حـــاوره: طلال سفيان/ لا ميديا -

ظهر بشكل مبكر على ملاعب عقد الثمانينيات، وبرز اسمه كقناص مرعب داخل مربع الخطر.
كثيراً ما ألهب أكف الجماهير ورسم الآمال، قبل أن يمضي صعوداً وتارة أخرى هبوطاً على منعرجات الحياة الرياضية.
استطاع بنجوميته المتنوعة أن يضيف إلى خزائنه العديد من الأوسمة التي حصدها من الطاولة والملاعب الترابية. إنه ثعلب شياطين الحالمة الذي استضافته «لا» بحوار حمل الكثير من ذكريات الزمن الجميل ومرارة اليوم، إنه النجم عبدالعظيم القدسي.
 مرحباً بك كابتن عبدالعظيم.. 
- أولاً أشكرك أخي العزيز، وشكرا لصحيفتنا "لا" الغراء على إعادتي بعد فترة انقطاع مع الجمهور في اليمن الحبيب. 

قناص الفرص
 حدثنا عن بدايتك ومراحل تدرجك رياضياً؟
- بداياتي كانت مثل أي رياضي يعشق كرة القدم خاصة والرياضة عامة، بدأت من الحارة في فريق الكفاح الجحملية، ومن ثم فريق العربي حافة العقبة. وأنت أخي طلال كنت أحد أعمدة الفريق، ومن ثم التحقت في نادي أهلي تعز عام 1982، ضمن براعم تنس الطاولة وأشبال كرة القدم. 
 كيف تبلورت باكراً ميزة قناص الفرص وترجمتها إلى أهداف على الرغم من وجود لاعبين كبار في فريق أهلي تعز خاصة ونجوم من العيار الثقيل في الأندية الأخرى خلال الثمانينيات؟
- سؤال ممتاز لم يمر علي من قبل.. برزت مبكرا وأصبحت هدافاً، وهذا يرجع لاحتكاكي مع لاعبين كبار، ومنهم المرحومان عبدالملك ثابت، وعبدالحميد الشاوش، وكذلك وجود أفضل لاعب عربي في ذلك العصر، وهو الكابتن الكبير عبدالعزيز القاضي الذي كان يعمل كل شيء في الملعب، ويسهل لنا طريقة تسجيل الأهداف. 

بطولات في التنس والقدم
 كم عدد الأهداف التي أحرزتها وأفضل هدف لك؟ وما هي أبرز الألقاب والإنجازات التي حققتها في مسيرتك بالملاعب؟
- لا يوجد رقم بالتأكيد لعدد الأهداف التي سجلتها، وذلك لعدم بث معظم المباريات تلفزيونيا في فترة الثمانينيات، ولكن عند تكليفي بالعمل في عدن تفاجأت بالأستاذ والمؤرخ الكبير الموسوعة الرياضة اليمنية هاشم الوحصي، يعطيني كتاباً فيه عدد أهدافي ومسجلة بالمواسم والفرق التي هدفت فيها، وأعتقد أنها أكثر من 70 هدفاً. 
أفضل أهدافي كان في شباك السوداني السر بدوي حارس مرمى فريق أهلي صنعاء، في موسم البطولة التي أحرزها أهلي تعز عام 1986، وكان من ضربة رأس في الثواني الأخيرة من المباراة. 
وبالنسبة لأبرز الألقاب في مسيرتي: في تنس الطاولة حققت بطولة الجمهورية لفئة الناشئين عام 1982، وبطولة الخليج والجزيرة الجماعية مع الكابتن نبيل يونس وعبدالولي المجاهد والمرحوم أحمد عبدالرحيم، وبطولة الزوجي مع المرحوم أحمد عبدالرحيم، وثالث الخليج عام 1983.
أما إنجازاتي في كرة القدم فقد كانت بطولة الدوري عام 1986، وبطولة الدرجة الأولى عام 1992 مع أهلي تعز.

 ماذا عن حظوظك مع المنتخبات الوطنية؟
- حظوظي مع المنتخبات لم تكن جيدة، كنت ضمن منتخب الناشئين عام 1986، لكن للأسف ألغيت المشاركة بعد أن لعبنا أكثر من 10 مباريات، كما لعبت مع منتخب الشباب المشارك في كأس آسيا في الطائف عام 1987، ولعبت ضمن المنتخب الوطني الأول للشرطة المشارك في البطولة العربية في ليبيا عام 1988، والسبب الرئيسي في عدم انضمامي للمنتخب يرجع لاهتمامي بالدراسة الجامعية والحصول على وظيفة برغم استمراري باللعب حتى 2001 عام اعتزالي اللعب. 

عاصرت 4 أجيال
 مدرب أو شخصية رياضية كان لها دور كبير في بروزك كلاعب؟
- المدرب الذي كان له الفضل ببروزي ليس واحداً بل اثنان.. أولاً ابن خالي المحامي القدير علي حمود الشرعبي، والثاني المرحوم الكابتن عبدالله عارف. 

 لاعب تأثرت به؟
-  تأثرت بمثلي الأعلى في الرياضة الكابتن خالد الناظري والمرحوم عبدالحميد الشاوش. 

ولاعبون كان يفضل عبدالعظيم اللعب إلى جوارهم؟
- بصراحة جميع اللاعبين.. ولكن هناك لاعبين عندما كنت ألعب معهم أحس بأن الفريق سوف يفوز، أنا عاصرت 4 أجيال.. في الجيل الأول: عبدالعزيز القاضي والمرحوم عبدالملك ثابت والشقيقان محمد وعبدالعزيز طه، وعدنان عبدالرب ومحمد ناجي وجميل حبشي وأحمد الغنمة. 
الجيل الثاني: ناصر غالب والمرحوم مطهر ثابت وخالد الخولاني والشقيقان نجيب وفؤاد الشرعبي وعصام عبدالرب وحسن مرشد ومحمد نجاد. 
الجيل الثالث: فارس عثمان وعيدروس أحمد حسن ونبيل حمود وعصام إبراهيم وإسماعيل عبدالوهاب ونضال القدسي. 
الجيل الرابع: سمير عباس وحافظ القدسي وعبدرحمن الآنسي وخليل العزي.
 
 ولاعب كنت تخشاه؟
- المدافع الصلب وصمام أمان شعب إب الكابتن محمد الحمامي، وكذلك صخرة دفاع أهلي الحديدة الكابتن سالم سعيد. 

طرد لاعبين من فريق واحد
 ما هي المباراة التي تعدها الأفضل لك وأخرى اعتبرتها الأسوأ؟
- المباراة الأفضل كانت يوم تتويجنا ببطولة الدوري أمام شعب إب في الموسم 1986، والأسوأ كانت عام 1994 ضد فريق شمسان، وكانت يوم اندلاع الحرب.
 
 موقف طريف وآخر مؤثر واجهتهما في مسيرتك بالملاعب؟
- الموقف الطريف كان في مباراتنا أمام شعب صنعاء عام 1994، في تعز.. في ذلك اليوم تم طرد لاعبين اثنين من فريقنا، وهما المرحومان علي المحويتي وعلي سيف القدسي ابن عمي. وهي كانت أول مباراة يتم فيها طرد لاعبين من فريق واحد في نفس اللحظة، والسبب تبادلهما الشتائم، وسمعهما الحكم الدولي سعد خميس، وحينها كنت قائد الفريق.. أوقف الحكم المباراة، وجاء لسؤالي هل شتما بعضهما؟ فقلت له نعم... كنت أتوقع أن يعطيهما كرتاً أصفر، ففوجئت بطردهما في أول 10 دقائق من المباراة. 
والمؤثر عندما كنا نلعب أهم وأصعب مباراة لنا ضد أهلي صنعاء في بطولة الدوري بملعب الظرافي، وكان يدير هذا اللقاء حكم سعودي.. فتم تسجيل الهدف الأول لأهلي صنعاء عن طريق الكابتن عبدالله الصنعاني، من ضربة فاول من منتصف الملعب.. لم يتوقع عبدالله الصنعاني أن يسجل هدفاً، وعندما سجل الهدف لم يفرح، بل قام بوضع يديه على رأسه غير مصدق أن الكرة دخلت المرمى. 

أتمنى الاهتمام بالمنتخبات الوطنية
 هل تتابع الرياضة في الوطن..؟ وما رأيك بتأهل منتخبي الناشئين والشباب ومسيرة المنتخب الأول في التصفيات؟
- نعم أنا متابع بشكل مستمر للفعاليات الكروية اليمنية. 
بالنسبة لمنتخب الناشئين سعدت كثيراً بتأهلهم لنهائيات آسيا وبجدارة، لقد قدموا مستويات ممتازة.. وأتمنى الاهتمام بهم في الإعداد الجيد للنهائيات.. وبالنسبة لمنتخب الشباب كنت متأكداً من تأهلهم لوجود المدرب العالمي أمين السنيني على رأس هرم المنتخب، وبدون شك إذا تم إعداد هذا المنتخب بالشكل الممتاز سننافس، وعلى مسؤوليتي. 
أما المنتخب الأول، فأعتقد أنه محتاج الكثير والكثير، لأن المستوى متذبذب.. فهناك لاعبون يستحقون الانضمام، وعلى رأسهم علاء الصاصي وحسين غازي والخياط، كما أن هناك لاعبين هم عبء على المنتخب. والله يستر في مشاركتنا في "خليجي 24"، أما بالنسبة لتصفيات آسيا لن نجد أفضل من هذه الفرصة للتأهل لنهائيات آسيا، وكذلك المشاركة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.. وكان وجود مدرب أجنبي للمنتخب الأول سيكون أفضل. 

 أكثر من لفت نظرك من لاعبي الوطن؟
- 3 لاعبين وهم مستقبل اليمن: أحمد السروري ومحسن قراوي وعمر الداحي، وأتمنى استمرارهم على هذا المستوى. 

خلافات مع إدارة أهلي تعز
 منتصف التسعينيات دخلت مع إدارة نادي أهلي تعز بخلافات أدت إلى توجهك مع بعض لاعبي النادي إلى اللعب لأندية أخرى في مدينة تعز.. ما الذي حدث؟
- نعم، في الموسم 94/95 أصيب الكابتن محمد نجاد بكسر في يده، ونصحه الأطباء بعدم اللعب إلا بعد إجراء عملية، ومع أن الدوري كان مستمراً، جلسنا جميع اللاعبين والإدارة في ذلك الوقت مع نجاد، ووعدناه أن يكمل الدوري معنا ونحن نلتزم بعد الدوري أن يتم علاجه في الخارج.. وللأسف هبط الفريق وتغيرت الإدارة وجاءت إدارة جديدة برئاسة الأستاذ القدير علي ناجي الرعوي، لم يتفهموا الاتفاق مع الإدارة السابقة. وبما أننا وعدنا نجاد فتم التضامن معه، ورفعنا مشكلتنا للاتحاد الآسيوي، وبموجبه تم منحنا الاستغناء، وعلى ضوء الاستغناء لعبنا لموسمين في ناديي الشرطة 1995 والطليعة عام 1996، ومن ثم عدنا للأهلي.
 
 ما هي الأسباب التي أدت بفريق أهلي تعز للدخول بدوامة الهبوط إلى الدرجة الثانية لسنوات طويلة بعد مرحلة من التألق؟
- السبب يعود لتغيير أكثر من لاعب في موسم واحد، وكذلك تعاقب إدارات لا تفهم بالرياضة شيئاً، وقلة الدعم، وعدم استغلال موقع النادي الاستراتيجي كاستثمار ناجح.

"حمادة" نجم في السويد
 برز نجلك محمد مع فريق التلال.. لماذا لم يكمل المسيرة؟
- برز محمد ابني (حمادة) في البداية مع منتخب البراعم مع الكابتن القدير عبدالله باعامر في قطر، وكذلك مع الناشئين والشباب، ومع التلال رغم صغر سنه.. ولكن للأسف سافر للدراسة خارج اليمن بعد الثانوية مباشرة. ومع هذا استمر في اللعب لأحد أندية الدرجة الثالثة في السويد، والآن مازال يلعب ويدرس الجامعة، وإن شاء الله القادم يكون أفضل له.

هل ساعدته أو وقفت معه خلال لعبه؟
- بالعكس. لم أساعده، وكنت سبباً رئيسياً بعدم مشاركته كلاعب أساسي في التلال لأنه ابن الكابتن عبدالعظيم القدسي.. وهذه تعتبر نقصاً في بعض المدربين المحليين، وبدون ذكر اسم، فقد كانوا يستغلوننا بسبب أني والده، وعندما جاء مدرب عراقي لقيادة التلال أشرك حمادة مع الفريق كأساسي، وكان حمادة يسجل الأهداف، وظهر كنجم. 

 كيف كانت علاقتك مع نادي التلال خلال عملك مديراً عاماً لبريد محافظة عدن؟
- علاقتي مع إدارة التلال كانت فوق الممتازة، وفي إحدى السنوات شغلت منصب نائب ثانٍ للأمين العام عارف الزوكا. 
باختصار هذا الأمر يعود إلى القائمين على الرياضة اليمنية ممن هم من خارج الوسط الرياضي.. والحديث عن هذا يطول. 

رابطة اللاعبين الدوليين.. إشهار ومشاكل
 أعلنتم قبل فترة عن تأسيس رابطة اللاعبين اليمنيين الدوليين.. ما الهدف منها؟ ولماذا لم تفعل حتى اليوم؟
- نعم تم تأسيس رابطة اللاعبين الدوليين اليمنيين قبل فترة، وتم انتخاب مجلس إدارة برئاسة أسطورة الكرة اليمنية الكابتن جمال حمدي، وأنا عضو فقط فيها، ولكن للأسف تم الإعداد والتجهيز والإشهار، وقابلتنا عدة مشاكل، منها لا بد من وجود أعضاء مجلس شرفي داعم لهذه الرابطة، ووجود مقر، نحن مع بقية الزملاء وعلى رأسهم زرياب الكرة اليمنية إيهاب النزيلي والكابتن محمد زهرة، عملنا على متابعة إنهاء الإشهار، وأتمنى أن يتفاعل مع هذه الرابطة الإخوة رجال الأعمال بالدعم والمساندة. 
الهدف من هذه الرابطة هو دعم ومساعدة الوزارة والاتحاد بخبراتنا الطويلة في كرة القدم. ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ. 

هجرة اضطرارية
 لماذا اخترت الهجرة عن الوطن؟
- الهجرة إلى السويد لم أخطط لها من قبل، وإنما جاءت من باب الصدفة، وكان للحرب على الوطن اليد العليا لهجرتي مع أسرتي، لقد ظللت بدون عمل لأكثر من عام ونصف في صنعاء عندما رفضت النزول إلى عدن عام 2016 بسبب الأوضاع هناك، بالرغم من محاولة إقناعي من قبل محافظ عدن حينها جعفر محمد سعيد، وافقت وجهزت نفسي للنزول، ولكن تم اغتياله قبل نزولي بيومين، كما وقف معي رئيس الهيئة العامة للبريد في ذلك الوقت الدكتور القدير عبدالحميد الصيح، وكذلك أثر علي اغتيال الصديق القريب لي الأستاذ إبراهيم هيثم، وبعدها تم تعيين بديل عني من قبل الحراك في عدن، ومكثت في صنعاء لأكثر من سنة، ولم يعطوني عملاً، وفي ذلك الوقت توفيت والدتي، وكانت وصيتها أن أكون مع أسرتي الذين كانوا قد سبقوني إلى السويد. 
 

 ما الذي تريد أن توجهه للجمهور وكذلك لمحبيك؟
- كلمتي الأخيرة هي اللهم أبعد الغمة عن بلادي يا أرحم الراحمين. وإن شاء الله تعود يمننا كما كانت وأفضل، ولا بد من العودة، ولا يوجد شخص يمكن أن يستغني عن تراب وطنه. وشكراً لك أخي الحبيب، وشكراً لصحيفة "لا" وملحقها الرياضي. 

بــورتـريـــه
الاسم: عبدالعظيم القدسي. 
الحالة الاجتماعية: متزوج وله 5 أبناء. 
المؤهل: جامعي تخصص محاسبة. 
الوظيفة: مدير عام منطقة بريد عدن.