حالوا دون قتل ترسانة العدو الإعلامية للحقيقة طوال 5 أعوام بـ300 شهيد و200 جريح ومفقودين وأسرى
أبطال الإعلام الحربي .. إنـك بأعيننــا

شايف العين / #لا_ميديا -
حضروا منذ الوهلة الأولى التي دخل فيها اليمن معركة الدفاع عن سيادته واستقلاله وحياة أبناء شعبه ضد تحالف عدوان دولي أمريكي سعودي، فكانوا ولازالوا إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة، وأصبحوا يشكلون إن جازت التسمية وحدة من أبرز وحدات قواتنا.
أبطال الإعلام الحربي «عيون النصر» من وثقوا أول رصاصة استقرت في نحر أول جندي ومرتزق تابع للعدو لامست قدماه تراب الوطن لتؤكد له أن أقصى ما سيجنيه من عدوانه هو الهزيمة الساحقة.
كانت العدسة حاضرة لتوثيق تلك المحادثة بالصوت والصورة ونقلتها للعالم أجمع وأخبرته أن القادم أعظم وأشد وأن كل رصاصة وقذيفة وصاروخ تطلقه سواعد رجال الرجال وطائرة محلية تقصف قواعد العدو ودفاع جوي يسقط طائراته وعبوة ناسفة ولغم ينفجر بتجمعات وآليات جنوده ومرتزقته صور حملتها جميع تلك المشاهد ونحتوها بالدم في صفحات التاريخ حتى لا يتسنى للأجيال القادمة نسيانها.

تزامن الظهور مع اعتقال الشهيد الخيواني في 2007
لم يكن الإعلام الحربي وليد لحظة بداية العدوان على الوطن في 26 مارس 2015، إذ تواجد في الحروب الـ6 التي شنها نظام الوصاية الآفل على «أنصار الله» في محافظة صعدة، ووثق الهزائم التي لحقت بقوات ذلك النظام على أيدي المؤمنين، وكذلك بعض الجرائم البشعة التي كان يرتكبها بحقهم.
ووفقا لمعلومات، ظهرت تجربة الإعلام الحربي لقليل ممن كانوا مهتمين بما يدور في صعدة في العام 2007، الذي شهد الحرب الرابعة الممتدة من يناير إلى يونيو من ذلك العام. 
حيث أفادت المعلومات أن تلك التجربة قادت حينها إلى اعتقال الشهيد الأستاذ عبدالكريم الخيواني، على خلفية توزيعه أقراصاً مدمجة (سيديهات) عليها مشاهد مصورة من المعارك.
ومع بداية العدوان الأمريكي السعودي على الوطن بدأ نجم الإعلام الحربي يسطع ويوسع من ضوئه حتى وصل إلى العالمية ليلعب دورا كبيرا ومهما في معركة الشرف التي يخوضها أبناء الشعب بقيادة أنصار الله ضد تحالف كوني حشد لعدوانه كل إمكاناته وأمواله.

توثيق دقيق لمجريات المعركة
لعب الإعلام الحربي بحضوره إلى جانب الجيش واللجان على طول خط الاشتباك مع تحالف العدوان ومرتزقته، دورا محوريا في توثيق ما يجري في المعركة بشكل دقيق وغير مسبوق في أية حرب على مدى التاريخ، ونقله لكافة شعوب العالم رغم الإمكانات البسيطة التي يملكها أفراد كتائبه مقارنة بما تملكه ترسانة العدو الإعلامية.
ولا يخفى على أحد حجم الأموال الضخمة التي سخرها العدو السعودي والإماراتي لتجميع كومة إعلامية ضخمة عبر شراء كثير من وسائل الإعلام حول العالم من صحف ومجلات وفضائيات وإذاعات ومواقع إخبارية وجيوش من الذباب الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها لتزييف حقائق ما يجري في الجبهات وإخفاء الجرائم التي يرتكبها العدو والتغطية عليها.
فكان دور الإعلام الحربي مواجهة هذه الترسانة الإعلامية الضخمة وفضح زيفها، وهذا ما حدث بالفعل، فرغم الإمكانات الهائلة لإعلام العدو استطاع أبطال الإعلام الحربي إلحاق هزيمة فادحة بإعلام العدو لا تقل عن تلك الهزيمة العسكرية التي ألحقها الجيش واللجان ومختلف وحداتهم بالغزاة ومرتزقتهم في مختلف الجبهات، بل في عمق دول العدوان.
ونقل الإعلام الحربي مشاهد اقتحام أبطال الجيش واللجان الشعبية لمواقع العدو السعودي في جبهات الحد الشمالي وفرار جنود ومرتزقة الأخير من أمامهم، ولعل أبرز تلك المشاهد ما سميت عملية «ذات السلالم»، التي وثقت اقتحام الأبطال موقع الضبعة التابع للعدو بالسلالم التي حملوها من مسافات طويلة على أكتافهم.
وترافق عدسات الإعلام الحربي جميع وحدات الجيش واللجان الشعبية لتوثق ملاحمها وإنجازاتها، فلا تطلق القوة الصاروخية صاروخا باتجاه تجمعات العدو أو عمق أراضيه إلا ووثقته، كذلك لا تنفجر عبوة ناسفة زرعتها وحدة الهندسة العسكرية لآليات العدو إلا ووثقتها، كما وثقت عمليات القوة البحرية للجيش واللجان ضد بوارج وزوارق وسفن تحالف العدوان الحربية، ونقلت مشاهد استهدافها وسط البحر.
ومثلها يوثق رجال الإعلام الحربي جميع عمليات سلاح الجو المسير ووحدة المدفعية وضد الدروع والقناصة، وما تنتجه مختلف وحدات التصنيع العسكري من أسلحة وصواريخ وطائرات ومنظومات دفاع جوي.
ولم تقتصر مهام إعلاميي الجيش واللجان الشعبية على توثيق لحظات الانتصار فقط، إذ أخذوا على عاتقهم مهمة كشف جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق أبناء الشعب أو بحق مرتزقته، حيث وثقت عدساتهم لحظات استهداف طيران العدوان لتجمعات مرتزقته بوحشية، أشهرها ما أظهرته مشاهد عملية «نصر من الله» في محور نجران.

إظهار الحقائق
لولا عدسات أبطال الإعلام الحربي لما عرف العالم أن الترسانة التسليحية التي قامت عليها الغطرسة والهيمنة الأمريكية وركنت إليها أدواتها في المنطقة لشن عدوان هو الأبشع على الوطن وأبنائه، مجرد خرافة لقيت مصرعها في اليمن. ولولاها لما عادت إلى ذاكرة البشرية أن للحرب، حتى وإن كانت دفاعا عن النفس والأرض والعرض، أخلاقاً لا يجسدها إلا أبطال الجيش واللجان الشعبية، وأن هناك فرقاً بين المقاتل والقاتل، حيث تمثل الأول في الأبطال والثاني في الغزاة ومرتزقتهم الذين تكشفت عورتهم وظهرت بشاعة ما يرتكبونه من مجازر بحق أبناء الشعب لكل من يملك عينين وما تيسر من الإنسانية.
لم تفوت عدسات الإعلام الحربي صغيرة ولا كبيرة تحدث في جبهات القتال إلا ووثقتها، فقد أظهرت لحظات انسحاق المدرعات الأمريكية والصهيونية وغيرها المصنوعة في دول كثيرة، تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية، واحتراقها على أيديهم، حيث تتجاوز قيمة بعضها 10 ملايين دولار، بينما لا يتطلب إشعال النيران فيها من المقاتلين سوى قارورة بنزين وقداحة لا تتجاوز قيمة كليهما 500 ريال، ما يعادل دولارا واحدا.
كما تبرز أهمية الإعلام الحربي في أنه فضح المشاركة الأمريكي والصهيونية المباشرة في العدوان على الوطن، حيث وثقت عدساته في أغسطس 2018 طائرة أمريكية في الأجواء اليمنية وهي تقوم بتموين طائرات تحالف العدوان بالوقود، وفضحت مبيعات الأسلحة من عدة دول للعدوين السعودي والإماراتي من خلال صور ومشاهد الأسلحة والذخائر التي يغتنمها أبطال الجيش واللجان أو صواريخ طيران العدو التي لم تنفجر أو بقياياها في حال انفجرت.
ونجح أبطال هذه الوحدة في تأدية دورهم بكل تفانٍ واقتدار، وبأقل وأبسط الإمكانات المتاحة لديهم، في ذات النهج الذي انتهجته مختلف وحدات الجيش واللجان لتأدية دورها في الذود عن الوطن وسيادته وكرامة شعبه بالإمكانات البسيطة والمتاحة لديها. ومع بساطة الإمكانيات، إلا أن المشاهد لاقت صدى عالمياً هو الأوسع.

صدى عالمي واسع
مع الأيام بدأت عيون العالم تتسع وتكثر تدريجيا منذ بداية العدوان نحو ما يبثه الإعلام الحربي من مشاهد توضح بالصوت والصورة حقيقة ما يدور في جبهات القتال، حتى أصبح تركيز معظم وسائل الإعلام الدولية والعربية منصباً تجاه جديد تلك العدسات.
وتملك اليوم مشاهد وصور الإعلام الحربي صدى واسعاً، وتحولت إلى مادة ضرورية لوسائل الإعلام الأجنبية والعربية، حتى تلك التابعة لكيان العدو الصهيوني، ولعل توثيق عملية «نصر من الله» حاز على أعلى نسبة من اهتمام تلك الوسائل في 2019، وصنفت من ضمن أبرز أحداث العام. 
فجميع وسائل الإعلام من صحف وفضائيات ومواقع إلكترونية حول العالم، عدا تلك التابعة للعدوين السعودي والإماراتي مباشرة، نشرت أجزاء من مشاهد العملية، وطرزت صفحاتها بصور منها، كون توثيقها كان دقيقا ومن الخطوط الأمامية للمعركة وغيرها من المميزات استحوذت على اهتمام تلك الوسائل كـ«نيويورك تايمز وواشنطن بوست وإندبندنت، وcnn وdw وbbc وإذاعة مونت كارلو الدولية والصحافة الفرنسية والكندية والبريطانية» وغيرها، بالإضافة إلى الصدى الواسع الذي أحدثته في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت الحدث الأهم والأبرز الذي يشغل الناشطين فيها.
وقبل «نصر من الله» لم تكن تغفل معظم وسائل الإعلام المرئية والمقروءة عن نشر مقاطع أو صور لسلاح جديد وثقت الكشف عنه عدسات الإعلام الحربي، أو لحدث مغاير وصادم جرى في معارك الجيش واللجان الشعبية مع قوات العدو ومرتزقته كمشهد بطل الحجارة أو ذلك البطل حافي القدمين أو معركة ذات السلالم أو ذلك المقاتل الذي حمل على كتفه زميله الجريح ورفض إنزاله على الأرض رغم انهمار الأعيرة النارية بكثافة عليه.
وفي يونيو الماضي عرض الإعلام الحربي مشاهد لعملية هجومية نفذها الجيش واللجان الشعبية في منطقة السديس بنجران، أسفر عنها السيطرة على 20 موقعاً عسكرياً تابعاً لجنود العدو السعودي، وظهر فيها أحد الأبطال يسير على عكازين وقدماه مثخناتان بالجراح وهو يقتحم مواقع العدو، في صورة لاقت تداولا واسعا من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي. 
كما أن لمشاهد وصور استهداف بوارج العدو وزوارقه الحربية من قبل بحرية الجيش واللجان الشعبية مساحة ليست بالهينة في وسائل الإعلام الدولية، وكانت تعتبرها حدثا جللاً وغير متوقع من شعب يُشن عليه عدوان كوني، ويعيش تحت حصار جائر يمنع دخول أبسط المواد الغذائية والطبية إليه، وكونها حقيقية وبعيدة عن المؤثرات والخدع السينمائية، فقد فتحت شهية شركات عالمية تنتج مواد سينمائية وأفلاماً وثائقية.

مشاهد الإعلام الحربي تفتح شهية شركات الإنتاج السينمائي
فتحت المشاهد التي توثقها عدسات الإعلام الحربي شهية شركات الإنتاج السينمائي كونها المواد الفلمية الأولى من نوعها في تاريخ التوثيق بالصوت والصورة، حيث إنها تخلو من أي مؤثرات وخدع سينمائية على خلاف وسائل إعلام العدو التي اعتمدت على المؤشرات والخدع في صناعة زيفها وتحريف الحقائق لتضليل الرأي العام.
وبالتالي لفتت المشاهد التي تنتجها عدسات إعلام الجيش واللجان الصادقة والبعيدة عن الخداع انتباه شركات الإنتاج السينمائي والحكومات، وقال عضو المجلس السياسي الأعلي محمد علي الحوثي إن مشاهد توثيق عملية «نصر من الله» انتصار لصناعة الأفلام اليمنية بأكشن إحراق المدرعات. 
وكشف الحوثي في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في «تويتر»، في أكتوبر 2019، عن طلب سفراء دول عظمى مشاهد تدمير المدرعات، كون كاميرا أبطال الإعلام الحربي وثقت مشاهد انتحار الأسلحة الأمريكية والأوروبية، موصيا الإعلام الحربي بإعداد مشاهد خاصة للسينما وللقنوات الراغبة في توثيق العدوان على اليمن من خلال سلسلة أفلام وثائقية وسينمائية.
وأشار إلى أن مشاهد توثيق معارك الجيش واللجان مع قوات تحالف العدوان ستكون عالمية الانتشار، قائلا: «العالم يدرك حجم المعركة، وسيبحث قريبا عن صناعة أفلام حقيقية، أبطالها أبناء الجيش واللجان الشعبية».
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الإعلام لصحيفة «لا» تلقي الوزارة عرضا من إحدى الشركات الإقليمية لإنتاج الأفلام السينمائية، يتضمن شراء مشاهد مختلفة وثقتها عدسات الإعلام الحربي طيلة فترة العدوان، لإدخالها في أعمال سينمائية ووثائقية تسعى لإنتاجها.

إشادات دولية بعدسات الإعلام الحربي
ليس غريبا أن يشيد العالم بالتغطية الإعلامية الفارقة وغير المسبوقة للمعارك، والتي يقوم بها الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية، فالمقالات التي تتحدث عنهم تملأ الصحف والمواقع العربية لكتاب عرب معروفين ولامعين.
الكاتب الفلسطيني عدنان علامة كتب مقالا نشرته عدة صحف ومواقع عربية، قال فيه إن المشاهد التي صورتها عدسات أبطال الإعلام الحربي ألحقت بالعدو ذلا لا ذل بعده، ووثقت ملاحم بطولة وشجاعة وإقدام رجال الجيش واللجان الشعبية في ميادين القتال. مؤكدا أنها رسخت تلك الإنجازات في ذاكرة التاريخ.
أما الدكتور حسن مرهج فذكر في مقال له نشرته صحيفة «رأي اليوم»، أن الصمت سيّد الموقف في الإعلام السعودي والإعلام الموالي له بعد بث الإعلام الحربي في الجيش واللجان الشعبية لأي مشاهد من المعارك أو الاستهداف الصاروخي لقواعد معسكرات ومنشآت العدو.
«الذّهول المبدئي، والصّمت، كان قد بدا لافتاً على وجوه وسائل الإعلام السعوديّة الرسميّة والخاصّة، التي لم تُعلّق في البداية على العمليّة الكاسرة للتّوازن (نصر من الله)، هذا ما ذكره الكاتب الأردني خالد الجيوسي الذي تابع مقاله قائلا: إن التوثيق المرئي للعملية كان تحسبا للإنكار السعودي، والنّفي الذي اعتاده الناطق العسكري باسم التحالف بقيادة السعوديّة.
من جانبها، وصفت الصحفية اللبنانية إسراء الفاس، الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية بالشوكة في حلق تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
ونشرت صحيفة «أوتاوا ستزن» الكندية مقالا قالت فيه إن الحكومة الكندية تفحص لقطات الفيديو التي صورها الإعلام الحربي في عملية «نصر من الله»، وتظهر في ما يبدو مركبات مدرعة مصنوعة في كندا سيطر عليها الحوثيون، حد قولها.
وأضافت الصحيفة الكندية أنه بالرغم من أن السعودية لم تعترف بما حصل على حدودها، لكن اللقطات التي نشرتها قناتا «المسيرة» و«الجزيرة» للإعلام الحربي تظهر المركبات والمدرعات الكندية التي تم الاستيلاء عليها وعدداً من أفراد القوة السعودية الذين تم أسرهم، مشيرة إلى أنه في عام 2014، أعلنت حكومة المحافظين آنذاك عن صفقة بقيمة 15 مليار دولار لبيع السعودية أكثر من 700 مركبة مدرعة خفيفة، وتمت الموافقة على هذه الصفقة المثيرة للجدل في وقت لاحق من قبل الحكومة الليبرالية.

تغطية فارقة خارج محددات العمل
يعمل مراسلو ومصورو الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية على توثيق معارك الكرامة ضد تحالف العدوان ومرتزقته من الخط والنسق الأول للمعركة، خارج المحددات التي فرضها دليل السلامة للصحفيين الحربيين، والتي تشترط تزويدهم بمعدات حديثة يطلق عليها «أدوات السلامة».
أما غيرهم ممن يسمون مراسلين حربيين أو عسكريين فيغطون المعارك من خطوطها الخلفية بعيدا عن الرصاص والصواريخ وقذائف المدافع والهاونات، ولا يذهبون إلى تلك المناطق إلا وجميع معدات السلامة باهظة الثمن معهم.
ورغم اختلاف حجم المبالغ المرصودة لتجهيز المراسل الحربي ونوعية المعدات المستخدمة من وسيلة إعلامية إلى أخرى، غير أنها تكون بين 16.000 و35.000 دولار، وهي تكاليف لأشياء متنوعة تتضمن أدوات السلامة التي تغطي المراسل من رأسه حتى أخمص قدميه، ومصاريف لضرورات الحياة اليومية، خلاف تأمين الحياة أو ما يسمى «بوليصة التأمين»، والتي تحدد مبلغها شركات التأمين بحسب المخاطر التي قد يتعرض لها المراسل، وقد تتجاوز أحيانا 500 ألف دولار، ونحن هنا نتحدث عن مراسل لا يدخل نسق الاشتباك الأول، وبالتالي فإن ما يقوم به رجال الإعلام الحربي يتطلب أضعاف المبلغ، كونهم يغطون المعارك من خطها الأمامي. 
والمعتاد لدى وسائل الإعلام الدولية هو أن يحمل المراسل في جعبته قناعين واقيين من الغاز سعر الواحد منهما 250 دولاراً، وكذلك أقنعة للوقاية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، قيمة الواحد منها ضعف الأول. 
ومن الأشياء الضرورية التي يجب أن يحملها المراسل العسكري في وسائل الإعلام الدولية، عبوة حفظ المياه وقبعة قتالية مصنوعة من الكربون المقوى (200 دولار) بالإضافة إلى:
- قبعة للوقاية من الشمس (62 دولاراً). 
- قبعة تزلج تلبس تحت القبعة القتالية (20 دولاراً).
- نظارات شمسية (150 دولاراً).
- منديل رقبة يستعمل كماسح للعرق وغطاء للرأس (5 دولارات). 
- بدلتين واقيتين من المواد الكيماوية (55 دولاراً).
-سترة واقية من الرصاص (500 إلى 1800 دولار).
- حزام لوضع النقود التي يجب ألا تقل عن 15.000 دولار لتغطية مصاريف شهر كامل.
-حقيبة ظهر متينة لحمل الأغراض الضرورية عند التجول (350 دولاراً).
-كيس للنوم يتلاءم مع كل الفصول (400 دولار).
- ملاءة ارضية ذاتية النفخ (75 دولاراً).
- مجموعة لزرمان «سكاكين ومقصات وأدوات للطعام» (70 دولاراً). 
- معدات اتصال (500 دولار).
ومع تواجد كل تلك الإمكانيات باهظة الثمن لدى المراسل الحربي، لم يجرؤ أحد من المراسلين العسكريين المعروفين الذين قيل عنهم إنهم غطوا معارك الحروب التي شهدها العالم بدءا من الحرب العالمية الأولى، على تغطية المعارك من نسقها الأول، بخلاف مراسلي الإعلام الحربي للجيش واللجان، الذين لا يمتلكون سوى كاميراتهم وإيمانهم بقضيتهم العادلة ومظلومية شعبهم، ليكونوا بذلك مراسلين حربيين هم الأوائل من نوعهم كونهم وثقوا ملاحم نصر الشعب اليمني بالدماء، وبذل المئات منهم ارواحهم في سبيل هذا العمل السامي والنبيل.

300 شهيد و200 جريح ثمن توثيق النصر 
لقد حاول تحالف العدوان الأمريكي السعودي قتل كل شيء في الوطن، فتحرك الجيش واللجان بمختلف وحداتهم العسكرية للدفاع عن الدم والأرض والحرية والسيادة والاستقلال، ووحدها عدسات الإعلام الحربي التي حالت دون قتل الحقيقة، وبذل المئات من حملتها أرواحهم في سبيل ذلك بعيداً عن أضوائها، ولم تبث مشاهد الملاحم التي سطروها هم إلى الآن. 
حيث أفاد مصدر مسؤول في وحدة الإعلام الحربي لصحيفة «لا» أن عدد شهداء وجرحى هذه الوحدة وصل إلى 300 شهيد وزهاء 200 جريح. 
وأشار إلى أن هناك العشرات من الأسرى بيد تحالف العدوان الأمريكي السعودي وقعوا في الأسر كونهم يغطون المعارك من خطها الأول، بالإضافة إلى عدد من المفقودين. 
وأكد أن العدو يتعمد استهداف أبطال الإعلام الحربي بغارات الطيران وبرصاص ومدافع وصواريخ جنوده ومرتزقته، كونهم الوحيدين الذين يفضحون هشاشته للعالم ويوثقون الهزائم التي يلحقها به الجيش واللجان بالصوت والصورة، ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات منهم وإحراق وإعطاب آلاف الكاميرات. 
وقد اشترط العدو السعودي، في منتصف العام الماضي، على القوى الوطنية في صنعاء إيقاف تصوير العمليات العسكرية تمهيداً للدخول في محادثات جديدة.
واعتبر مراقبون أن هذا الاشتراط يوضح حجم الضرر الكبير الذي يلحقه الإعلام الحربي بالعدو، وما شكلته تلك المقاطع من أدلة بالصوت والصورة تثبت كذب وزيف ادعاءات ماكنة العدو الإعلامية. 
وعلى مدى 5 أعوام من العدوان واكبها بالتطور مثل بقية الوحدات، بات الإعلام الحربي بحسب البعض واحداً من أكثر الأسلحة فتكاً، في ظلّ التطور الكمي والنوعي للمادة المصوّرة. 
واستفادت وحدة الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية من تجارب سابقة في لبنان وسوريا والعراق، واستطاعت أن تحدث نقلة نوعية على صعيد تجربتها، لتصبح خلال السنوات الماضية تجربة قائمة بذاتها وفق ما تحدثت به بعض المصادر في وقت سابق لوسائل إعلامية.
ويتميز إعلامنا الحربي عن غيره من إعلام محور المقاومة بمرافقة عدساته لأبطال الجيش واللجان في كل عملياتهم الهجومية ومن النسق الأول للاشتباك، وكذلك اقتحام ثكنات العدو ومرتزقته وضرب آلياته وتجمعاته وصولاً إلى عمليات القنص، ليتطور الأداء ويشكل قفزة في تغطية المعارك بإضافة التصوير الجوي الدقيق والنقي لعمليات إطلاق الصواريخ وغيرها، وكذلك تغطية المعارك من جهات وزوايا مختلفة تجعل المشاهد يعيش في أجواء المعركة، الأمر الذي جعل عدد شهداء هذه الوحدة يفوق بأضعاف أعداد شهداء الإعلام الحربي في محور المقاومة بأكمله.