مروان أنعم / #لا_ميديا - 

حي الدقي معقل اليمنيين في مصر، إذ يكفيك زيارة واحدة لشوارع المدينة لتشعر وكأنك في صنعاء أو عدن، فالزي التقليدي اليمني المعروف بات السمة الأبرز للمارة في ميادين الدقي وشوارعها الرئيسية، الأمر الذي تجسده أسماء العديد من المحال التجارية هناك التي تحمل مسميات يمنية. لكن كل ذلك لا يحول دون وجود مشاكل يواجهها اليمنيون تنغص عليهم حياتهم وتضعهم في أزمات تلو الأخرى، وعلى رأسها الأزمة المتعلقة بالإقامة خلال الفترة الحاليّة، حيث اشترطت السلطات المصرية وجود عقد سكن موثق لدى الراغبين في تجديد إقاماتهم.

 نصف مليون يمني في مصر
أصدرت الحكومة المصرية، في أثناء العدوان على اليمن، قراراً بمنح اليمنيين إقامة لمدة 6 أشهر من وصولهم إلى مصر، وبعدها يجب تجديد الإقامة والتي تصل تكاليفها إلى 1600 جنيه مصري (97 دولار تقريباً)، علماً بأن اليمنيين قبل العدوان كانوا يدخلون مصر دون تأشيرات، وتمنح أيضاً السلطات المصرية اليمنيين الذين يمتلكون شققاً سكنية تزيد قيمتها عن 50 ألف دولار، وأقاربهم من الدرجة الأولى، إقامة سنوية متجددة، وهناك إحصائيات تتحدث عن امتلاك اليمنيين أكثر من 20 ألف عقار في مصر.
يعيش في مصر نحو نصف مليون يمني، هذا مع الأخذ في الاعتبار متوسط فوضى الأرقام حول أعداد اليمنيين فيها، وهم في غالبيتهم ممن فروا من مناطق الاشتباكات أو المواجهات العسكرية. الكثير منهم من يمتلك موارد كافية للعيش، نظراً لأن تكلفة المعيشة في مصر ليست باهظة؛ ولكن فرص العمل محدودة، بل تكاد تكون معدومة، وإن وجدت فهي بأجور زهيدة. إضافة إلى ذلك يواجه المقيمون اليمنيون في مصر محترفي النصب والاحتيال، فقصص تعرض اليمنيين للاحتيال في مصر لا حصر لها، قصص أبطالها محترفون في النصب والاحتيال، سواء كانوا مصريين أم يمنيين كالعاملين في سفارة بلادنا هناك.

الملحقية تنهب الطلاب
سفارات بلادنا في الخارج وملحقياتها أصبحت مستنقعاً للفاسدين، وتعكس صوراً سلبية عن اليمن، ولا تؤدي أي دور حقيقي في خدمة المغترب اليمني، بل إنها تزيد من معاناته، فعدد من العاملين في هذه السفارات والملحقيات لا يتورعون عن ممارسة النصب والاحتيال على المغترب اليمني، وهو ما يؤكد فساد وعدم أهلية جماعات النصب والاحتيال ذوي الجواز الدبلوماسي.
الملحقية الثقافية اليمنية في القاهرة شهدت مؤخراً وقائع فساد تتعلق بنهب مبلغ 700 ألف دولار من التحويلات المالية الخاصة بالطلبة الدارسين في مصر.
السفارة اليمنية هناك لم تقم بأي تحرك جاد لإنصاف الطلبة الدارسين، واكتفت بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة، وهو الأمر الذي يشير إلى تورط كبار العاملين بالسفارة في سرقة ونهب أموال المبتعثين.

لصوصية وزراء هادي وأهاليهم 
حكومة العميل هادي هي الأخرى غارقة في الفساد، إذ تمارس أشكالاً متعددة ومختلفة من عمليات النصب والاحتيال عبر وزرائها وإخوتهم وأهاليهم.
فقد أقر إبراهيم الجهمي، ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية في القاهرة،في منشور له قبل يومين بصفحته على الفيسبوك، بما يقوم به وزراء في حكومة العميل هادي وأقاربهم من عمليات نصب واحتيال على المقيمين اليمنيين في مصر. ونشرت مواقع عديدة ما كشفه الدبلوماسي الجهمي عن أن شقيق وزير في حكومة المرتزقة قام بالنصب والاحتيال على مواطنين يمنيين في مصر، حيث أخذ منهم مبالغ مالية كبيرة بحجة استثمارها في مصر، ومنح ضحاياه شيكات بلا رصيد.
وقال الجهمي: "أخو أحد وزراء الشرعية أخذ من مواطنين أموالا تزيد عن مليون دولار بحجة استثمارها في مشاريع في مصر، وبعد فترة لم يجدوا أي استثمار ولم تعد لهم أموالهم، وأعطاهم شيكات فوجئوا بأنها بدون رصيد".
وتابع: "لجأ إليّ المواطنون بحكم عملي بالسفارة، واتصلت به، وأقر بأخذه أموالهم ووعد بزيارتي في السفارة وتعهد بتصفية حساباتهم، وحتى اليوم لم يفِ بما التزم".
وهدد الجهمي بأنه سيقوم بفضح اسم النصاب على الملأ، ونشر الشيكات الصادرة عنه إذا لم يعد للصواب ويعيد حقوق المواطنين، محذرا الآخرين من التعامل معه. 

30 أسرة يمنية تتعرض للنصب
قصة أخرى حدثت في الربع الثاني من العام المنصرم، تمثلت في تعرض أكثر من 30 أسرة يمنية لعملية نصب واختطاف في مصر من قبل عصابة مكونة من 30 مصرياً.
وأوضحت مصادر أن العصابة استغلت رغبة الكثير من الأسر اليمنية بالهجرة إلى أوروبا لغرض الحصول على اللجوء الإنساني هناك، وقام أفراد العصابة بالترويج لأنفسهم في أوساط الأسر اليمنية المقيمة في منطقتي فيصل والمنيل والدقي في القاهرة، وهي مناطق يتزايد فيها تواجد الأسر اليمنية، وأبلغوا تلك الأسر أنهم قادرون على تسفيرهم إلى إيطاليا بطرق شرعية، مقابل 3500 دولار عن كل أسرة، يقومون بدفعها في المطار عقب الوصول إلى إيطاليا، وهو الأمر الذي اطمأنت له هذه الأسر، التي بدا لها أن العملية حقيقية وليست عملية نصب طالما الدفع بعد الوصول أو الحصول على الفيزا.
وأضافت أن العصابة تمكنت من استدراج أكثر من 30 أسرة يمنية وطلبت منهم الاستعداد للسفر بعد شهر من الاتفاق على اعتبار أنه قد تم استخراج الفيزا لهم، بعدها قامت بتجميع الأسر اليمنية على متن باصات وسيارات على أفواج، وقامت بعد ذلك باحتجاز الأسر اليمنية في منطقة نائية خارج العاصمة المصرية، باتجاه ريف مصر لمدة 38 يوماً، وبدأت بابتزاز تلك الأسر المحتجزة التي كان غالبيتهم من النساء والأطفال، وأجبرتهم على الاتصال بذويهم في اليمن ليخبروهم بأنهم وصلوا إلى إيطاليا، ويطلبوا منهم تحويل المبالغ المتفق عليها.
وأشارت مصادر إلى أنه وبعد احتجاز الأسر اليمنية الضحايا 38 يوماً دون علم أقاربهم وبعد وصول المبالغ المالية، قام أفراد العصابة باستئجار شاحنات وسيارات وأخذوا الأسر اليمنية في جماعات وأوقات متباعدة وألقتهم في مناطق نائية، إلاّ أن شابين يمنيين ورفيقه كانا ضمن الضحايا تمكنا أثناء عملية نقلهم إلى منطقة صحراوية في مصر من ضرب سائق الشاحنة واقتياده إلى قسم شرطة "طوخ" التابع لمديرية أمن طوخ في القليوبية.
وأكدت مصادر أن الشرطة المصرية استطاعت ضبط 10 من أفراد العصابة بعد اعترافات الشخص الذي أمسك به الشابان اليمنيان.
ورغم ما تتعرض له اليمن من عدوان وحصار إلا أن العودة للوطن تمثل حلماً لليمنيين المقيمين في مصر، ويستمدون منه العون لمواجهة ظروفاً معيشية صعبة خارج وطنهم.