدالرحمن، وبعد المباراة اتجهنا من الملعب إلى المستشفى، والحمد لله كان قد أصبح بخير.
أما الموقف الثاني فقد حصل معي في رمضان، كانت لدينا مباراة مع المنتخب السعودي في مدينة جدة. ووقتها كنت محترفاً في البحرين. تأخرت إدارة المنتخب في إرسال التذاكر لي إلى البحرين، فتوجهت براً إلى الدمام، وهناك فوجئت عندما أخبروني أنهم حجزوا لي التذاكر، وعندما وصلت للمطار فوجئت عندما قال لي موظفو المطار إن رحلتي في الصباح، وانتظرت في المطار حتى الصباح ووصلت جدة ومباراتنا كانت في المساء ولعبت وأنا مرهق بشدة من السهر وخسرنا المباراة. يومها حزنت وتوترت بسبب إهمال إدارة المنتخب وحجزهم لي بتلك الطريقة.

شقيقي قدوتي
 شخصية رياضية تأثرت بها كثيراً؟
- شقيقي الكابتن عبدالرحمن سعيد، فهو قدوتي داخل وخارج الملعب، ورفيقي الدائم في عالم الكرة التي مثلناها معاً في أهلي الحديدة وأهلي صنعاء ومع المنتخب الوطني الأول.
 رسالة تقدمها في ختام اللقاء...؟
- أولاً، أحب أن أتوجه بالشكر لجماهير الساحل الغربي، فهذا الجمهور يعني لي الكثير، ولن أنسى أبداً مساندتهم وحبهم واحترامهم لي ولشقيقي عبدالرحمن سعيد خلال فترة لعبنا الطويلة. كما أشكرك أخي العزيز وأشكر صحيفة "لا" على هذه الاستضافة وأتمنى لكم دوام النجاح.